تحديات عديدة تلوح في الأفق وإصرار على تجاوزها

الخراب لم يمنع الموصليين من الاحتفال فرحاً بتحرير مدينتهم
نينوى ـ خدر خلات:

بالرغم من مشاهد الدمار والخراب في الجانب الايمن من مدينة الموصل، وخاصة في المدينة القديمة حيث يلفظ داعش انفاسه الاخيرة، فان اهالي الموصل خرجوا في مواكب عفوية ليجوبوا شوارع المدينة ويحتفلوا بالانتصارات، فيما تلوح في الافق تحديات ليست بالهينة وسط اصرار على تجاوزها.
وقال الناشط الموصلي لقمان عمر الطائي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “مشاهد الخراب والدمار في مدينة الموصل، وتحديدا في منطقة الموصل القديمة، لم يقف عائقا امام المئات من الشباب الموصلي للاحتفال بالاعلان الوشيك لتحرير مدينتهم من قبضة اشرس تنظيم ارهابي في تاريخنا المعاصر”.
واضاف “الاحتفالات العفوية تمثلت بتجوال مواكب وارتال من السيارات المدنية واهازيج تتغنى بحب العراق ورفع الاعلام، وهذه الارتال طافت العديد من احياء الجانب الايسر وبعض احياء الجانب الايمن، في مشهد يعد تاريخيا بكل المقاييس بعد نحو 3 سنوات عجاف ومظلمة من سيطرة داعش على المدينة واهلها وسط معاناة معاشية صعبة جدا”.
واشار الطائي الى ان “الموصليين يدركون جيدا ان تحديات عديدة تنتظرهم وتنتظر مدينتهم، وقد يختلفون في الكثير من التفاصيل، لكنهم متفقون على نقطة اساسية واحدة تتمثل بمنع عودة داعش او اية منظمة ارهابية اخرى، وعدم السماح بالعودة لايام المفخخات والاتاوات والاغتيالات والعبوات الناسفة”.
مبينا ان “الهاجس الامني هو الشغل الشاغل لاغلبية اهالي نينوى وينبغي ايلاءه الاهتمام الاكبر قبل أي شيء آخر”.
وتابع “ينبغي على الحكومة العراقية ان تتفهم واقع الموصل والاحتياجات المرحلية لاهالي الموصل خصوصا ومحافظة نينوى عموما، والتي تتمثل بمحاسبة الدواعش المقبوض عليهم على وفق قانون العقوبات العراقي، وايجاد حلول منطقية لمسألة عائلات داعش سواء الموجودين بالمخيمات او من عادوا الى منازلهم بعد مقتل ابنائهم او القبض عليهم او هربهم وتواريهم عن الانظار، مع انشاء منظومة امنية استخبارية لملاحقة المبايعين والمناصرين والخلايا النائمة المحتملة بالتعاون مع الاهالي الذين تغيرت نظرتهم للقوات الامنية بنحو كبير جدا واصبحت ايجابية بنحو لا يمكن مقارنتها بالعلاقة بين الطرفين قبل 2014”.
وشدد الطائي على ان “التحدي الاخر يتمثل في اعادة بناء البنى التحتية بمواصفات عالمية، حيث ان اعمال البناء ستوفر آلاف فرص العمل لشباب المدينة، وسيجذب رؤوس الاموال، خاصة في قطاعات الماء، الكهرباء، المجاري، المستشفيات، المدارس والكليات، وغيرها، وان يتم ذلك بالتزامن مع اعادة ترميم الجسور الخمسة بالمدينة باسرع وقت ممكن، اضافة الى مسألة رفع آلاف الاطنان من الانقاض والمخلفات الحربية والالاف من هياكل السيارات التي جمعها التنظيم وصنع منها حواجز وسواتر لعرقلة القوات الامنية”.
ومضى بالقول “هنالك مسائل اخرى ذات اهمية، تتمثل في السعي لاعادة النازحين لبيوتهم، ومنح قروض بسيطة لمن تضرر منزله جزئيا، وقروض اكبر لمن تدمر بيته، مع دفع تعويضات لمن خسر ممتلكاته او فقد مصدر رزقه سواء كان معملا او آلية انتاجية وغير ذلك، علما ان اهالي الموصليون معروفون بما يمكن وصفه بالشطارة التجارية ويمكنهم تنفيذ مشاريع مربحة من رؤوس اموال بسيطة”.
ويرى الطائي ان “العامل الاقتصادي له دور محوري في اعادة الحياة لطبيعتها، وعليه فأن الاسراع باطلاق رواتب شرائح اخرى من الموظفين الموصليين، بعد اكمال الاجراءات الامنية الروتينية، سيعطي مدينة الموصل دفقة هائلة من اوكسجين الحياة، وسيشجع الالاف من العائلات النازحة على العودة لديارهم والبدء بممارسة حياتهم الطبيعية”.
منوها الى ضرورة “دعم شتى الشرائح في القطاع الخاص كالمزارعين ومربي المواشي والدواجن، وغيرها من المهن التي تمثل ركائز مهمة في الاقتصاد المحلي وتخلق فرص عمل جديدة، شباب الموصل بامس الحاجة لها”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة