تقيمها مؤسسة النهضة الثقافية بالتعاون مع قصر الثقافة بالبصرة
البصرة – سعدي علي السند:
تضيّف قاعة قصر الثقافة في البصرة اليوم السبت في أمسية رمضانية عددا كبيرا من المبدعين والأكاديميين وعشاق الكتاب ليتحدثوا ويتحاوروا عن صرح ثقافي معروف ومؤثر هنا في المدينة المعطاء ومكانة هذا الصرح عند أجيال تعاقبت على أرتياده منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى الآن … وهذا الصرح هو (المكتبة الأهلية) التي أسسها المرحوم فيصل حمود عام 1928 وظلت أنيقة متألقة وحاضرة تستقطب اهتمام كل من يرتبط بعلاقة حب مع الكتب بشتى تخصصاتها ومع الصحف اليومية التي تصلها من العاصمة بغداد .
أهمية الكتاب في تعميق فكر الإنسان وبناء شخصيته
الأمسية الرمضانية التي أعدّت برنامجها مؤسسة النهضة الثقافية بالتعاون مع قصر الثقافة التابع لدائرة العلاقات العامة بوزارة الثقافة ستكون فرصة جميلة لمبدعين معروفين في الوسط الثقافي العراقي والعربي والعالمي ليستذكروا ويثمنوا دور المكتبة الأهلية في البصرة وهي تدخل في السنة المقبلة عامها التسعين بحضور ثقافي كان خلال كل هذه السنوات اشراقة مهمة في مسيرة الثقافة والإبداع بمدينة حرص علماؤها على تأسيس الخزانات والمكتبات التي تضمُّ النوادر من المخطوطات، والكتب والدوريات، وانتشرتْ فيها الكتب بمختلف أنواعها منذ تمصيرها عام 14 هجرية و إلى يومنا هذا فللبصرة دور كبير ومكانة مرموقة في العلم والأدب ، وقد أنجبت جمعا هائلا من العلماء والأدباء ، وكانت زاخرة زاهرة بالكتب والمكتبات التي جاءت وليدة الحاجة الملحة التي أحس بها العرب بعد أن انتشر العلم والتعلم والتعليم في طول البلاد وعرضها ، وكان لحب الكتب وتقديرها لدى الأفراد والجماعات حافزا كبيرا للاعتناء بها والمحافظة عليها وتنظيمها في دورة خاصة هي التي نطلق عليها اليوم المكتبات .
السياب كان يهوى الجلوس على رزم الصحف القديمة بالمكتبة
الأمسية التي سيقدمها ويدير آليتها الأديب مقداد مسعود … سيتحدث فيها القاص والروائي محمد خضير والشاعر كاظم الحجاج والشاعر والصحفي محمد صالح عبدالرضا والبروفسور سعيد جاسم الأسدي وآخرون وهم جميعا من رواد المكتبة الأهلية ويرتبطون بصداقة مع القائم على ادارتها الأديب الحاج غازي فيصل حمود النجل الأكبر لمؤسسها المغفور له فيصل حمود والذي يساعده الآن نجله الصحفي والكاتب مصطفى …وهم وغيرهم الكثير والكثير يعدون امتدادا لرواد المكتبة من الجيل الأول ومنهم القاضي السيد عباس شبر والقاضي الشيخ علاء الدين خروفة والأستاذ محمد جواد جلال اللغوي المعروف والشعراء كاظم مكي حسن وسالم علوان الجلبي وعبد الواحد العطار وكاظم الصائب ومقبل الرماح والقاضي محمود العبطة وكذلك القاضي مصطفى علي الذي أصبح وزيراً للعدل في تلك الفترة، أما من الجيل الثاني فمنهم الناقد الدكتور علي عباس علوان و القاص الرائد محمود عبد الوهاب والشاعر بدر شاكر السياب والشاعر محمود البريكان…. وأسماء أخرى وكانوا جميعا يعدون المكتبة الأهلية مكانا للحوار والأبداع فمثلا يروي صاحبها (أبو مصطفى) ان الشاعر الكبير بدر شاكر السياب عندما كان يأتي إلى المكتبة يهوى الجلوس على رزم الصحف القديمة بجانبي وأحيانا يطلب مني أن أقدم له ورقة وقلم وعرفت بعدها انه كان يكتب العديد من القصائد التي كانت تلج الى مخيلته لكتابتها في لحظة التوهج .
تعاملنا مع كبريات دور النشر المصرية واللبنانية
ويضيف ان مكتبتنا الأهلية قامت في واحدة من خطواتها للأرتقاء بمستوى خدماتها لمرتاديها وللقراء بشكل عام بمراسلة دور نشر في مصر بالدرجة الأولى مثل دار (الهلال) التي تصدر المجلات السياسية والأدبية والفنية فبدأت هذه المجلات تصلنا عن طريق مطار البصرة الدولي مباشرة ونحن بدورنا نسوقها إلى أسواق البصرة وبعد ذلك إلى بغداد، مثل مجلة الهلال، والمقتطف، والرسالة، وروايات الهلال، وكتاب الهلال، والعديد من المجلات مثل المصور، وأخر ساعة، والكواكب، والاثنين، وروز اليوسف و غيرها وكذلك الاتصال بدور النشر اللبنانية التي بدأنا باستيراد الكتب منها وهي دار العلم للملايين ودار الطليعة ودار الآفاق ودار العودة وغيرها، وجلبنا خيرة عناوين الكتب في مختلف الاختصاصات الأدبية والتأريخية والدينية وغيرها فازدهرت عملية رواج الكتب وزاد عدد القراء خصوصاً كنا نبيع بأسعار زهيدة جداً وذلك لرخصها من مصدرها لقوة العملة العراقية في حينها ، ومن هنا أصبحت المكتبة خلية نحل من كثرة روادها.
الأمسية سيتخللها عرض فيلم عن المكتبة من تصوير وأخراج الفنان كاظم حسين ومساعده تقي هاني يوثق العديد عن المكتبة وتعاملها اليوم ايضا مع دور نشر عراقية وعربية وعالمية لتوفير كنوز الكتب لروادها.