عظمة الانتصار تتجلي بحسن التدبير والتخطيط لما هو اعظم واذا كان النجاح يعني وصولك الى القمة فان الحفاظ على القمة مثل ماقيل اصعب من الوصول اليها ..وعلى مر العصور تتحدث صفحات التاريخ عن لحظات الانتصار في حياة الامم والشعوب فهناك من اتخذ من تلك اللحظات منارا نحو المزيد من التقدم والمزيد من النجاح وهناك من الهاه وشغلته نشوة النصر وترك للاعداء مهمة نسج المؤامرات والكيد والتخطيط لكل ما يحبط النفوس والهمم ويفرغ الانتصار من مضامينه وقيمه ..اليوم يقف العراق على عتبة انتصار كبير تمكن فيه ابناؤه بدعم ومساعدة الاصدقاء من اعادة اجزاء واسعة من اراضيه والثأر من القتلة والمجرمين الذين استباحوا الحرمات بجرائمهم الوحشية ولن تستكمل معالم الانتصار هذه الا باعادة اهالي المدن المحررة الى ديارهم واعادة دوران عجلة الحياة في شوارع هذه المدن وتأمين اوضاعها الامنية والاقتصادية ومثل هذه المهمات لن تكون سهلة وفي متناول اليد مالم تمتلك الدولة العراقية ممثلة بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية القدرة والارادة على توظيف الادوات في الزمان والمكان الصحيح ومثلما انطلقت عمليات التحرير قبل ثلاثة اعوام بفتوى جهادية استثارت الهمم والهمت النفوس والقلوب حب العراق يحتاج العراقيون في هذه اللحظات الى العزم والارادة ايضا للانطلاق بجهاد اكبر واعظم هو جهاد العمل الذي سيكلل صبرهم وعملهم الطويل والشاق بثمرات النجاح ويخطيء من يظن ان هذا الجهاد سيكون من دون اعداء فالحاقدون سيتكالبون وسيعاودون انتهاج اساليب التعويق وايقاف مسارات التوحد والتعاضد والتكاتف والتلاحم وسيعاودون انتاج الفتن والكيد بكل مايستطيعون من قدرات وتوظيف للاحداث وسيكون من المناسب تذكير ممثلي الطوائف العراقية المنضوين في مجلس النواب ومجلس الوزراء وفي الادارات المحلية ومجالس المحافظات بهذا التربص وهذه الخطط المسمومة وتحصينهم من الانجرار خلفها والوقوع في مستنقع الفوضى من جديد وليكن شعار العراق اولا شعار جميع العراقيين بشتى عناوينهم تتراجع امامه مصالح الاديان والمذاهب والقوميات من اجل ان يخرج هذا الشعب في هذا الامتحان امام شعوب العالم مرفوع الرأس ومكللا بالغار ومن اجل ان نسد الابواب امام السيئين وامام من يريد لنا ان نفشل من جديد .
د. علي شمخي
جهاد العمل الأكبر !
التعليقات مغلقة