عدد أرامل العراق يرتفع إلى مليونين

يعانين من الإهمال الحكومي وانتشار الفقر والعوز
بغداد – الصباح الجديد:
بحسب الإحصائيات الصادرة من جهات حكومية ومنظمات مختصة ان البلاد شهدت زيادة واضحة في عدد الأرامل والمطلقات بسبب العمليات الإرهابية والعسكرية التي شهدتها في السنوات الأخيرة، وهذا يستدعي تدخلاً مباشراً من قبل الحكومة والمنظمات العالمية لمعالجتها بأسرع وقت خوفاً من زيادتها او عدم السيطرة عليها.
وقالت لمى الحلفي رئيسة لجنة المرأة والأسرة في البرلمان عن كتلة الأحرار في تصريح صحفي: أن عدد الأرامل في العراق تجاوز المليوني أرملة، في ظل زيادة ظاهرة الارامل والعوانس والمطلقات اللواتي تجاوز عددهن الاربعة ملايين ويعانين من الاهمال الحكومي لهن وانتشار الفقر والعوز بينهن.
واضافت، إن «أعداد الأرامل في العراق تجاوزت المليوني امرأة».
وتابعت الحلفي: أن «نسبة مشاركة المرأة في السلطة التنفيذية بلغت 4 %، فيما بلغت مشاركتها بالسلطة التشريعية 26 %».
وقال المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي في تصريح لـ ِ « الصباح الجديد «: ان عدد المطلقات بلغ 122 الفاً و483مطلقة، منهن 105 الاف مطلقة تتراوح اعمارهن من 14 إلى 49 سنة، فيما كان عدد المطلقات بعمر 50 سنة فما فوق 17 ألفاً و432 مطلقة، مضيفاً، اما فيما يتعلق بعدد الارامل فقد وصل إلى 878 الفا و455 ارملة منهن 203 الاف ارملة بعمر 14 إلى 49 سنة وهناك 675 الفاً و198 ارملة بعمر 50 سنة فما فوق
ولفت الهنداوي: إلى ان مسح الامن الغذائي لعام 2016 لم يشمل محافظتي نينوى والانبار وكذلك قضاء الحويجة في محافظة كركوك وقضائي بيجي والشرقاط في محافظة صلاح الدين بسبب الظروف الامنية فيها.
وأشار إلى: ان المؤشرات الخاصة بالأرامل والمطلقات لم تتضمن البيانات الخاصة بالمحافظات والاقضية المذكورة.
واكد الهنداوي: ان جميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة تعتمد البيانات والمؤشرات التي ينتجها الجهاز المركزي للإحصاء لان المسوح الإحصائية التي ينفذها الجهاز تجري وفقاً للمعايير العالمية المعتمدة من قبل الامم المتحدة.
وتابع أن: هذا يعد مؤشراً خطيراً وهناك معالجات وخطط لمساعدة هذه الشريحة المهمة، موضحاً أن هذه الأعداد ستدخل في أطار الاستراتيجية الوطنية للتخفيف من الفقر.
من جهة أخرى اوضحت الباحثة الاجتماعية هدى النعيمي في حديث لـِ « الصباح الجديد «: إن مخاطر كثيرة تواجهها أسر الارامل في حال لم يتم احتواؤها، لاسيما ان أغلبهن بأعمار صغيرة ترملن، ويواجهن تحديات المجتمع والحياة، بحسب قولها.
واضافت: أن نساءً بين 15 و20 عاماً، ترملن وبعضهن لم يمض على زواجهن سوى أشهر قليلة، وأخريات أمهات لأطفال صغار، مشيرة الى ان بعض تلك الأرامل كانت تعيش في كنف عائلة زوجها، وهي عائلات فقيرة، كما انحدرت من اسر فقيرة أيضاً، أو عائلات مفككة ليس بينها روابط أسرية، وهو ما يجعل منهن فريسة للابتزاز والاستغلال من قبل بعض ضعاف النفوس الذين يستغلون حاجتهن للعمل بهدف ايجاد مصدر دخل لهن ولأطفالهن في ظل غياب الدور الحكومي الفاعل فيما يتعلق بتوفير حياة كريمة لهن.
وقد أكدت تقارير أن الحرب ضد تنظيم «داعش» رفعت نسبة الأرامل والأيتام بسبب ارتفاع عدد القتلى من القوات الأمنية ومن المدنيين.
وقد حذرت منظمات دولية من أن يتحول العراق إلى بلد الأرامل والأيتام، بالرغم من تضارب التقارير حول عددهم الفعلي فإن هناك إجماعاً على ضرورة مواجهة هذه المشكلة التي تفوق خطورتها على المجتمع العراقي التأثيرات المباشرة للحرب.
وأشار المراقبون إلى أن المتغيرات الحادة التي يمر بها العراق منذ عشرات السنين من حروب وحصار واحتلال ونزاعات داخلية واعمال عنف مختلفة، تترك الكثير من الآثار السلبية على المجتمع والعائلة، مما يؤدي إلى تزايد حالات الطلاق والتشرد والنزوح وارتفاع اعداد الأرامل والايتام، من دون وجود سياسة حكومية جادة للتعامل مع هذه الحالات تتناسب وخطورتها على المجتمع.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة