تشهد دولنا العربية صراعات دائمة وحروبا مدمرّة مميتة تقتل البشر والحجر ،أغلب مسبباتها عقائدية ،دينية،اقتصادية أو استعمارية نتيجة طمع الغرب بثروات مناطقنا والسيطرة عليها بشتى الطرق ،مما يسهم في تغيير المفاهيم الاجتماعية للشعوب من خلال زرع الخوف في النفوس وحرمان الفرد من التفكير الصحيح والتطور والابداع كل ذلك يضعف قدرته على استعياب الأمور التي تحدث حوله، يولد القهر النفسي له ويؤثر سلبا»على شخصيته التي تقوده الى الركود والعدائية نتيجة الظروف القاهرة.
هناك مواضيع مأساوية تتردد على مسامعنا يوميا» حول وضع البلاد والعباد، مشاهد مؤلمة تقشعر لها الابدان، أمهات توشحن بالسواد وزوجات فقدن ازواجهن صابرات على الاوضاع المزرية،يعتنين بأطفالهن دون ان تمتد أيادي الخير لمساعدتهن من خلال مجتمع مدني او من قبل حكومات صالحة ، لتصبح هناك شريحة مظلومة داخل المجتمع نتيجة الفساد المتزايد والحروب المتكررة ،وما افرزته ظروف الاحتلال.
ان الآتار النفسية والاجتماعبة التي فرضت على المرأة العربية أرهقتها ووضعتها في مواقف لا تحسد عليها نتيجة ضغط الحروب ،فبالرغم من عدم مشاركتها بالقتال هناك اياد قذرة طالتها بدءا بالاحتلال لتصل الى مرحلة التهجير والخطف والاعتداء ، كل هذه الظروف جعلتها تعيش وسط جو مشحون ملؤه الضياع ، تعاني الأمرين بفقدانها أسرتها وبيتها كونها نازحة ،مشردة،خائفة من الخطر الذي يحيط بها من كل جانب ،وسط وضع مزر ، فاقدة الامل في حياة مثلى برغم ارادتها وعزيمتها في تحمّل مسؤولية اطفالها واسرتها. من دون ان ننسى بأن هناك العديد من الأرامل التي تعيش دون مستوى الفقر وسط أوضاع مأساوية وضائقة مادية خانقة خاصة بعد فقدان أعمدة بيوتهن والخروج الى ميدان العمل لأعالة أطفالهن ومستلزماتهم الحياتية مما جعل التأثير النفسي عليهن مضاعفا».
هناك تفكك اسري يحدث نتيجة الحروب ويؤثر سلبا» على شخصية الاطفال ليحرمهم من التمتع بأجمل سنين عمرهم ويجبرهم على العيش تحت ظروف قاسية مليئة بالعنف والقهر مما يؤثر سلبا» على سلوكهم ، يحرمهم من اجواء التعليم والتوجيه ،يقودهم الى سوق العمل او الشحاتة على أرصفة الشوارع لنصل من بعدها الى مجتمع ضعيف ركيك يعاني الفقروالجهل يقود البلاد من بعدها الى الاندثار .
من هنا نناشد الحكومة بدراسة الوضع ميدانيا» ومساعدة هذه الشريحة التي تعاني الامرين في مجتمعاتنا، من خلال بناء السلام على اسس صحيحة تبدأ بالتنمية الاقتصادية وزيادة المساعدات واستعادة التآلف بين فئات المجتمع وايجاد العدل والمساواة وتأمين مؤسسات تحمي الارامل والعائلات المحتاجة من الضياع ، ومدارس خاصة لتعليم الايتام لتكفل لهم مستقبلا مشرقا بعيدا عن المخاطر وظلم الايام ،لكن يبقى لدينا تساؤلات حول حقنا بالعيش كبقية الشعوب التي تنعم بالحرية والمساواة والامن والاستقرار بعيدا عن الصراعات الداخلية والحقد ، الكره ، القمع ، العنف ، الاستبداد والتعصب الاعمى وتحقيق امنياتنا ومطالبتنا بالعيش الكريم ضمن مجتمع متآخ متماسك تحت ظل دولة تحمي شعبها وتخاف على مصالحه وحياته وتحميه من الضياع و الهلاك.
*كاتبة لبنانية
ايمان عبد الملك