الأمين العام لاتحاد الأدباء إبراهيم الخياط:
حاورته حذام يوسف
شاعر ثمانيني كتابة ونشراً، طورد واعتقل وسجن لانتمائه الى خطوط المعارضة اليسارية ضد النظام الفاشي المباد، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، كتب العديد من المقالات للصحف العراقية ، وكان عموده الشهير تغريدة الأربعاء خير شاهد على تواصله مع الشارع العراقي ونبض الناس، له ديوان ( جمهورية البرتقال )، يؤكد الخياط عندما يتحدث عن نفسه، بأن معلميه في الأدب والحياة عندما كان طالباً، هما الأستاذ خليل المعاضيدي في متوسطة بعقوبة، وهو الشاعر الشهيد الذي أعدمه النظام الفاشي المباد سنة 1984، والأستاذ عبد المطلب صالح في الثانوية الجعفرية في العبخانة، ولد في عام 1960، لتبدأ رحلته مع الحياة، بكل صهيلها وكبواتها، هو الشاعر والانسان إبراهيم الخياط، في زحمة عمله الإداري والادبي، كان لنا معه هذا الحوار الصريح والجميل.
لنبدأ من خطتكم المستقبلية .. ما هو برنامجكم المقبل لإعمار مقر الاتحاد، الكافتيريا، الحمامات، وبقية المرافق الأخرى؟
للإجابة عن هذا السؤال بدءاً سأنقل لحضرتك الصورة الحالية الجديدة لاتحادنا:
أولا، فيما يخص الاشتراكات والهوية:
1.على وفق قوانين الداخلية العراقية، وحسب تعليمات قانون الاتحاد، يجب ان تحدد الهويات بتاريخ اصدار ونفاد محددين، ولأن السنة المالية تنتهي بـــ 31 كانون الأول وجب ان تنتهي الهويات معها ليعاد تجديدها مع جباية الاشتراك الذي هو شرط اساس لاستمرار العضو في عضويته.
ومن ذلك قرر الاتحاد ان يحصل على جهاز خاص لطباعة الهويات متحصلا الموافقات القانونية، حرصا على عدم تزوير الهويات، ويستحصل الاتحاد مبلغ عشرة الاف دينار فقط، وهو عن تجديد الهوية لثلاث سنوات، فالأديب يدفع لمرة واحدة والاتحاد ملزم بالتجديد كل سنة من دون استحصال مبلغ مضاف.
2. الاشتراك لسنة 2017 هو خمسة وعشرون الف دينار، وهو قرار للمجلس المركزي، وهذا المبلغ قابل للتخفيض في السنوات المقبلة، دعما لأدبائنا.
3. اتخذ الاتحاد قرارا بإطفاء مبالغ اشتراك ادباء محافظتي نينوى والأنبار للسنوات السابقة وتجديد هوياتهم مجانا دعما لهم، وتقديرا للمعاناة التي لاقوها.
4. لأول مرة تحتوي هوية الاتحاد على تاريخ الانتماء، وهو ما سيوفر قاعدة بيانات مع السير الذاتية للأدباء من ضمن أرشيف الاتحاد، وعليه وبعد التثبت من كبار الأدباء، ستتم سلسلة الأرقام ابتداءً من رقم واحد للجواهري الى اخر عضو تم قبوله، ليكون الرقم ثابتا في السنوات المقبلة، وعلى يد لجنة متخصصة، اذ من غير الممكن تثبيت الارقام بصورة عشوائية في ظلّ عدم وجود كل قيود الاتحاد السابقة.
ثانيا، فيما يخص النشاطات الثقافية والمهرجانات الوطنية:
1. أقام الاتحاد مهرجانات وطنية عامة وشملت بدعواتها ما يقارب الأربعمائة أديب مدعو من كل الوطن، مثل مؤتمر عراق ما بعد داعش، والفلسفة واسئلة العقل، ويوم الشعر العالمي، ومؤتمر السرد، وجواهريون للأدباء الشباب. وتقدر ميزانية المهرجانات المذكورة في هذه النقطة بخمسة وتسعين مليون دينار.
2. رمم الاتحاد واجهته بما يليق بالأدباء، والسعي جار قريبا لبناء الاتحاد ليكون صرحا فنيا جميلا، وأثث قاعته وجددها، وسيتواصل بهذا الاتجاه، كما عمّر اجزاءً من مبانيه حفاظا عليها من التلف.
3. أصدر الاتحاد ثلاثة أعداد من مجلته الأديب العراقي، مع هدية العدد التي هي عبارة عن اعادة طباعة عدد قديم لمجلة (الأديب العراقي)، وبميزانية طباعة وهيئة تحرير تقارب الخمسة ملايين لكل عدد.
6. يتصدى الاتحاد لطباعة منشورات أدبائه بنصف الكلفة، وقد صدر الكتاب الأول للبحوث في مؤتمر السرد، مع كتابي القاصين هيثم بهنام بردى وحامد فاضل، وفي الطريق بقية الكتب لكبار ادبائه وناشطيه (ياسين طه حافظ، د.نجاح كبة، نضال العياش، د.خليل محمد إبراهم، وشوقي كريم) وتوزع هذه الكتب والمجلات مجانا للأدباء.
ثالثا، فيما يخص اتحادات أدباء المحافظات والمكاتب القومية:
1. يمنح الاتحاد المحافظات مبلغا مقطوعا بين اربعة ملايين دينار وخمسة ملايين دينار لديمومة النشاطات بغض النظر عما يستحصلونه من حكوماتهم المحلية من شحيح المساعدة التي قد تكون معدومة، فضلا على دعم كل مهرجان يقيمه اتحاد المحافظة. فقد دعم الاتحاد المربد بما يزيد عن اربعة عشر مليون دينار، ومهرجان المتنبي بما يزيد على مليوني دينار، ومهرجان تامرا بما يزيد على ثلاثة ملايين دينار، ومهرجان بذار الشعر في النجف بسبعمائة الف دينار, وجلسة (دكة عاكف) في بابل بما يزيد على أربعمائة ألف دينار.
2. يمنح الاتحاد مكاتبه ميزانية جيدة، وهو ما يكفي لإقامة مهرجان كردي كما حصل في مهرجان رضا طالباني في كركوك بميزانية بلغت اكثر من عشرة ملايين دينار، فضلا عن اصدار مجلة (الأديب الكردي) بمبلغ مليون ونصف المليون للعدد الواحد، واقامة مهرجان للتركمان كما حصل في مهرجانهم ببغداد بميزانية فاقت الخمسة ملايين دينار، فضلا عن إصدار مجلة (الأديب التركماني) لثلاثة أعداد وبواقع مليون ونصف المليون للعدد الواحد، وكذلك اقامة مهرجان اكيتو للأدباء السريان بميزانية فاقت الخمسة عشر مليون دينار، مع اصدار مجلة (الكاتب السرياني) لعددين بواقع مليون ونصف المليون دينار للعدد الواحد، فضلا عن توزيع مساعدات للنازحين من الأدباء السريان بمبلغ قدره خمسة ملايين دينار.
3. بلغ دعم الاتحاد مما جرى ذكره من دعم للمحافظات والمكاتب القومية ما يقارب التسعين مليون دينار. وفي هذا الشهر ستعطى منحة عام 2017 للمحافظات، بما يقارب الخمسين مليون دينار.
4. سيظل الاتحاد داعما للمحافظات، وملبيا طلباتها بأكثر مما يستطيع.
رابعا، فيما يخص كلية اليرموك الجامعة التابعة لاتحادنا:
1. حفاظا على اموال الاتحاد يعقد الاتحاد مع كلية اليرموك مذكرة تفاهم تكفل لنا مبلغا صافيا من دون حسابات الربح او الخسارة. وقد تسلم الاتحاد مبالغه كاملة من الكلية منذ تعاقب الدورات، وكان الاتحاد بشخص أمينه العام السابق الأستاذ ألفريد سمعان حريصا على استحصال كل مستحقاته من الكلية كونه الجهة المؤسسة لها.
2. عقد الاتحاد تفاهما جديدا مع كلية اليرموك الجامعة، تجعله مستحصلا لـ 4% من الايراد، من دون حسابات الربح او الخسارة، فضلا عن مبلغ مقطوع قدره ستون مليون دينار سنويا. وهو اتفاق سيمنح الاتحاد متسعا ماليا حين دخوله حيز التنفيذ ابتداءً مع بدء السنة الدراسية الجديدة.
خامسا، فيما يخص النادي الاجتماعي:
1. راجع الاتحاد العقد السابق مع متعهد النادي واستطاع ان يجدد العقد ليبلغ مائة وخمسة ملايين سنويا، فضلا عن بناء قاعة كبيرة للضيوف في الحديقة، فيما تخصص القاعة الأخرى للأدباء، وبمواصفات جيدة.
2. استطاع الاتحاد أن يستحصل مبلغ خمسة واربعين مليون دينار من المتعهد لبناء كافتريا عصرية في مبناه، وسيباشر في وضع قواعدها حال دخول العقد الجديد للنادي حيز التنفيذ اخر السنة الحالية.
}لا صرف إلا بقرار وموافقة اللجنة المالية الثلاثية وموافقة المكتب التنفيذي والأمين العام، ومباركة المجلس المركزي{
أما عن الخطة المستقبلية:
1.فاتح الاتحاد جهات عدة، للحصول على مكتسبات نقابية من قطع أراض، وحسومات، ولم يلق أذنا مصغية من الحكومة العراقية، لكن قابل الأيام ستشهد تحركا أوسع للضغط وصولا الى التظاهر والاحتجاج وحتى الاعتصام لنيل الحقوق الكاملة.
2. للاتحاد قناة خاصة على اليوتيوب تؤرشف نشاطه الثقافي، وموقع حديث يواكب النشاطات، وسيشهد قريبا مقهاه الثقافي الخاص، ومرافقه اللائقة بأدبائه، فضلا عن مهرجان الجواهري بدورته الثانية عشرة.
3. لا قبض للأموال إلا بوصل رسمي يقيد المدخولات، ولا صرف إلا بقرار وموافقة اللجنة المالية الثلاثية وموافقة المكتب التنفيذي والأمين العام، ومباركة المجلس المركزي. وعلى وفق السياقات المالية للدولة العراقية الخاضعة للتدقيق من قبل الهيئات والجهات الرقابية، وديوان الرقابة المالية.
4. نحن لا نترك كل النشاطات والمنجزات الثقافية ونلتفت الى الجانب المالي للاتحاد الذي هو بسيط لأن الاتحاد ليس مصرفا أو بنكا، وإنّ المتن الأساس للاتحاد هو الأدب فهذا اتحاد الجواهري الكبير.
• كونك الأمين العام لاتحاد الادباء، هل أخذ منصبك الإداري من جرف اهتمامك الادبي؟
ــــ ليس انا فقط، بل كل الذين يتصدون للعمل الإداري، مجبرون على اهمال الاهتمام بنشاطهم الإبداعي، وصدقيني فإن المنصب الإداري يأكل من جرفي الادبي، ومن جيبي، ومن وقتي، ومن اعصابي، ومن وقت عائلتي ولكن ما هو مبهج في المنصب الإداري اني لا أرى نفسي أمينا عاما للاتحاد بل الأمين العام على خدمة الادباء .
• البعض يعيب على إدارة الاتحاد السابقة انها كانت تحصر الايفاد او النشاطات خارج العراق بمجموعة محددة من الأسماء، اليوم إدارة الاتحاد كيف تتعامل مع هذا الموضوع؟
ـ الحقيقة نحن ليس لدينا ايفاد او مشاركات خارجية، سوى حضور اجتماعات اتحاد الادباء العرب، مرة واحدة كل ستة اشهر، وكل مرة في بلد عربي معين، يشارك عضو في الاتحاد، وعليه، أقر الاتحاد الية جديدة، وهي المطلوب في كل مرة ثلاثة أعضاء، فيكون احدهم وهو رئيس الوفد من المكتب التنفيذي ويكون الثاني من المجلس المركزي، والثالث من الهيئة العامة، واخر وفودنا الى اجتماع الجزائر كان مكونا من الأساتذة جمال جاسم أمين رئيسا، وعضوية بشير حاجم والدكتور علي حداد.
• في أكثر من مهرجان أدبي ثقافي لاتحاد الادباء تتهم اللجنة التحضيرية بانها تجامل مجموعة على حساب أخرى، كيف يمكن تجاوز هذه الملاحظة التي تتكرر مع كل مهرجان؟
ــــ للأسف اللجان التحضيرية دوما متهمة، ولكن المشكلة ان الجميع ( ومن حقهم جدا) يريد أن يشارك في القراءات الشعرية كمثال، مع ان الجلسات محددة، لان اكبر مهرجان لا يمكن ان يستمر لأكثر من ثلاثة أيام، من هنا أرى ان الحل في الشفافية، أي أن يتم ابلاغ الاديب المدعو، بانه مدعو للمشاركة ام للحضور فقط، حتى يكون على بينة من امره، ولكن اغلب لجاننا التحضيرية في المهرجانات تتعامل مع القراءات الشعرية، وكأنها ملف مخابراتي اذ لا يتم الإعلان عن الأسماء التي ستقرأ الا قبل ساعة من بدء الجلسة !.
• أكثر من حديث جمعني مع الأصدقاء من الادباء، كان هناك مقترح انشاء قاعة أخرى داعمة لقاعة الجواهري، خاصة بنشاطات الملتقى الإذاعي او ملتقى الخميس، او الندوات التي تقيمها جمعيات خارج الاتحاد لتبقى قاعة الجواهري خاصة بجلسة الأربعاء ونشاطات الاتحاد الأخرى لمنتدياته، هل هناك مشروع بهذا الخصوص؟
ــــ أرى ان لا مبرر لحجز قاعة الجواهري لجلسة الأربعاء فقط، فإنها قاعة ثقافية ومتميزة، وان النشاطات الثقافية الأخرى للنوادي والملتقيات الخاصة بالاتحاد، هي أيضا متميزة، ولتكونوا والمتلقي بالصورة، فان حجوزات القاعة من خارج الاتحاد مجانا، وتحت تصرف المنظمات الثقافية المتميزة والرصينة، وربما هذا يضفي وهجا اخر للقاعة، مؤخرا تم العمل على ترميم القاعة وصيانتها وعمل ديكورات إضافية لها لتبدو اكثر جمل وبهاء ولائقة بالأديب العراقي، فكانت مناسبة لاحتفالاتنا بانتصارات الموصل وبعيد الفطر.
}مسؤوليتي تكبر وسعادتي أيضا مع كم الاحتفاءات في بغداد والمحافظات{
• تم الاحتفاء بك في أكثر من محافظة عراقية كشاعر ومثقف عراقي، برأيك ما تأثير مثل هذه الفعاليات على روح الاديب وقلمه؟
ــــ الله الله .. هذه ليست احتفاءات بل أعدها مسؤولية كبرى وهي تجعلني اشذب قلمي اكثر وان اراجع نفسي باستمرار لأني اعرف كما يعرف الجميع بأن حب الناس دليل على ثقتهم بأن الاديب هو صوتهم وهذا الحب وهذه الثقة هما القمة، والوصول الى القمة قد يكون صعبا، ولكن الأصعب هو الحفاظ على البقاء في هذه القمة واقصد حب الناس وثقتهم، باختصار اردد ما قاله الناقد اللبناني الياس سحاب» لماذا الناس تحب فيروز، والجواب بسيط ان الرحابنة يأخذون قطعة من قلبك ويحولونها الى اغنية ثم يعيدونها اليك بصوت فيروز يعيدون القطعة الى مكانها في القلب.
(نتائج المسابقات الأدبية العربية هي تتمة لمشوار الكبار من الشعراء كالجواهري)
• كيف تنظر الى المسابقات الأدبية في المنتديات الثقافية محليا وعربيا؟
ــــ بل اسأليني كيف ترى نتائجها .. لأقول لك ان نتائجها مبهرة لنا عربيا، لان جل الفائزين هم من العراقيين وهذا يؤكد ان خط الابداع العراقي المتواصل لم ينقطع، من عهد العباسيين الى الان ويكفي القول ان الجبلين الكبيرين المتنبي والجواهري، هما عراقيان وقد ملأ الأول الدنيا وشغل الناس فيما الثاني أطلق العرب عليه شاعر العرب الأكبر، ونتائج المسابقات الأدبية العربية هي تتمة لهذا المشوار اليوبيلي.
}سأعود مع عمودي الأسبوعي ( تغريدة الأربعاء) في بعض الصحف المحلية {
• على مستوى تجربتك الأدبية، ما الجديد في الأفق؟
ــــ ليس على مستوى تجربتي الأدبية فقط، انما الجديد في الأفق ينحصر بثلاثة أمور:
أولا: انهيت الكورسين التحضيريين في دراستي للدكتوراه في كلية الاعلام بجامعة بغداد، وسأبدأ بعد الامتحان الشامل بكتابة اطروحتي والتي ستكون دراسة سيمائية عن ( المسكوت عنه في الخطاب الصحفي العراقي).
ثانيا: سأعود لكتابة العمود الصحفي الأسبوعي الأخص بي والذي عنوانه ( تغريدة الاربعاء ) والذي توفقت عن كتابته لانشغالاتي الدراسية وكان ينشر معا وفي يوم واحد في الصحف طريق الشعب الزمان البينة الجديدة والحقيقة وأتمنى ان تكون الصباح الجديد الزاهرة هي الخامسة .
ثالثا: كتبت قصيدة جديدة واعطيتها للأستاذ عبد الستار البيضاني لنشرها في مجلة الأقلام وهي بعنوان في الحرب الطويلة ولكم مقطعها الأول:
في الحرب الطويلة تلك
كما المكوك
كان يسلك الطريق النحس ذاته
بعقوبة ، النهضة ، فالأرض الحرام
وقد كان يقفل عليه
نعم من الأرض الحرام الى النهضة فبعقوبة
وفي الحرب الطويلة تلك
الفتى الخاكي الخجول
لم يخف
ولم يحزن
ولم يمت …..»