“الحديقة المنزلية ” للترويح عن النفس من ضغوطات الحياة التي يمر بها الإنسان

استغلال أسطح المنازل لزراعة أشجار العنب والزهور
بغداد – ظفار اسماعيل:

للطبيعة الخضراء قدرة هائلة على تصحيح وتحسين قوة الانسان الداخلية ومنحه الطمأنينة والهدوء ويعد استعمال الحدائق في المصحات النفسية دليلا واضحاً على التأثير المباشر واستناداً على هذه الحقائق نستطيع ان ندرك ان الحديقة والنباتات هي ليست شكلا جميلا فحسب او مظهرًا من مظاهر الترف، بل هي حاجة انسانية للتنفيس عن الضغوطات التي يمر بها الكائن البشري.
وليس بالضرورة ان نمتلك حديقة كبيرة في منزلنا لنمارس متعة العناية بالنباتات، فمن الممكن تحويل أي ركن في المنزل الى واحة خضراء تصلح لنمو النباتات كما وان استغلال أسطح المنازل بات شائعاً في كثير من الأماكن التي تفتقر الى الحديقة وزراعة بعض الخضروات في المطبخ باستعمال الأصيص المختلفة الاحجام يمكن ان يسهم في توفير بعض الخضر التي يمكن الاستفادة منها في الطبخ كالنعناع والعطرة والريحان والروز ماري.

الحديقة الأمامية
تظهر الحديقة المنزلية الامامية جمال المنزل، وتعمل على تزيينه واظهاره في أجمل صورة حيث ان الطبيعة تمنح الشعور بالراحة وتجدد النشاط والمناظر التي تسر العين عند النظر اليها، وتشرح صدر الجالس فيها، وتمد المحيط بكمية كبيرة من الاوكسجين وتلطف الجو وترطبه وتريح الاعصاب كما انها تعد مكانًا مثالياً لاستقبال الضيوف واستمتاعهم بالنظر الى النباتات والزهور.
للإنسان منذ القدم حب فطري للزهور والحدائق، بغض النظر عن المستوى الاجتماعي أو الثقافي، ففي المجتمعات الشعبية كانت الأسر تحرص على وضع أواني زرع تعلق في الشرفات او الباحات الداخلية والخارجية، وعلى أسطح المنازل أشجار العنب والزهور وحرصت النساء على زرع بعض من الخضار التي يمكن ان تستفيد منها في المطبخ كالزعتر والريحان والنعناع والبقدونس.
تساعد النباتات الخضراء على حماية البيئة من التلوث مما يؤثر على الناحية الصحية وكذلك توفير التظليل وترفع رطوبة الجو وتنقيته وتقليل الضوضاء وتعديل درجه الحرارة
وتجميل وتنسيق الأماكن المختلفة. تعد الحدائق رباط قوي بين الإنسان وبين ما يحيط به من عالم يعيش فيه، وقد شعر الانسان بحاجته الشديدة إلي وجود مكان تهدأ فيه نفسه، ويستريح فيه بالتطلع إلى جماله، ويمنحه الطاقة الإيجابية التي تعينه على تحمل الضغوط، فكان ارتباطه بالطبيعة فطريا وتلقائيا.
ويعد فن تنسيق الحدائق من الفنون الجميلة التي تتطلب المعرفة التامة بأنواع النباتات، وأشكالها وطبيعة نموها، وطرائق زراعتها وألوان أزهارها لوضعها في المكان المناسب.
وتعد الحديقة المنزلية من أهم الحدائق التي علينا الاهتمام بها، وذلك لأنها أصبحت الآن مكملة لاحتياجات المنزل والعناية بها فن يدل على ذوق العائلة، وتعد واحة صغيرة لقضاء الوقت الذي تجتمع فيه العائلة لتناول الشاي والقهوة أو وجبة العشاء بين الزهور والخضرة.

أهمية الحديقة المنزلية
تزيد من جمال وتناسق المكان: توفر الظل وتقلل اشعه الشمس والحرارة، تنقي الجو من الأتربة وتحد من تلوثه. تكسر حده الرياح المحملة بالأتربة، تعد مكانا مناسبا وامنا للعب الأطفال عوضا عن الأماكن الخطرة، مكاناً ملائماً لاستقبال الضيوف او الاستراحة وقضاء وقت مع العائلة ويمكن عدّها ديكورا مكملا لبناء المنزل بمنظرها الجذاب.
العناية بالنباتات فن يدل على الذوق الرفيع: تعد الحدائق ذات المساحات المتوسطة أكثر جمالًا وامكانية للتنسيق من الحدائق الكبيرة، إذ أنه وعلى الرغم من أن الحدائق الكبيرة توفر المزيد من فرص التنوع، إلا انها تحتاج الى رعاية أكبر وتحتاج الى تدخل مختصين. عوضا عن افراد العائلة فالحديقة صغيرة المساحة، ستكون الخيار الأفضل ويمكن تخصيص جزء من حديقة المنزل لأنشاء حديقة الخضروات، واستعمال انتاجها على مدار السنة حيث تزرع محاصيل واشجار الفاكهة المختلفة، وتسهم في تجميل واجهة المنزل الامامية ليبرز المنزل ويزداد جمالا وبهجة، وتسهم في اضافة لمسة جمالية للشارع.
نباتات الاسيجة
هي أشجار صغيرة أو شجيرات تزرع بنحو منتظم حول الحديقة، او حول جزء معين من الحديقة, اضافة الى منظرها الجميل وازهارها الملونة لها دور كبير في تحديد الحديقة وحمايتها وكسر حده الرياح، وتوفير شيء من الخصوصية للمنزل وحجب المناظر غير المرغوب فيها ، وهي عبارة عن نباتات متسلقة مزودة بوسائل تساعدها على التسلق والالتفاف حول الدعامات المجاورة ، إذا ما تم اختيار المتسلقات التي تناسب الأماكن (كالمظللة، والمشمسة) كما ويفضل ان تكون دائمة الخضرة ومن اكثر المتسلقات التي تناسب جونا الحار الجاف هو نبات الجهنمية بالوان ورودها المختلفة فمنها الوردي والارجواني وهي تبقى مزهرة طوال السنة ويمكن ان تتكاثر بالعقل في شهري كانون ثاني وشباط وأكثر ما يميزها كونها تتحمل درجات الحرارة المنخفضة وتجود في الاماكن المشمسة وتقاوم الجفاف.
الياسمين الذهبي: بأوراقه الرفيعة وازهاره البيضاء العطرة، يتكاثر بالعقل في شهري كانون اول وكانون ثاني وشباط يناسب المناخ الدافئ
الهيدرا: -يصلح لتغطية الجدران ولا يحتاج الى اعمدة او ستائر للتثبيت، ازهاره صغيرة مخضرة عديمة الرائحة يتكاثر بالعقل وبالترقيد ولايتحمل الحر والشمس المباشرة.
الورد المداد: يصلح لتزيين الاسوار والبوابات يتحمل العطش ويزهر في شهر نيسان، ازهاره صفراء، حمراء، بيضاء وزهرية ويتكاثر بالعقل او التطعيم او الترقيد او البذور

العناية بالنباتات الظلية
تشمل العناية بنباتات الظل مجموعة من العمليات الزراعية، اهمها:
التأقلم مع البيئة: اولى عمليات الخدمة لنباتات الزينة الداخلية هي اقلمتها مع البيئة الجديدة وتوفير البيئة المناسبة لكل نبات بعد محاوله التعرف على متطلباته.
حيث يجب الاهتمام بمواعيد وكمية ري النباتات الظلية وحسب احتياجها وتوفير الأسمدة التي تساعدها على الانتعاش والنمو في وسطها الاصطناعي الجديد، وتوفير الإضاءة الكافية لها
والحرص على عدم تعريض النبات لظروف الجفاف: ويشمل ذلك الري والبيئة (الجو ودرجه حرارته)، حيث يؤدي الجفاف، او الحرارة الزائدة الى موت هذه النباتات. وزيادة الاضاءة (لا اشعة الشمس المباشرة)، ثم تخفيضها تدريجيا.
عدم تغيير موقع النبات في المنزل حيث يبدأ النبات بالتأقلم مع الموقع الجديد، وعند تغييره يحتاج الى فترة اخرى من الاقلمة.
الري: ان ري نباتات الزينة الداخلية عملية مهمة نظرا لكونها مزروعة داخل اوان زراعية محدودة الحجم، وهذا يسبب مشكلات كثيرة لصاحب المنزل اذ يسبب صغر حجم الاناء جفافا للنبات، وكون النبات مزروعا في داخل اناء تجف تربته من الاعلى الى الاسفل ولا يجف الجزء الموجود أسفل الاناء مما يؤثر سلبا في تهوية الوسط الزراعي. لان كثرة مياه الري تسبب مشكلات أكثر من قلة المياه.
مقاومه الآفات وذلك عن طريق مراقبة النبات المصاب وتوفير المبيدات الخاصة بعلاجه
التسميد: الحرص على توفير الأسمدة الغنية بالتعاصر التي تغذي النبات وتزيد من اشراقه.
يمكن التسميد من بقايا المطبخ كاستعمال بقايا بتل الشاي والقهوة وقشور البيض بعد طحنها وقشور الموز بعد تقطيعها وبقايا مغلي القرفة وقشور الفواكه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة