وزير التربية يعزو سوء تنظيمها الى قلة التخصيصات
إعداد ـ زينب الحسني:
تداولت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صوراً مرفقة بمنشورات وتعليقات تفيد بان عدداً من الطلبة شبه عراة يؤدون الامتحانات النهائية في ظل انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة.
ومع ارتفاع درجات الحرارة لم يجدوا طلبة السادس الاعدادي الجو المناسب لتكملت الامتحان مما اضطرهم الى خلع القمصان والجلوس عراة لاتمام امتحانهم، لكن ماذا عن الفتيات؟ وكيف استطعن التغلب على حرارة الجو وتحمل ما حل بهن في ظل اهمال واضح من قبل جميع الجهات المسؤولة.
وقد ناشد عدد كبير من طلبة السادس الاعدادي عبر « فيس بوك « توفير الاجواء الملائمة لهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة الى 50مْ، لكون المراكز الامتحانية لاتتوفر فيها ابسط وسائل التكييف.
وتساءل مدونون على مواقع التواصل: «هل هي حالة مقصودة للانتقام من ابنائنا الطلبة، ولماذا الا يوجد جهة تتابع وضع المراكز الامتحانية ومدى ملائمتها للطلاب»؟
امتحانات الدور الأول
بينت وزارة التربية في وقت سابق أن يوم الأحد المصادف 2تموز توجه نحو 400 ألف طالب وطالبة ﻷداء الامتحانات النهائية للدراسة الإعدادية «البكالوريا»،في جميع انحاء العراق عدا محافظة نينوى والتي انطلقت في تمام الساعة الثامنة صباحاً.
وتشمل الامتحانات العامة الوزارية للدراسة الإعدادية الدور الأول، بفروعها «العلمي، الادبي، المهني، والإسلامي» للعام الدراسي 2016-2017.
وتوجه 225 الفاً و426 طالباً للسادس العلمي بجميع مدارسه الحكومية والاهلية، و117 الفاً و435 طالباً من طلبة السادس الادبي، و16 الفاً و700 طالب للدراسة المهنية، و170 طالباً وطالبة للدراسة الاسلامية.
وهذه الاعداد تشمل الطلبة في جميع المحافظات عدا طلبة نينوى اذ لم تتمكن وزارة التربية من احصاهم بسبب العمليات العسكرية المستمرة هناك ونزوح الطلبة المستمر في كل يوم مما يجعل الاعداد متزايدة بحسب بيان وزارة التربية.
وأعلنت الوزارة في وقت سابق انها هيأت اللجان الفرعية للامتحانات في المديرية العامة أجهزة كشف وسائل الغش الالكتروني التي زودتها وزارة التربية في وقت سابق، فيما نسقت الوزارة ايضًا مع بعض الجهات الخدمية والامنية لتوفير عناصر الامن لجميع المراكز، فضلاً عن توفير الطاقة الكهربائية.
قطع شبكة الانترنت
من جانبها قطعت وزارة الاتصالات خدمة شبكة الإنترنت في عموم البلاد خلال ساعات تقديم الامتحانات النهائية لطلبة الصف السادس الإعدادي بدءاً من اليوم ولحين انتهاء الامتحانات وتحديداً من الساعة الخامسة وحتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً تحسباً من تسريب الأسئلة الوزارية ومنع الغش الالكتروني.
واكدت الوزارة، في بيان لها، أنها سوف تقوم بقطع شبكة الإنترنت من الساعة الـ 5 فجراً إلى الساعة 8:30 صباحاً ولجميع أيام الامتحانات لمنع الغش في المراكز الامتحانية، وذلك بعد تفاقم أزمة الغش اعتماداً على الهواتف المزودة بالأنترنت.
وقد اتهم عدد كبير من الطلبة وزارة التربية بالقصور وعدم توفير الخدمات واهمها « الكهرباء «.
تقصير كبير
من جانبها دعت عضو لجنة التعليم العالي النيابية فردوس العوادي، وزارتي الكهرباء والتربية الى توفير كل متطلبات الامتحانات لِطلبة السادس الثانوي، مشيرة الى وجود تقصير كبير لا يمكن السكوت عليه».
وقالت العوادي في بيان صحفي لها:»من المؤلم وغير اللائق ان نرى طلبتنا يجلسون في قاعات ناقصة التجهيز ولا تتوفر فيها ابسط المتطلبات لأداء امتحانات البكلوريا ومنها التبريد المطلوب ومقاعد الجلوس».
وعدت:»هذا التقصير هو من مسؤولية وزارة التربية التي لم تجهز قاعاتها للطلبة وكذلك وزارة الكهرباء التي لم توفر الطاقة الكهربائية الكافية لهم،» مشيرة الى ان «المسؤولية تضامنية، وان هذا التقصير لا يليق بالطالب العراقي المعروف عنه الذكاء بكل دول العالم ومصدرا للأبداع العالمي في كل المجالات العلمية».
وتساءلت العوادي «كيف يمكن لوزارة التربية ان تخرج جيلاً كفؤاً بهذه الاجواء المعيبة التي لا تليق بالعراق المعروف بعراقة مؤسساته وتكاملها منذ عشرات السنين؟».
واضافت، ان:»هذا التقصير غير مقبول، ولا يمكن ان نجد له اي مبرر، لذا على وزارة التربية ان تسرع خلال اليومين المقبلين بتجهيز القاعات الامتحانية بنحو لائق وكاف بأجهزة التبريد المطلوبة، وعليها ايضًا ان تنسق مع وزارة الكهرباء لتوفير الطاقة المطلوبة للطلاب اجواء مناسبة تعينهم على الحصول على أفضل النتائج التي تتناسب مع مجهودهم الذي بذلوه».
شيطان أخرس
وبحسب بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تم نشر عدد من الصور والتعليقات لبعض الطلبة يصفون حال الامتحانات في البلاد، ومع ارتفاع درجات الحرارة اضطر بعض الطلبة الى خلع « القمصان «، وكان هناك العديد من التعليقات التي تؤكد عدم توفر الخدمات المطلوبة لإتمام الامتحانات بأكمل وجه واهمها « الكهرباء «، فضلاً عن صور وتعليقات ونكات تسخر من الارتفاع في درجات الحرارة في البلاد.
هذا وناشد عدد كبير من الطلبة من عبر موقع التواصل الاجتماعي « الفيس بوك « توفير الكهرباء التي زعمت وزارة التربية والكهرباء توفيرها، والنظر الى معاناتهم وكيف سيكون وضعهم في الامتحانات المقبلة مع الارتفاع المستمر في درجات الحرارة.
وكتب أحد الناشطون بعض السطور التي تعبر عن غضبه بسب ما حل بالطلبة قائلاً: «اقسم بالله، أني بكيت لحال طلاب السادس الإعدادي هذه الدقيقة بالذات.
فقد رأيت جارتي تلهث راكضةً في الشارع، تريد الوصول الى المركز الامتحاني لابنتها كونهم اتصلوا بها وأبلغوها ان ابنتها قد أغمي عليها بسبب الحر والضغط والخوف وصعوبة الاسئلة! ذهبت معها، فزادت دموعي التي أخفيتها تحت نظارتي لما شاهدت من حال مزري، الأهالي يتقلبون في الشارع مثل (السمجة المزوهرة)! والمركز بلا كهرباء ودرجات حرارة لا يقوى على تحملها «الجمل « صاحب الصبر على الصحراء! تألمت! انجرحت انسانيتي وانا اراهم هكذا. وتابع: اعد نفسي وكل من يسكت، شيطان اخرس.
قلة التخصيصات
من جانب أخر كشف وزير التربية محمد إقبال، أن المبلغ الذي تسلمته الوزارة 3.5 مليارات دينار من أصل ٨ مليارات تم تخصيصها للامتحانات النهائية الوزارية.
وبين إقبال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي الخاص: ان «الوزارة طالما حذرت من عدم صرف المستحقات المخصصة في مواعيدها،» مؤكداً ان «التأخير في صرف المبالغ المطلوبة انعكس على استكمال التجهيزات بالشكل المناسب».
وأضاف بان الوزارة تسعى بكل جهدها وبالحد الأقصى من الامكانيات المتاحة لها لتوفير المتطلبات الأساسية لنجاح الامتحانات،» موضحًا «أنها حققت قدراً مهما من هذا الامر وتواصل عملها لسد النقص الموجود».
التربية تنفي
في حين نفت وزارة التربية صحة ما نشرته بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بشأن صور تظهر بعض الطلبة يؤدون الامتحانات النهائية للصفوف المنتهية للمرحلة الإعدادية، وهم بحالة شبه عارية داخل القاعات الامتحانية، بحجة عدم توفر الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة، وفيما عدتها صوراً مفبركة، فقدت اشارت الى استنكارها لما تم نشره بهذا الشأن.
وقال المتحدث باسم وزارة التربية إبراهيم السبتي في تصريح صحفي: ان القاعات الامتحانية لم تشهد حدوث مثل هذه الحالة.
واكد: ان هذه القاعات محترمة تابعة للجامعات والمعاهد في المحافظات ولا يمكن ان يسمح مدير القاعة الامتحانية والمراقبين بمثل هذه الحالات.
وتابع: ان الوزارة عملت ومنذ فترة على تهيئة المستلزمات اللوجستية وتوفير الماء البارد ومبردات الهواء لغرض تأدية الامتحان في ظروف ملائمة.