قراءة في أغنية «حبيبها «: كسر للشخصية النمطية العربية

كلما أصغي الى هذه الرائعة رائعة عبد الحليم والتي يعرفها الجميع، من كلمات كامل الشناوي، وألحان محمد الموجي، أتساءل فقط:
لماذا لم يُكتب الكثير من الشعر في هذه الثيمة أو الصورة في هذه الأغنية؟ هذا المقطع للتذكير بها وهو أول مقطع منها يختزل فكرة النص:
« حبيبها لستَ وحدك حبيبها
حبيبها أنا قبلك وربما جئت بعدك
وربما كنت مثلك «
فلم أجد جواباً شافيا غير أن شخصية الرجل العربي المصابة بالقبلية، وتكوينه غير المتجانس من الفخر والعنفوان من جانب والانصهار والعاطفة الجياشة من جانب آخر، يضاف الى ذلك نزوعه الى المكابرة دائما، تقف عائقاً أمام جرأته وشجاعته التي يتباهى بها الأدب والتاريخ، أو أنه ليس بذلك النضج اللازم لاستيعاب حالة مثل هذه، حالة تعد معقدة وغير مألوفة، لذلك نرى أن الفكرة تنزاح بإتجاه الخيانة فقط أو فكرة الهجر التي طالما شهدناها في الشعر العربي .
وكما ان هناك أكثر من امرأة لرجلٍ واحدٍ، هو أمرٌ لا يعدُّ صادمًا باعتبار أن الدين الاسلامي، يتيحُ للرجل تعدد الزوجات والجواري وغيرهن، مدعومًا بالعادات والتقاليد قبل وبعد حضور الدين الاسلامي.
ولا يبدو صادما للمرأة أيضا لكنه صادم للرجل عندما تكون الصورة معكوسة! . وهذه الصدمة ممزوجة مبررة بالذكورية المفرطة التي يتعاطها الفرد ثقافيا واجتماعيا منذ النشوء.
هذه الثيمة وما شابهها، ما تزال طازجة وغير مستهلكة، لكونها تحفر في منطقة حساسة في الشخصية العربية، ولا يمكن القول إن لها أي « الثيمة « خصوصية عالية الى درجة لا يمكن معها كتابة قصيدة محاذية، ذلك أن الساحة الشعرية تزخر بالموضوعات المتشابهة والمتشابكة أحيانا. كما ان هذا الموقف الذي يصفه كامل الشناوي هو موقف يمكن لأي انسان أن يتعرض له.
وعلى ذلك أعدّها من أجمل أغاني عبد الحليم، فهي بخروجها عن السائد والمألوف في الشعر والأغنية، إنما هي كسر للشخصية النمطية وتحديا للحساسية الثقافية لذلك العربي.
مهند الخيكاني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة