انتشرت في بعض المناطق ودعوات لإيجاد وسيلة لمكافحتها
البصرة – الصباح الجديد:
أعلن باحث في دائرة بيئة البصرة عن إنشاء مركز تخصصي في كلية التربية ضمن جامعة البصرة يتولى تصنيع أمصال لعلاج لدغات الأفاعي السامة الشائعة محلياً بعد تزايد حالات الإصابة على مستوى المحافظة خلال العام الحالي.
وقال الباحث هشام خير الله إن «فريقاً من الباحثين في جامعة البصرة سوف يباشر بدءا من الاسبوع المقبل بالعمل في أول مركز محلي متخصص بإنتاج أمصال لعلاج لدغات الأفاعي السامة الشائعة محلياً، وبخاصة الأفعى ذات الحراشف المنشارية التي تسمى (أفعى سيد دخيل)»، مبيناً أن «قسم علوم الحياة في كلية التربية خصص أحد مختبراته العلمية للمركز، والذي سوف يشهد بذل جهود تستغرق عدة أشهر، وتشمل استخلاص السموم من الأفاعي، واجراء اختبارات على الفئران والأرانب للتأكد من فاعلية وأمان الأمصال قبل إحالتها للتصنيع».
ولفت الباحث خير الله الى أن «ما لا يقل عن 12 أفعى سامة تم اصطيادها من البيئة المحلية لهذا الغرض»، مضيفاً أن «الأمصال المتوفرة لدى المؤسسات الصحية جميعها مستوردة، والمركز الجديد يهدف الى المساهمة في توفير أمصال محلية الصنع في ظل تزايد حالات الإصابة بلدغات الأفاعي السامة في المحافظة، كما يكتسب المشروع أهمية علمية تخدم الباحثين».
وأشار الباحث البيئي الى أن «خلال العام الحالي تم تسجيل ثماني حالات إصابة بلدغات أفاعٍ سامة في المناطق الواقعة جنوب البصرة فقط»، موضحاً أن «عوامل بيئية ومناخية أدت الى تزايد أعداد الأفاعي واتساع مناطق وجودها في المحافظة».
على صعيد متصل دعت قائممقامية قضاء شط العرب في محافظة البصرة الى إيجاد وسيلة فعالة لمكافحة الأفاعي السامة بعد انتشارها في بعض المناطق وتسببها بإصابة عدد من المواطنين ووفاة أحدهم خلال العام الحالي، فيما عزا باحث متخصص انتشار نوعين من الأفاعي السامة الى أسباب مناخية وأخرى تتعلق باختلال السلسلة الغذائية.
وقال قائممقام قضاء شط العرب حيدر العبادي إن «منطقة الصالحية على وجه التحديد بدأت تنتشر فيها بشكل ملحوظ الأفاعي السامة، وهي ليست من نوع سيد دخيل، وانما من نوع آخر»، مبينا أن «الأفاعي لدغت بعض المواطنين خلال العام الحالي، وقد تماثلوا جميعهم للشفاء بعد تلقيهم المصول، باستثناء رجل واحد فارق الحياة قبل أيام»
وأضاف القائممقام أن «خطورة المشكلة تكمن في أن منطقة الصالحية لم تعد منطقة زراعية، وانما فيها أحياء سكنية»، لافتا الى أن «القائممقامية بصدد توجيه مخاطبات رسمية جديدة الى الدوائر المتخصصة لإيجاد وسيلة فعالة لمكافحة الأفاعي».
من جانبه، قال مدير المستشفى البيطري في البصرة حيدر نعمة إن «التعامل مع مشكلة الأفاعي يستدعي تشكيل لجان من مؤسسات حكومية متعددة من ضمنها مديريات الصحة والبيئة والزراعة»، موضحا أن «زيادة نشاط الأفاعي في عدد من مناطق المحافظة ومهاجمتها لبعض المواطنين يعود الى خروجها من أماكن عيشها لأسباب بيئية».
وبحسب الباحث هشام خير الله، فإن «بيئة البصرة تعد موطنا لأنواع عديدة من الأفاعي، لكن الأفاعي السامة التي تنشط في بعض المناطق معظمها من نوعين، هما الأفعى ذات الحراشف المنشارية التي تسمى (أفعى سيد دخيل)، والأفعى مستديرة الأنف التي تسمى (الكوبر)»، مبينا أن «النوع الثاني يتركز وجوده في منطقة الصالحية ضمن قضاء شط العرب، بينما يتركز وجود النوع الأول في المناطق الزراعية الممتدة بين قضاء الفاو وأطراف قضاء أبي الخصيب».
وأشار خير الله، وهو مؤلف كتاب «موسوعة الحياة البرية العراقية»، الى أن «تفاقم ظاهرة التصحر من أبرز الأسباب التي أدت الى انتشار بعض أنواع الأفاعي في البصرة، حيث ان تلك الأفاعي تفضل العيش في مناطق جرداء جافة، ولكن بسبب تقلص مساحات الأراضي الزراعية نتيجة التصحر فإن الأفاعي أخذت تنشط فيها»، عادا أن «السبب الآخر لانتشارها هو نقص المفترسات الطبيعية لتلك الأفاعي في البيئة المحلية، وأهمها حيوانات ابن عرس والقنفذ وغرير العسل، حيث انها كانت تتواجد بأعداد غير قليلة وتتغذى على الأفاعي فتمنع انتشارها».