الفنان العراقي نصير شمة:
حاوره: عبد العليم البناء
فنان الشعب الموسيقار نصير شمة المولود في مدينة الكوت عام 1963، الذي يمثل حب الموسيقى وخدمة الإنسانية شريانين يحيا بهما ومن أجلهما منذ نعومة أظفاره، فتقديم يد المعونة للنازحين، وتخفيف آلام المهجرين، والمصابين منحة وهبها الله لـ»زرياب الصغير»، ليستحق وبجدارة أن يكون سفيرًا للنوايا الحسنة في 2016، ثم سفيرًا للسلام باليونسكو، ولكي نكشف عن روحه السمحة وخدمته للفن والإنسانية، كان لنا هذا الحوار الشامل الذي يدور للمرة الأولى مع فنان الشعب الموسيقار الكبير نصير شمة بعيدا عن الموسيقى وعوالمها.
*كيف ومتى تبلورت فكرة إطلاق المبادرات الإنسانية التي قمت بدعمها واطلاقها؟
– لم يتوقف عملي من أجل العراق منذ أربعين يوما بعد وقف اطلاق النار في حرب الخليج الثانية عام 1991 الى اليوم، لكني كنت اعمل خارج العراق لفترات طويلة، وبعدما غادر الاميركان العراق قررت العودة والعمل داخل العراق نظرا للحاجة الماسة، فنتيجة دوامة الصراعات، ودوامة الحروب، صار لدينا عدد كبير من النازحين، وعدد كبير من المهاجرين الى خارج العراق، وعدد كبير من الارامل، والايتام، والجرحى، والمعوقين، فضلا عن الولادات المشوهة، فكان لابد من عمل داخل العراق، ويواكبه العمل خارج العراق المستمر عبر جمعيتي القديمة (طريق الزهور)، والتي مازالت ترسل أطفالا الى الهند، ولم تتوقف منذ العام 1991 عن عملها والحمد لله، والان دخلنا في ميدان الإغاثة، الذي هو ميدان مهم جدا، ويعد كله عمل طوارئ، فالمبادرات يجب أن تنبع من الاحساس بالانتماء للإنسانية قبل الانتماء لأي شيء آخر، والوطن عزيز، وكل الاشياء الاخرى عظيمة، ومهمة، لكن الانتماء للإنسانية هو القيمة الاعلى.
* لنتوقف إذا عند جمعية وحملة أهلنا الخيرية ما الذي تهدف له ؟ وما الذي يميزها شكلا ومضموناً عن نظيراتها عراقياً وعربياً؟
– بالنسبة لجمعية «أهلنا» اطلقتها كحملة، وسجلت كجمعية، الهدف منها إغاثة النازحين، وأيضا احياء روح التكافل الاجتماعي بين أبناء الشعب العراقي، بعد الهوة التي بدأت تتسع بين العراقيين، واشتغال السياسة من أطراف من دول الجوار في تأجيج الصراع الطائفي داخل العراق، وكان لابد من عمل شيء بقوة تجاه لحمة الشعب العراقي، وتجاه التآخي والتعاون والتكافل الاجتماعي، فبدأت أعمل على أن تكون الحملة عراقية 100%، ويكون الدعم عراقي وللعراقيين، وأيضا الحث على الرحمة، والحث على أن المواطن في الانبار، والموصل، والبصرة، هو لا يختلف عن أي مواطن آخر من زاخو الى الكوت، الى الجنوب في الفاو، الى كل المدن العراقية، العمل الإنساني هو أقصر طريق لتصحيح المسار، وتصحيح التشوه الذي حصل في العلاقة العراقية ، وبين أبناء الشعب الواحد، عندما يحصل تعاون من كل الجهات، لأجل نجدة النازحين والذهاب الى خيمهم ومساعدتهم بتغيير واقع حياتهم المرير، هو بحد ذاته يحسسهم بانتمائهم للعراق، وحبهم للشعب العراقي، وانتماء وحب الشعب العراقي لهم، وهذا فعلا اتى بنتائج كبيرة، لأن الذين يعملون معنا في الجمعية من كل مكان، ولا نعرف شيء عن معتقداتهم او دياناتهم، ولا يهمني معرفة دياناتهم، ما يهمني فقط أن أعرف أن كان لديهم القدرة على العطاء، والقدرة على مد يد العون، من دون أن يسألوا عن الشخص المغاث من أين؟ فقط عراقي، أو انسان محتاج الى دعم.
* وما الذي حققته ميدانياً وعملياً من برامج وأنشطة هنا، في ظل حجم المخاطر المعروفة، وفي ظل تصاعد الهجمات الإرهابية؟
– تم تحقيق تواصل كبير مع كل المخيمات في كل مكان في العراق، ومع عائلات كثيرة خارج المخيمات، يعيشون في مركز تجاري مهجور، أو أماكن لأناس اعتياديين خصصوها للنازحين، فذهبنا اليهم في كل مكان، وتوجد جداول عن عدد الزيارات والتفاصيل التي قدمناها للنازحين، وطبعا كل هذا كان بشراكة مع القطاع المصرفي العراقي، عبر رابطة المصارف العراقية الخاصة، وهذه الشراكة الاستراتيجية بين مشاريعي الإنسانية، ورابطة المصارف، عززت عملنا واعطتنا قوة، إضافة الى التبرعات الأخرى التي حصلنا عليها في بداية الحملة، والتي صرفناها كل هذه المدة المنصرمة وبنسبة 100%، بمعنى انه بالعادة، هناك جمعيات تأخذ نسبة تشغيل حتى تصرف على مشاريعها من المتبرع، أنا رفضت هذا المبدأ من البداية، وقررت أن المتبرع الذي يضع مائة دولار تدفع المائة دولار هذه بكاملها للمستفيد، وهذا وفر لنا شفافية في التعامل مع الآخرين، خصوصا انني طلبت ان تكون حساباتنا مراقبة من ثلاث جهات مهمة جدا وكبيرة، منها البنك المركزي، ورئاسة الوزراء، هذه الجهات هي التي تشرف على كل حساباتنا وتدقق فيها، وهذا اعطانا نوعا من الحصانة من الوقوع بالخطأ، فلا يمكن لأحد أن يتلاعب بقوت الناس، والحمد لله حققنا انتشاراً واسعاً، وصولا الى الموصل، والى كل الأماكن، بما فيها المناطق غير الامنة، حيث كنا نصلها من دون تردد، وقضينا ساعات طويلة في التواجد في مخيمات في الصحراء، وذهبنا اليهم بالماء، والغذاء، والبطانيات، والمواد الاغاثية الأخرى التي يحتاجونها.
*كيف لك ان تحدثنا عن مشروع (ألق بغداد) الذي هو بالتعاون مع البنك المركزي ورابطة المصارف العراقية الخاصة؟
– بات من الواجب أن يسهم العراقيون بعودة بغداد متألقة، كما كانت عنواناً للجمال والرقي والذوق دوما، وهو ما يمثل جوهر هذه المبادرة، لأن بغداد تستحق من الجميع وقفة حقيقية، لتعود الى ما كانت عليه، من بين عديد من العواصم العربية التي كانت تحبو بطريق التمدن والتحضر، ناهيك عن عمق بغداد الحضاري والتاريخي المعروف لدى الجميع، وقد رعت الامانة العامة لمجلس الوزراء الاجتماع الاول للجنة العليا المشتركة، بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية، وأمانة بغداد، والبنك المركزي العراقي، ورابطة المصارف العراقية، لتأهيل ساحات بغداد، وضفاف مقطع من نهر دجلة، بمعدل كيلومتر واحد بمحاذاة شارع ابي نواس، اضافة الى انشاء نافورة السلام، شاملة للخدمات والمحال والكافتيريات، ضمن غابة بغداد على مساحة 50 الف دونم، وانشاء متحف عالمي لعرض تأريخ وحضارات العراق المتعاقبة على مدى 8300 عام، والمقترح انشاؤه في موقع جامع الرحمن في منطقة المنصور، حيث سيلمس المواطن نتائج حقيقية بعد انجاز العمل في هذا المشروع الحيوي، المهم في دلالاته ومؤشراته، وتتحمل المصارف الخاصة تكاليف التنفيذ والادامة، بواقع ساحتين، او ثلاث لكل مصرف عبر رابطة المصارف، وتحت اشراف البنك المركزي العراقي.
* ماذا عن المبادرة الأخرى التي تتعلق بالجانب الصحي؟
– انه مشروع مستشفى السرطان الذي كان ومازال يشغل بالي، والحقيقة ان الفساد هو الذي أجل هذا المشروع، بمعنى أني لست قادرا أن أجد الفريق الذي اعتمد عليه، وأضع بين يديه كل هذه الإمكانيات التي تتعلق ببناء مستشفى بكامل معداته، وأيضا مسألة الأجهزة التي تخص معالجة السرطان، والمواد، والأدوية، فلابد أن يكون هناك نظاما محكوما جدا، لأن المعالجة في هذه المستشفى ستكون مجاناً مائة بالمائة. وأيضا أجلت هذا المشروع لحين استقرار الظروف الأمنية، لكن اهتمامنا بدعم الجانب الصحي لم يتوقف حتى هذه اللحظة، وعندما زرت قبل أشهر مستشفى الطفل المركزي في الإسكان، وجدت المستشفى في حال يرثى لها، ووجدت منظمة خيرية بذلت جهودا في ترميم طابق واحد، لكن الموضوع كان أكبر من ذلك، لأن المستشفى محتاجة الى تأهيل كامل، وفعلا ذهبت الى رئيس المصرف المتحد، والنائبة، وطلبت التبرع بتأهيل أحد طوابق المستشفى، وكنت اقصد كل رجال الاعمال ليسهموا في ذلك، على أن نسمي كل طابق يتم تأهيله بالكامل باسم المتبرع، وقيمة التأهيل لكل طابق بحدود تسعين مليون دينار عراقي، ولكني فوجئت بالسيد رئيس، او مالك المصرف المتحد، يقول لي هذه الزيارة عزيزة علينا، ونحن سنقوم بتأهيل المستشفى بالكامل، وفعلا بدأ العمل فوراً بإرسال فريق هندسي تابع للمصرف، ووصلنا اليوم بعملية التأهيل الى الطابق قبل الأخير، وأنصح الناس أن يزوروا المستشفى، وهناك سيجدون اسم الحاج لؤي، والحاج عباس رئيس مجلس إدارة البنك، ونائبه، مكتوب «متبرعين من دون مقابل»، والحمد لله العمل مستمر، والمستشفى سيصبح قادراً 100% على استقبال الحالات المرضية، مع توفر الأجهزة والمختبرات، وسأبقى اتبع هذا الموضوع لتعميمه على بقية المستشفيات.
* ما الرسالة التي تريد ايصالها في ضوء كل ما تحقق، وفي ضوء هذا التعاون اللامحدود من اصحاب المصارف عبر رابطتهم الفاعلة؟
– هي ليست رسالة واحدة، بل رسائل عدة، أولاً أنا لدي جمعية اسمها (طريق الزهور)، وهذه لم تتوقف عن العمل منذ العام 1991 والى الان، بارسال الأطفال المرضى الى مستشفى نيريانا في بانغلور بالهند، ومعالجتهم على يد أعظم جراح (ديدي شتي)، ومن خلال جريدة (الصباح الجديد)، أدعو كل العراقيين الذين لديهم أطفال دون سن الرابعة عشر، او السادسة عشر، والمصابين بفتحات في القلب، أو بأمراض في القلب، أن يدخلوا على صفحتنا (طريق الزهور) في الفيسبوك، ويرفعوا التقرير الطبي المطبوع باللغة الإنكليزية، ويشخص الحالة بدقة، ونحن فورا، ومن دون (واسطات )، ومن دون تدخل من أحد، على الفيسبوك سيجيبه مختص بعد يومين، أو ثلاثة من ارسال التقرير الى الهند، اذا كانت المستشفى قادرة على العلاج، وفورا سنأخذه ونتكفل بمصاريف علاجه بالكامل، وقد فوجئت قبل مدة بان اعداد الاطفال الذين تمت معالجتهم من عام 2005 وحتى اليوم، يفوق الاعداد التي تمت معالجتها من قبل الدكتور مجدي يعقوب في مستشفى اسوان النظيرة بجمهورية مصر العربية، وهذا شيء بالنسبة لنا مهم جدا، ويقف وراءه الكثير من المتطوعين والمتبرعين، حيث ان التبرعات تذهب الى المستشفى مباشرة من المتبرع، وليس عن طريقنا، وهذه سياسة اعتمدتها في كل الاعمال التي مارستها، كي يطمئن المتبرع أن أمواله تدخل في حساب المستشفى في بانغلور، وممنوع سحب أي سنت منها، بل كلها تذهب الى علاج الأطفال.
* مع هذا كله .. لا يخلو أي مشروع أو برنامج من توجيه سهام النقد، سلباً او ايجاباً، أو حتى التشكيك، فما الذي تود قوله هنا؟
– بالنسبة للتشكيك وارد جداً، فأي عمل مشابه يولد أسئلة لدى الناس، لماذا شخص مثل نصير شمة يضيع وقته، ويصرف تذاكر سفر وفنادق، ويسافر ويترك عمله، وعائلته، بين مدة ومدة أخرى، والى آخره، البعض يقول لابد أن لديه مصلحة من وراء ذلك كله، ربما يريد أن يرشح نفسه في يوم من الأيام، في الحقيقة لا أستطيع أن أجيب على هذه التساؤلات، لكن يمكن ان يجيب على تلك الأسئلة، عمل الانسان وسلوكه في الحياة، القريب مني يعرف تماما حرصي على كل «فلس» يدخل الجمعية، وكيف ينبغي أن يصرف، والى أي مدى أحاول أن أصون، بأقصى ما يمكن، كل تفصيله تخص العمل الخيري وأحصنه، ومن يريد أن يعمل خيرا له أسلوبه الخاص لتحصين نفسه من السرقات، ومن الفساد الذي يحيط بكل مشروع، أنا ليس لدي رغبة في يوم من الأيام، أن أتولى أي منصب، وليس لدي رغبة أن أرشح نفسي لأي منصب، وليس لدي رغبة أو استعداد لأن أجعل بنتي تأكل من مال حرام، أحلامي إنسانية، ولدي قناعة شديدة بحقيقة «زرعوا لنأكل، ونزرع ليأكلون»، لدي حلم بأن نبني بلداً جميلا للجيل المقبل، قد لا نعيش فيه نحن، لكن في الأقل الأجيال المقبلة تكون قد أحست أن فيه أناس اشتغلوا، وبنوا، وأسسوا، والذي يحيي نفسا، فكأنما احيا البشر أجمع، فنحن نسهم بإعادة الحياة لعدد كبير من الأطفال عبر عمليات القلب، أو عبر الإغاثة في المخيمات، أو عبر أشياء أخرى كثيرة نعملها، ولا نحتاج جعجعة، ولا نحتاج اعلام وشهرة.
*في حديث مباشر لي مع السيد وديع الحنظل رئيس رابطة المصارف العراقية الخاصة، سألته عن سر عدم استقطاب نجوم الفن العراقي الآخرين ممن لديهم جماهيرية كبيرة، أكد لي أن نصير شمة وجدناه يختلف عنهم، لأنه ليس لديه اهداف مادية مثلهم، فما الذي تقوله لهم؟
– السبب هو الثقة في التعامل ونكران الذات، فالإنسان خلال شهر أو شهرين، وربما أكثر، ينكشف ان كانت اهداف، او أغراض، او مطامع، فحبل الكذب قصير، ويظهر معدنه الأصلي، فالأستاذ وديع الحنظل وأصدقاؤنا في المصارف العراقية الخاصة شاهدوا، بمرور الوقت، أن الموضوع خال من هذه الشوائب الدنيوية، وهذا هو الذي عزز علاقتنا، فتحولت من عمل شراكة، الى صداقة حقيقية، وأخوة حقيقية، نتفقد بعض في تفاصيل خارج الشغل، نقف مع بعض حتى في التفاصيل الشخصية والإنسانية والعائلية، تحولت العلاقة الى صداقة مبنية على حسابات صحيحة، حسابات خالية من المصلحة الآنية، او المستقبلية، او الشخصية .
*كيف تصف لنا تأثير حصولك على لقب سفير السلام من منظمة اليونسكو؟
– لايخفى عليك صديقي، أنه سبق أن عرض علي اكثر من لقب من منظمات دولية كبيرة، واعتذرت عنها، لأني كنت أعتقد ان عملي يحتاج او ليس من اجل الحصول على القاب، لكن (اليونسكو) تحديدا، و(منظمة اللاعنف الدولية)، الاثنتان أحسست أن بلدنا اليوم محتاجا لهما، وأعد منحهما لقبا لي، هو تكليف وليس تتويج، ففي العمل على مشروع اللاعنف، ولأن العراق خاض في العنف هذه السنين بنحو كبير جدا، وجدت أن علينا أن نعد برنامجا ًكبيراً، وفعلا نحن بصدد اعداد برنامج ضخم حول مشروع اللاعنف في العراق، وهذا سيبرز الى العلن خلال الأشهر المقبلة . أما بالنسبة لمشروع اليونسكو فكما هو معروف أن العراق يقف على تنوع ثقافي مهول، شفاهي، وحضاري، وبقايا حضارات موجودة في انحاء العراق، هذا كله محتاج الى (قوة ناعمة)، وعليه بدأ عملي فعلا في هذا الجانب، وخلال بداية الشتاء المقبل، وتحديدا بداية الشهر العاشر، سيشهد العراقيون بعض الأشياء التي بدأت اعمل عليها من قبل تسميتي سفيرا للسلام في اليونسكو، ولكن الآن أكملتها، واعطتني قوة في أن اواصل فيها، لها علاقة بالتعليم، و بالثقافة ، و بالآثار، والحمد لله قطعنا شوطاً في هذه المجالات الثلاث، وأؤكد خلال الشهر العاشر من هذا العام، سيشاهد العراقيون أشياء مهمة تتعلق بعلاقتي باليونسكو، وكذلك علاقتي بمشروع اللاعنف، والذي هو مهم بالنسبة لي مثل أهمية الخبز في العراق.
*كلمة أخيرة ..
– أريد أن أشد على أيدي أصدقائي الذين صمدوا في العراق، وكنت أنا احدهم لغاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 1993، لكني غادرت خوفا من التهديد بإلقاء القبض علي مجددا، لكني أشد على ايادي كل أصدقائي في الوسط الثقافي، والفني، والإعلامي، وكل مجالات الحياة، لأنهم صمدوا طوال هذه السنين، وأقيم وأقدر من بقي محتفظاً بنزاهته وشرفه، وعدم فساد ذمته، ولهذا بالنسبة لي أعدهم أناساً يحتاجون لمنحهم جائزة (نوبل)، لأنهم صمدوا في دوامة فساد، وفي دوامة صعوبات، ومع ذلك مازالوا قادرين على العطاء، ولا يخفى أنت واحد من هؤلاء الناس، الذين أشد على أيديهم وأقبل جبينهم، وظلوا محافظين على قيمهم، وهؤلاء أنا الآن بدأت أحيي علاقتي التي كانت مستمرة معهم، وأحاول قدر الإمكان، أن اقدم شيئا معنويا لهم من خلال عملي، من خلال محبتي لهم، ومن خلال ربما خدمة عملهم، وخدمة توجهاتهم فيها .
وأخيرا أرجو أن تكون سنة 2017 سنة خير على أمتنا، وعلى العراق هذا البلد الذي قدم تضحيات مهولة طوال هذه السنين، أتمنى ان يكون العراقيون قادرين على الاختيار الدقيق في المرحلة المقبلة، لا يجب أن تباع الذمم من أجل أن لا نخسر العراق، حتى المحتاج لا يجب أن يقبل رشوة من أجل أن يبيع صوته، وينتخب شخصاً معروفا بفساده، علينا في الفترة المقبلة ان ندخل الانتخابات، ونحن نعرف من الذي يعمل باخلاص، ومن الذي سيحرر البلد، ومن الذي سيحارب الفساد، وهؤلاء الذين يجب ان ينتخبوا، هؤلاء الذين يجب ان نقف معهم للوصول الى بر الأمان، العراق محتاج الى أبنائه، محتاج الى حب حقيقي من أبنائه، مع أن هذا الشعب ضحى كثيرا، لكن التضحية المقبلة هي التضحية الأخيرة، أيها العراقي حافظ على صوتك، واعطه بنزاهة للشخص الذي يستحقه، فعندما تنتخب شخصاً فاسداً، فإنك تدمر ليس فقط مستقبلك، ومستقبل أولادك، وإنما مستقبل أحفادك أيضا، واذا أخطأ الشعب العراقي مرة أخرى فستكون الضربة القاضية لمستقبل العراق، اذا اخطأ العراقيون مرة أخرى، وانتخبوا مقابل أن بعضهم يبيعون ذممهم ببعض الأموال، أو ببعض المكاسب، فسنخسر العراق الى الابد، وهذا ما لا نتمناه.