ترجمة محمد الأمين الكرخي
بعد 17 عاماً على وفاته، ما زال الاحتفاء بذكرى رحيل الشاعر الإيراني الكبير أحمد شاملو من المحظورات في الحياة الثقافية في إيران، إذ ألغت السلطات الإيرانية منذ فترة بسيطة حفلاً تكريمياً نظمه عدد من الأدباء والمثقفين الإيرانيين، تجمعوا حول مزار الشاعر في مقبرة امامزاده طاهر بمدينة كرج المجاورة للعاصمة طهران.وفيما استطاعت السينما الإيرانية المستقلة أن تفرض حضورها في الحياة الثقافية الإيرانية، يبدو أن تيار الأدب المستقل في إيران ما زال يعاني التهميش والإقصاء، وأن قائمة الحظر تتسع من دون أن تتقلص.
أحمد شاملو ولا شك هو من الأسماء الأدبية الإيرانية الأكثر شهرة في العالم (إلى جوار صادق هدايت وفروغ فرخزاد)، وقد ترجمت أشعاره إلى أكثر من عشرين لغة، كما حظي بجوائز أدبية مرموقة، ومن المؤسف أن يحرم حتى من تكريم بسيط في الذكرى السنوية لرحيله، هو الذي يستحق إقامة مهرجان دولي للشعر يحمل اسمه ويسلط الضوء على منجزه الشعري وإسهامه الكبير في تحديث الشعر الفارسي في إيران وأفغانستان.
يُعد أحمد شاملو (1925-2000)، الأبرز في خارطة الشعر الفارسي المعاصر بعد نيما يوشيج، تبلورت تجربته الشعرية من خلال انفتاحها على تراث الشعر الملحمي الفارسي، والمدارس الشعرية العالمية الحديثة. أغنى المكتبة الإيرانية بترجمات مهمة في مجالي الشعر والرواية، إضافة إلى إسهامه في مجال القصة القصيرة وسيناريو الأفلام والبحوث الأدبية، من أهم مجاميعه الشعرية: «الهواء الطازج»، «حديقة المرايا»، «ايدا في المرآة»، اللحظات والأبدية، «ايدا: الشجرة والخنجر والذكرى»، «مراثي التراب»، «التبرعم في الضباب»، «إبراهيم في النار»، «أغاني الغربة الصغيرة»، و»مدائح بلا صلة».
مطر
آنذاك، رأيت سيدة حبي المغرورة
تفكر على عتبة مغطاة بالنيلوفر
بسماء ماطرة
آنذاك رأيت سيدة حبي المغرورة
على عتبة المطر المكتظة بالنيلوفر
وقد اجتاحت قميصها ريح مرحة
آنذاك رأيت على عتبة النيلوفر
سيدة المطر المغرورة
عائدة من سفر السماء الشاق
***
صرخة، ثم لا شيء
ذلك أن الأمل غير قادر على سحق رأس اليأس
على بساط العشب رقدنا
مفعمين بيقين الحجر
علي بساط العشب، تعاضدنا بالحب وبيقين الحجر ذاته
وقد هيمنا على الحب
لكن بساط العشب ويقين الحجر ليسا سوى ترنيمة
إزاء قدرة اليأس
صرخة
ثم لا شيء