قبل ان يلفظ أنفاسه الأخيرة
نينوى ـ خدر خلات:
مع اقتراب معركة تحرير الموصل من نهايتها المحتومة بهزيمة تنظيم داعش الارهابي، تسعى بعض الخلايا الاعلامية المناصرة للتنظيم المتطرف التقليل من قيمة هذا المنجز العسكري، من خلال عدة اساليب، بضمنها الاشارة الى عدم العثور على جثث قتلى التنظيم، في مسعى للزعم بان مقاتلي التنظيم تسربوا بوسائل عديدة تمهيداً لاعادة تنظيم انفسهم، وزرع الشكوك والخوف المستمر في نفوس اهالي المناطق المحررة.
ومن اجل اماطة اللثام عن حقيقة جثث قتلى داعش بمعركة تحرير الموصل عامة، والجانب الايمن والمدينة القديمة خاصة، وجهنا السؤال الى احد القادة الامنيين في محافظة نينوى، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، وقال “نحن تعودنا على اساليب عصابات داعش سواء في الميدان او في الاعلام، وهي اساليب خبيثة والتي غالبا ما يتم كشفها ودحض ادعاءاتهم بحق قواتنا الامنية بشتى صنوفها وتشكيلاتها”.
واضاف “خلال المعارك الشرسة لتحرير الموصل بجانبيها الايمن والايسر، عثرنا على عدة مقابر جماعية تعود لعناصر العدو الذي قام بدفنهم تحت هياكل عمارات قيد الانشاء او في مساحات ترابية مجاورة لمباني رسمية وحكومية، علما ان العدو حينها كان اكثر تنظيما وتماسكا وتمكن من سحب جثث المئات من قتلاه ودفنهم”.
واشار المصدر الى انه “كلما كان الخناق يزداد على العدو، كان يضطر للتخلي عن ممارساته، حيث تم دفن العشرات من قتلاه في حدائق المنازل المهجورة على عجالة، كما ان العشرات من جثثه وربما المئات ما زالت تحت الانقاض، بدليل ان طلبات عديدة ترد يوميا من المناطق التي يعود اليها ساكنيها ويكتشفون جثث قتلى العدو من خلال الروائح الكريهة التي تنبعث منها، ويطالب الاهالي بمعالجتها ونقلها خشية وجود احزمة ناسفة مع تلك الجثث”.
وتابع بالقول “وبعدما ضاقت المساحات بيد العدو في منطقة الموصل القديمة، وبسبب اكتظاظها بالسكان الذين كان يتم نقلهم من مكان لمكان آخر لاستعمالهم كدروع بشرية، فضلا عن وجود المئات من عائلات الدواعش، ولعدم وجود مساحات ترابية يمكن الاشارة لها في الموصل القديمة، فقد اضطر العدو الى رمي مئات الجثث من قتلاه في نهر دجلة المتاخم للجهة الشمالية من المدينة القديمة للتخلص من روائحها وايضا لاخفاء هزائمه المنكرة وعدد قتلاه”.
ولفت المتحدث الى ان “بلدية الموصل نقلت اعداداً كبيرة لقتلى داعش ودفنتها في مناطق الطمر الصحي على ما نظن، ونحن نتوقع العثور على العشرات وربما المئات من قتلى داعش تحت الانقاض في الموصل القديمة، والتي يشكو عدد من مقاتلينا من الروائح الكريهة التي تنبعث من تحتها في اثناء تقدمهم للسيطرة على مناطق ومساحات جديدة فيها”.
وبخصوص عدم عرض جثث قتلى داعش بوسائل الاعلام، لتبيان حجم خسارة داعش واعداد قتلاه، افاد المصدر بالقول ان “استمرار المعركة لنحو 265 يوماً لحد الان يكشف حجم القتال الشرس الدائر بين قواتنا بمختلف تشكيلاتها وزمر داعش الارهابية، وانه يمكن ادراك حجم الانتصارات لقواتنا من خلال الاحياء والمساحات الشاسعة التي تم استعادتها ومن خلال مئات الالوف من المدنيين الذين تم تأمين اجلائهم من المناطق الساخنة”.
ومضى بالقول “اما مسألة تصوير جثث قتلى داعش، فانه قد ينعكس سلبا من خلال استغلال تلك الصور من قبل جهات اعلامية محلية وعربية واجنبية ايضا غير راضية عن الانتصارات التي تحققها قواتنا البطلة، وقد يقوم بعض دواعش السياسة بالزعم ان هؤلاء مدنيين وتم اعدامهم بدم بارد والتشويش على هذا النصر الكبير، لاسباب نعرفها جميعا، وغير ذلك من الامور، ومع هذا نقول انه تم تصوير عدد لا بأس من قتلى داعش من خلال عدسات فضائيات عراقية محلية ووسائل اعلامية اخرى”