معاناة لا تخطر على البال تعصف بالمدنيين المحاصرين بالمدينة القديمة
نينوى ـ خدر خلات:
اجبر تنظيم داعش الارهابي العشرات من جرحاه ومعوقيه على المشاركة في المعارك الدائرة بالمناطق القليلة الباقية تحت سيطرته بايمن الموصل، فيما يعاني المدنيين المحاصرين بالموصل القديمة معاناة لا تخطر على البال من جوع وخوف ورعب.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “خسائر تنظيم داعش الارهابي في مدينة الموصل لا تتمثل في فقط في المساحات الجغرافية التي خسرها والتي تقدر بنحو 95% من عموم المدينة، بل انه بات يعاني بنحو جلي من نقص واضح بعدد مقاتليه وبعدد الانتحاريين ايضا الذين انخفضت اعدادهم بنحو لافت”.
واضاف “في المناطق المحررة بحيي الشفاء والزنجلي تم العثور على عدد من الجثث العائدة لعناصر داعش بين الانقاض وعليهم اثار جروح قديمة وضمادات، ويمكن القول ان الجروح مضى عليها بضعة اسابيع، كما تم العثور على عكازات خاصة بالمعوقين الى جانب بعض تلك الجثث، علماً ان نشر الجرحى والمعوقين الدواعش بخطوط القتال يعني دفعهم للموت لا اكثر لانه ليس بمقدورهم المناورة او الهرب او الانسحاب لبطء حركتهم”.
واشار المصدر الى ان “الامر اللافت في المستمسكات التي تم العثور عليها بحوزة اولئك القتلى الدواعش انهم ينتمون لجهات وكتائب مختلفة، مثل كتيبة الاقتحامات، ديوان الحسبة، ديوان القضاء والمظالم وغيرها، الامر الذي يدل على ان التنظيم يزج بكل من يقدر على حمل السلاح من عناصره في هذه المعركة بنحو عشوائي، و انه يريد اكبر عدد من المقاتلين في خطوط الصد، بغض النظر عن قدراتهم او اصاباتهم الجسدية”.
وتابع “عدد من الناجين نقلوا لنا ان قناصين من داعش معوقين ومعهم عكازات يتمركزن فوق البيوت العالية، وانهم كانوا يطلبون من المقاتلين الاخرين توفير مياه الشرب والغذاء بمكان قريب مع توفير الاعتدة، لان اصابتهم القديمة تمنعهم من التحرك بسهولة”.
معاناة لا تخطر على البال للمحاصرين بالموصل القديمة
تستمر معاناة عشرات الالاف من العائلات المحاصرة بحيي الزنجيلي والشفاء والموصل القديمة، من جوع وخوف ورعب، فيما مساحة الخراب تزداد يوماً بعد يوم آخر.
ورصد ناشطون موصليون نداءات يطلقها المحاصرون في الاقبية والدهاليز بمناطق النبي جرجيس، الشعارين، الفاروق، يطالبون فيها بالاسراع لانقاذهم واقتحام مناطقهم، مبينين ان عشرات العائلات تتكدس في القبو الواحد مع غياب تام للكهرباء وشح خطير بالطعام الذي يتمثل بالعصيدة المكونة من الماء و مادة الطحين.
وكشف الناشطون عن تلقيهم نداء من 350 فرداً يعيشون في سردايب متجاورين غالبيتهم من الاطفال والنساء، يؤكدون انهم ان لم يموتوا بالقصف سيموتون من الجوع او من العطش او بالامراض الناجمة عن شرب مياه الابار السطحية المرّة الطعم.
وبحسب النداء، فأن عدداً كبيراً من الاطفال فطسوا بسبب الحر الشديد وسوء التهوية بتلك الاقبية، وهذا الحال يمر به الالاف من المحاصرين في تلك السراديب والاقبية بالموصل القديمة، فيما عناصر داعش يتنقلون ليلا للتأكد من عدم هرب المدنيين من خلال مناداة المدنيين.
وبحسب احد الناشطين فان “الاهالي المحاصرين توقفوا عن طلب الطعام او مياه الشرب لاطفالهم من عناصر داعش بسبب الاجابات الغليظة واللا مبالاة التي يبديها عناصر التنظيم والذين غالبا ما تكون اجابتهم “لستم افضل منا ولا من عائلاتنا، ستموتون معنا لان اغلب اهل الموصل تخلوا عنا ويرحبون بالجيش وبحياة الفسق والفجور” على وفق تعبيرهم.
ودعا الناشطون الموصليون القوات الامنية الى الاسراع بتحرير الموصل القديمة وانقاذ المدنيين من المآساة التي يمرون بها، والتي طالت اكثر مما كان متوقعا، وفقدان العشرات لحياتهم يوميا.