شارك فيه أكثر من 119 ألف مواطن من الإقليم
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اظهر احدث استطلاع للرأي اجرته مؤسسة ناليا للاعلام رفض الغالبية العظمى من المواطنين لاجراء الاستفتاء في اقليم كردستان، على شكله الحالي.
وبين الاستطلاع وهو اكبر استفتاء تجريه مؤسسة اعلامية، ان الغالبية العظمى من المشاركين صوتت بلا لاجراء الاستفتاء في 25 من ايلول المقبل، بينما ايده 38 بالمئة فقط من المشاركين، وهي نسبة متدنية قد تؤدي الى افشال مسعى السلطات الحالية لاقامة دولة كردية.
وشارك في الاستفتاء ١١٩ الف شخص صوت ٩٢ الفاً منهم اي قرابة 61% من المشاركين بلا لاجراء الاستفتاء، بينما ايده 38 % ، وكان الاستفتاء قد بدأ في العاشر من حزيران المنصرم وانتهى في العاشر من شهر تمور الجاري، وتضمن سؤالا واحدا وهو « بماذا ستصوت في الاستفتاء المزمع اجراؤه في اقليم كردستان « (نعم) ام (لا) لاقامة دولة كردية؟.
من جهته وتعقيبا على نتائج الاستفتاء الذي اجرته مؤسسة ناليا للاعلام، حمل قيادي في حركة التغيير رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني مسؤولية تصويت المواطنين بكلا لاجراء الاستفتاء.
واضاف عضو برلمان كردستان عن حركة التغيير اوميد حمه علي في تصريح، ان تصويت غالبية شعب كردستان بلا للاستفتاء يعكس من جانب تصدي شعب كردستان للسلطات وممارساتها غير الشرعية، وهو كذلك مؤشر على تنامي الوعي السياسي لدى المواطنين تجاه القضايا المصيرية.
وتابع ان بارزاني وحزبه المسؤولين عن خلق الاوضاع غير الديمقراطية المشوهة التي تفتقر الى المعالجات الديمقراطية، والتي اسهمت بتعميق ازمات ومشكلات المواطنين وتسببت بوقوفهم بالضد من اي مشروع وطني وقومي، تتبناه السلطات الحالية.
في غضون ذلك عقد الاتحاد الوطني الكردستاني اجتماعاً وصف بالمهم مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ، لبحث تفعيل البرلمان وموقف إيران من اجراء الاستفتاء في الاقليم.
واشار بيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه الى ان الجانبين بحثا اليوم الأحد، 23 تموز، 2017، مضمون زيارة الاتحاد الأخيرة إلى إيران، وسبل تفعيل برلمان كردستان.
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس جلال طالباني قد دشن جولة جيدة من المباحثات مع القوى والاطراف الكردستانية عقب عودته من ايران، استهلها بلقاء الجماعة الاسلامية في السليمانية والاتحاد الاسلامي وحزب كادحي كردستان والحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي امس الاحد في اربيل.
وذكر بيان للمكتب السياسي للاتحاد الوطني، ان اللقاءات تناولت اهم واحدث التطورات حول ملف الاستفتاء، وبحث الموقف الرسمي للحكومة الإيرانية من مسالة الاستفتاء، مضيفاً ان جميع الاطراف اجمعت على ضرورة تفعيل برلمان كردستان من دون شروط مسبقة كأساس لاجراء الاستفتاء في اطار قانوني.
من جهته طالب حزب كادحي كردستان عقب اجتماعه مع وفد المكتب السياسي للاتحاد الوطني بمنح مزيد من التطمينات للجمهورية الاسلامية، ازاء النتائج التي يمكن ان يفضي اليها اجراء الاستفتاء في كردستان.
وتابع عضو المكتب السياسي لحزب كادحي كردستان سعد خالد، ان ايران اعلنت صراحة لوفد الاتحاد الوطني معارضتها لاجراء الاستفتاء، مبيناً ان المدة القليلة المتبقية لاجراء الاستفتاء تتطلب العمل الجاد لتطبيع الاوضاع السياسية واعادة تفعيل البرلمان، كبداية لتهيئة الارضية المناسبة لاجراء الاستفتاء.
بدوره قال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان ان المسؤولين في واشنطن أكدوا ان تحفظهم على قضية الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان، لن يؤثر على التحالف القائم بين الجانبين.
واضاف فلاح مصطفى في تصريح من واشنطن إن الأميركيين ليس لديهم مشكلة في إجراء الاستفتاء، وأكدوا لنا أن التحفظ الوحيد هو بشأن توقيته، فلديهم خشية من أن تتأثر برامجهم في العراق به».
واضاف مصطفى ان وفد الاقليم أجرى خلال الاسبوع المنصرم سلسلة مباحثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية، والدفاع، كما التقى بالعديد من أعضاء الكونغرس الاميركي، وتابع «أكدنا للطرف الاميركي إصرار كردستان على إجراء الاستفتاء في موعده».
الى ذلك اخفقت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في اقليم كردستان مجددا من الاتفاق على تأييد الموعد الذي حدده بارزاني في احدث مرسوم رئاسي، بعث به لاجراء انتخابات برلمان ورئاسة الاقليم في الاول من تشرين الثاني المقبل.
وضربت الخلافات مجددا اجتماعا عقده مجلس المفوضين في اربيل امس الاحد، ما حال دون تحقيق التوافق للاجابة على مرسوم رئاسة الاقليم، الذي ارسله بارزاني الاربعاء المنصرم الى المفوضية، والذي حدد خلاله الاول من شهر 11 من العام الحالي 2017 كموعد لاجراء انتخابات برلمان ورئاسة اقليم كردستان، وذكرت مصادر مطلعة للصباح الجديد ان مفوضية الانتخابات تحتاج الى مزيد من الوقت والتحضيرات لاجراء الانتخابات البرلمانية، نظرا لقلة المدة التي تبقى امامها بعد تحديد موعد الاستفتاء المزمع اجراؤه في 25 من شهر ايلول المقبل، اضافة الى ان بارزاني لم يتشاور مع المفوضية قبيل تحديد موعد اجراء الانتخابات المقبلة، وهو ما قد يحول دون قدرتها على اجراء انتخابات برلمان ورئاسة الاقليم في الموعد المحدد لذلك.