عمر السراي شاعراً وأميناً مالياً:
عمر السراي
«الحديث عن اتحاد الأدباء من زاويته المالية، لا ينفك عن الجانب الإداري الذي يمثل عصب التعامل مع الملفات الثقافية. واتحاد الأدباء مؤسسة أدبية أولا وأخيرا، وهذا ما يعني أن لا وجود للجانبين الإداري والمالي إلا من خلال الأولويات الأدبية. فالمال والإدارة في خدمة النشاط الثقافي، فلسنا مصرفا أو شركة ليكون الحديث مجردا. ومن هنا أود أن أشير بأن سعة رقعة النشاطات الثقافية دليل حي على سلامة الوضع المالي. فالاتحاد يقيم ما يزيد عن خمسة نشاطات ثقافية في الأسبوع، وهو عدد لا يستهان به، فالجلسة تعني باحثين وأدباء، واعلان مكان لاحتضان الابداع وضيافة وهدايا وأجور نقل من المحافظات وغير ذلك. وفضلا عن ذلك هناك المهرجانات الدورية، التي شهدت تطورا على مستوى النوع والكم.
الملف الإداري لاتحاد الأدباء ملف مرتب وجمالي، وقد سعت الأمانة الإدارية الى أمور بدأت تجد نتائجها الآن. فترتيب الصادر والوارد والمخاطبات والفورمات الصورية أمر مهم ويجذب المتلقي. فضلا عن مشروع مهم، وهو مشروع أرشيف الأعضاء. فقد صار لكل عضو يجدد اشتراكه السنوي أرشيف محفوظ لدى الاتحاد، يشمل اعماله وسيرته الذاتية وكل معلوماته، فضلا عن وجود أرشيف الكتروني لهويته، مما سيسهل اصدار الهويات بصورة دورية وسرعتها. كما تم تحديد تاريخ انتماء كل عضو، ليذكر في الهوية التعريفية، مما سيسهل عملية ترتيب الأرقام في السنوات المقبلة ابتداءً من الأقدم للأحدث، ولعل من أبرز ما اهتمت به ادارة الاتحاد، قاعة الجواهري، فقد باتت مزودة بمنظومة صوتية جيدة، وكراسٍ لائقة واثاث مميز. كما تم تأهيل مكتبة الاتحاد واطلاق اسم الشاعر الفريد سمعان عليها، وستفتتح قريبا بعد اكمال أرشفتها الكترونيا. وفضلا عن كل ذلك… فمشروعات الاتحاد قائمة على مستوى الترميم قدر المستطاع، وبما يتوفر من ميزانية بسيطة. والمارّ والزائر اليوم، يستطيع ان يشاهد واجهة مقبولة للاتحاد، وخلفية انيقة للقاعة، ومنصة جديدة الى غير ذلك من الجماليات.
مالية الاتحاد سلسة، وضئيلة قياسا بالمنجز. وقياسا بميزانيات انفجارية لدوائر ومؤسسات عجزت عن تقديم ربع ما يقدمه الاتحاد، وقد تم اعتماد الحوسبة والنظام الالكتروني الدقيق لاحتساب المقبوضات والمصروفات. واتخاذ اسلوب شفافية الكشف عن الملفات المالية من خلال لجنة ثلاثية، تعمل تحت ادارة الأمين العام، وتعرض تقاريرها للمجلس المركزي بصورة دورية للمصادقة والتثبت. وفي ظل مقبوضات الاتحاد المحدودة التي يكون تفاصيلها اشتراكات الأعضاء، والمنح ومدخول ما يؤجره الاتحاد من بنائه، وايراد كلية اليرموك الجامعة، استطاع الاتحاد ان يوجه ابواب الصرف بما يخدم المصلحة الأدبية. وهي المهرجانات والجلسات، وهناك جانب مهم وهو مطبوعات الاتحاد المدعومة، من مجلة وكتب للأدباء، ومساعدات عينية ونقدية للمرضى، ومبالغ تعزية لذوي الموتى من الأدباء، ومنح لفروع الاتحاد في المحافظات لمواصلة نشاطها الدوري. ويجدر القول ان لا عملية للصرف المالي من دون قرار ومعرفة ودراية لقادة الاتحاد المنتخبين. ولا صرف الا بوجود لجنة، وكل التعاملات المالية مدققة حسابيا وقانونيا، وخاضعة للمراقبة والتدوين، حفاظا على المال العام. وتنبغي الاشارة بأن من الجميل ان نتعامل مع الأموال بروحية أديب، وذلك يقتضي ان نوظفها للخدمة لا العكس.
يرتب الاتحاد الآن ناديه الاجتماعي بعمران جديد، وقريبا سيبنى مقهى حديثا وعصريا للأدباء، وبمعمار جميل وانيق، ليتجه بعدها لتعديل واجهة الاتحاد بما يليق، لتوفير فضاء رحب للأدباء وزوّارهم. كما يسعى الاتحاد لرعاية مجموعة من نشاطاته من قبل الجهات الداعمة، كما يتمنى ان تلتفت الدولة العراقية، وتؤدي التزامها المنصوص عليه في قانون الاتحاد، وتمنح الاتحاد الدعم الكافي لممارسة النشاط المستوعب للجميع، على المستوى الإعلامي استطاع ان يخطو الاتحاد نحو التطور، بوجود صفحة خاصة للاتحاد على الفيس بوك، وموقع ويب محدّث باستمرار ومتزامن مع الاجهزة المحمولة، واروع ما حققه الجانب الإعلامي، هو افتتاح قناة للاتحاد على اليوتيوب، فهناك مصور ومخرج يقدم الجلسات بحلقات على وفق المواصفات التلفزيونية، كما لدينا ارشيف فيديو لكل جلسات الاتحاد، وقريبا سيسعى الاتحاد لتقديم برنامج خاص بالأدباء اسبوعيا على القناة الرسمية للدولة العراقية.
بالغ الشكر للمعنيين بالجانب المالي والإداري في الاتحاد، متمثلين بالسيد الأمين العام الشاعر ابراهيم الخياط، واللجنة المكونة من الباحث آشور ملحم والشاعر جمال الهاشمي، وكل العاملين والمحبين والمعاونين، سيظل اتحاد الأدباء بوصلة للنزاهة والأمان، وبيتا لكل أديب محب وطامح بالأفضل.
وجدت بصورة شخصية على مستوى التجربة الشعرية، معجما ومنجما جميلا في هذه الأمانة لإثراء التجربة الإبداعية، فكتبت سلسلة مما أسميته ( قصائد مالية )».
1. منذ أن أصبحتُ أمينا مالياً و أنا أفكر بالأرقام ..
أضع الأصفار بدقة رامي سهم ..
و أدوّن المقبوضات و المصروفات ..
و أحلم بالصكوك والوصولات ..
إلا أن ما يسعدني حتما ..
وجودُك الذي علّم قلبي أن يكون صيرفياً ..
يستحلُّ الربا و الفوائد حين تتأخر أقساط القبلة الخاطفة .
2. سأتركُكِ حتما ..
شرط أن ترجعي لي ملياراً وخمسمئة ٍ وثماني وسبعين مليوناً وثلاثمئة واثنين وتسعين ألفاً ومئةً وأربعاً وأربعين قبلة ً ونصف .
زرعتُها على جسدكِ في لقاءاتنا الثلاثة السابقة .
3. أمتلك الان قاصةً كبيرة وفارغة إلا من الذكريات ..
فهي تشبه ثلاجة شقتنا في الليلة الأولى ..
خذي القاصة البائسة مني ..
و أنا سأتكفل بملء الثلاجة برزم المشاعر الساخنة .
4. لدى أحمد عشر تفاحات، أكل ثلاثاً منها ..
كم بقي لديه من التفاح ؟
– ستٌ بالتأكيد …!!!
فأنتِ التفاحة السابعة التي سرقتُها من أحمد ..
و هو يغلقُ كتاب الرياضيات بوجهي .
5. قضى ماركس شطراً كبيراً من حياته يُنظـــِّـــر لفائض القيمة ..
ناسياً أن لا قيمةَ تفيض لحظة الحب ..
فهو الوحيد الذي يندلق أول فراقٍ رأسماليٍّ لحبيبة خائنة .
6. تعالي لنكتبَ موازنة هذه السنة ..
أربعة قمصان مكويةٍ لي منكِ ..
و خلخالٌ يطرق خدّي حين .. أقبِّل قدميكِ ..
لا عَجْز َ سيداهمنا رغم هبوط أسعار النفط ..
فتكاملنا الاقتصادي يبدأ من تبادل الأحضان الساخنة ..
و لا ينتهي إلا بشعركِ المتلألي على دفء صدري .
7. صندوق النقد الدولي ..
الصندوق الأسود للطائرات ..
أمينة الصندوق التي شتمت فقري حين تسوّل على بابها ذات صباح ..
كلُّ هذه الصناديق لا تهمني ..
ما يُهمّني .. صندوق مجوهراتك البسيطة ..
فقد ظلّت قطعةٌ من صدركِ الفضيِّ نابضةً فيه حين خلعتِ قلادتكِ ليلة البارحة .
8. الصكُّ الذي حررتُه لك بقلبي يُمنع فيه الحكُّ و الشطب..
كذلك أنا ..
فإياكِ أن تشطبيني بالأسى ..
و تحكِّي جلدي بغير أظافركِ لحظة النشوة العارمة .
9. كم أنتِ شيك ..
أنيقةٌ كعلبة ماكنتوش ..
و ملونةٌ كورق الآبرو ..
أنتِ شيك جداً ..
تُشبهين سعادة أن يمتلك فقيرٌ :
( شيك على بياض ) .