الإيزيديون يعيدون بناء نحو 50 % من مزاراتهم المهدمة في بعشيقة

افتتاح مزار (الشيخ حسن) في احتفالية شعبية
نينوى ـ خدر خلات:

بعيداً عن الضجيج الاعلامي، وبتبرعات من الاهالي، وبغياب الدعم الرسمي بنحو مطلق، تمكن الايزيديون من اعادة بناء نحو 50% من مزاراتهم ونواشينهم التي فجرها تنظيم داعش الارهابي ابان سيطرته على ناحية بعشيقة في السادس من آب / اغسطس 2014.
وبحضور رسمي وشعبي، يتقدمهم البابا شيخ، اعلى مرجع روحاني للايزيدية في العراق والعالم، وكوكبة من رجال الدين اضافة الى السيد الشيخ شامو النائب الايزيدي في برلمان اقليم كردستان اضافة الى شخصيات حزبية وادارية واجتماعية وجمع غفير من اهالي بلدتي بعشيقة وبحزاني (17 كلم شمال شرق الموصل) جرت مراسيم اعادة افتتاح مزار الشيخ حسن، الكائن على رابية عالية تطل على مناطق شاسعة في منطقة سهل نينوى.
يقول المتطوع الايزيدي هارون سليمان، في حديث الى “الصباح الجديد” انه “يوم رائع آخر في حياتنا برغم مرارة التهجير والنزوح وبسبب الفاجعة التي اصابت المجتمع الايزيدي بعد نكبة شنكال المؤلمة، لكن لا يجوز ان تتوقف عند محطات الخراب التي نشرها تنظيم داعش الارهابي اينما حلّ او وصل”.
واضاف “اليوم انجزنا مزار الشيخ حسن بعد عمل استمر لعدة اشهر، وسبق ذلك اعادة بناء 4 مزارات بالكامل في بعشيقة وبحزاني، كما ان بقية المزارات والنواشين تتباين فيها نسبة الانجاز من 10 الى 60% وعموما يمكن القول انه تم انجاز اعادة بناء نحو 50% من المزارات والنواشين الايزيدية في ناحية بعشيقة”.
وشارك في اعمار هذه المزارات عمال متطوعون يسمون (خلمت كارين) ويعمون من دون مقابل، فضلا عن مشاركاتهم المستمرة في تنظيف وادامة معبد لالش المقدس عند الايزيديين (45 كلم جنوب شرق دهوك) طوال العام.
يقول سليمان “التبرعات لاعادة بناء المزارات تأتي من اهالي المنطقة اضافة الى شخصيات ايزيدية مقتدرة ماليا او حتى متوسطة الحال من داخل الوطن وخارجه، كما ان البعض يتكفل بارسال اغذية مطبوخة و جاهزة والبعض يرسل ارزاق جافة كالارز والسكر والشاي وزيت الطعام واللحوم وغيرها”.
ومضى بالقول “بعض اصحاب آليات النقل ينقلون مواد البناء بسعر شبه مجاني، هنالك تكافل اجتماعي تطوعي، الكل يقدم الخدمات على وفق امكاناته، ونحن عازمون على اعادة بناء جميع المزارات والنواشين التي فجرها تنظيم داعش في منطقتنا،ونقول للدواعش واذيالهم ان مكانهم هو مزابل التاريخ بينما نحن باقون في ارضنا برغم كل ما اصابنا”.
ويشار الى ان تنظيم داعش الارهابي قام بتفجير 23 مزارا ونيشانا يعود للايزيديين في ناحية بعشيقة وبلدة بحزاني المجاورة.
وقبل اختتام مراسيم الاحتفال باعادة بناء قبة الشيخ حسن، تشكلت دبكة شعبية تسمى (كوفندي) وهي رقصة دينية اكثر مما هي دبكة احتفالية وشارك فيها العشرات من الشباب والرجال والنساء على انغام التي الشبّاب (تشبه الناي) والدف.
وكانت رائحة البخور تفوح في مكان الاحتفال، بينما انهمك المتطوعون والمتطوعات من الايزيديين بتجهيز وجبة الغداء المسماة (سماط) المكونة من الحبية والحمص وقطع من اللحم، وتم توزيعها على المشاركين في الاحتفال وسط اجواء بهيجة من الفرح والسرور، على الرغم من ان اصوات الطائرات الحربية التي تقصف مواقع داعش في الموصل القريبة كانت تمر لتقصف اهدافا مفترضة لتنظيم داعش في الاجزاء القليلة المتبقية في ايمن الموصل.
وكان تنظيم داعش الارهابي قد فجر العشرات من المزارات والنواشين العائدة للايزيديين في قضاء شنكال و ناحية بعشيقة بعد اجتياحها في آب 2014، مع نزوح نحو 400 الف مواطن ايزيدي على وفق احصائيات ايزيدية شبه رسمية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة