أصبحت اليوم تواكب الموضة
إعداد – زينب الحسني:
استعمل العراقيون «السبحة « أو « المسبحة « كما يسميها البعض منهم منذ أقدم العصور، ويحمل نحو ثلاثة أرباع العراقيين المسبحة وهي متداولة بأيدي الشيوخ والشباب والنساء وحتى الأطفال.
ومنهم من يستعملها لأغراض التسبيح وللاستغفار ومنهم للتباهي وآخر يقتنيها للتسلية.
وجاءت تسميتها بـ « المسبحة « من «التسبيح لله تعالى»، فهي وسيله للاستغفار والصلوات على النبي.
وتختلف المواد التي تصنع منها المسبحة فآما إن تكون من مواد حيوانية أو نباتية أو من معادن أو من أحجار كريمة، وهناك نوعان من السبح إما إن يكون عددها تسع وتسعون مع ثلاث» شواهد» أي يصبح العدد مائة وواحد حبة وهذه تستعمل للصلاة للتسبيح (الله أكبر ثلاثة وثلاثون حبة، الحمد لله ثلاثة وثلاثون حبة، استغفر لله ثلاثة وثلاثون حبة) حتى لا يقع المؤمن في الخطأ في الاستغفار.
آما النوع الثاني عدد حباته ثلاثة وثلاثون حبة وبين كل إحدى عشره حبة يفصل بينهما (شاهد أو ما يسمى بالدرك) وتستعمل إما لأغراض التسلية أو المتعة، فالبعض مثلاً يستعملها لكي تغنيه عن التدخين أو ما شابه ذلك.
ومن أحسن أنواع المسبحة في العالم العربي الإسلامي والغربي يسمى (الكهربة) وهذه تكون من الأنواع الراقية جداً وباهظة الثمن والتي يحملها الناس أصحاب المال والجاه، أو شيوخ العشائر أو الوزراء حيث تصدر منها رائحة طيبة جداً كما تجذب الأشياء الصغيرة لتوليدها شحنه كهربائية حين ندلكها باليد أو الصوف.
وهناك أنواع كثيرة لا تعد ولا تحصى ففي كل منطقة في العالم يختلف عدد الحبات ونوعيتها وألوانها فالعراق يشتهر بالأنواع التالية: الكهربة، الفيروز، الكهرمان، الحجازي، الناجين، الامشست، اليسر، العقيق، حب الرمان، عين التمر، العاج، سندلس، العطش، البايزهر، النارجيلة.
ويختلف اسم المسبحة وحجمها باختلاف المناطق والشعوب المنتجة لها فهناك المسبحة (الاسطنبولية) والتي تدل على صناعتها في اسطنبول ومسبحة «النجف» في مدينة النجف الاشرف، ومسبحة «يسر المكية» دلالة على اليسر المفضضة، والمسبحة الأفغانية المصنوعة من حجر (al_bazhar ) .
هذا وتصنع السبحة أو المسبحة من مواد الأشجار والنباتات ومنها حيواني ومنها أحجار أو من معادن ولكن في الوقت الحاضر أصبح الطلب عليها كبيرًا وخاصة مسبحة الصلاة، فأصبحت صناعتها من النايلون وتكون رخيصة الثمن حيث يتراوح سعرها من (500 الى 1000) دينار عراقي.
آما السبح الغالية هي لأغراض التباهي والزينة، وتعد المسبحة مكملة في أغلب الأحيان لشخصية حاملها.
وأصبحت السبحة اليوم تواكب الموضة فكل شاب يحمل سبحة بلون الملابس التي يرتضيها وقد تكون ألوانها كألوان الطيف الشمسي حيث تحمل كل حبة لوناً معيناً وهناك أنواع أخرى توضع حول الرقبة تحمل في «كركوشتها « اسم الشخص أو اسم حبيبته أو آية قرآنية، وهناك من يضع في السبحة (سن الفيل) كتعويذة.
وهناك أيضاً سبح كبيرة الحجم أي حباتها كبيره جدًا تعلق على الجدران لأغراض الزينة والديكور.