إصدارات الاتحاد وأهميتها في دعم الأديب العراقي

جمال جاسم أمين

في أكثر من تجربة حاول اتحاد الادباء و الكتاب في العراق ان يصدر سلسلة كتب نوعية لأعضائه، تعويضا عن نقص الطباعة في العراق خاصة دور النشر الرسمية، وهي تكاد تكون غائبة، باستثناء دار الشؤون الثقافية العامة، التي يتخلل عملها اكثر من عائق، سواء في العقود السابقة او الان، فظلت الثقافة و الاصدار الثقافي في دائرة ضيقة بالعمل، وهنا حاول الاتحاد ان يسد جزءا من النقص، بفضل الازمة الاقتصادية التي تشل مفاصل كثيرة في البلد، ومن بينها ليس نقص الطباعة وحدها، بل نقص و سوء توزيع الكتاب العراقي، حيث يعمد الكاتب غالبا الى توزيع كتابه بيده مستغلا حضور الادباء في المهرجانات و الملتقيات، التي هي الاخرى تتذبذب إقامتها للأسباب المادية ذاتها ، في آخر مبادرة على هذا الصعيد اتخذ اتحاد الادباء العراقيين قرارا، بتبني طباعة الكتاب العراقي، متحملا نصف كلفة الطبع، الذي سيكون بمواصفات عالية، لا ينقصها الاخراج الطباعي او التصميم اللائق، وبالفعل انطلق هذا المشروع، وتشكلت لجنة فحص الكتب التي تستحق الطباعة، لأننا ندرك حجم الزخم الذي سيكون، بفضل التراكم و سعة المشهد الادبي و تنوعه في العراق ، للأسف هناك مفارقة على هذا الصعيد، أو هذه الشكوى من شحة الطبع و الاصدار في بلد الحرف الاول، وطن الابجدية و العمق البلاغي، مهد مدارس النحو البصرية و الكوفية، مهبط انغام العروض الخليلية ! كل هذا ويتعثر اصدار الكتاب هنا ؟! ربما انطلقت دعوة اتحاد الادباء في العراق، من هذا الهاجس الدافع نحو الشعور بالمسؤولية الثقافية تجاه المبدعين، ومنتجي النصوص الادبية الذين يشكلون مشهدا ابداعيا عريضا، لا يستحق الاهمال او التغاضي، ومهما يكن حجم اسهام هذا المشروع الطباعي فانه سيسهم في سد جزء كبير من النقص الحاصل على هذا الصعيد.
ما نأمله حقا ان لا يكون هذا المشروع ظرفيا او مؤقتا، لأننا غالبا ما نعاني مثل هذه الظرفية في مجمل مشاريعنا الثقافية، بل اننا نجد ان التواصل يمنح المشروع قيمة مضافة، لان سلسلة الاصدارات بتراكمها مع الزمن، تصبح أيقونة ثقافية واعلامية لها دلالتها على مستوى التسويق خاصة، وان فضاء تداول الكتاب له معاييره التي لا تختلف كثيرا عن معايير انتاج وتسويق أي بضاعة اخرى.
في العراق طبقة قراء عريضة تصلح ان تكون فضاء تداوليا ينافس معارض الكتب التي حرمنا من المشاركة فيها فترات طويلة، أسهمت في تراجع انتشار المطبوع العراقي، اليوم علينا ان نفكر بتعويض ما فات عبر اكثر من وسيلة و بالإمكانات المتاحة برغم التحديدات المفروضة.
لقد تصدى الاتحاد لهذه المهمة وهو قادر على انجازها بفضل الملاكات التي تعمل فيه وهي اغلبها ملاكات شابة ومبدعة تمتلك من الخبرة والحماس ما يكفي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة