الجلسات الاحتفائية للمبدعين نسخ مكررة من بعض !

بحكم عملي واشتغالي بالأدب والثقافة، أحضر العديد من الجلسات الثقافية والأدبية والفنية، والتي تهتم جداً بتجارب الادباء والفنانين واعلام الثقافة العراقية من الراحلين والمواصلين لمسيرتهم الإبداعية، ما يلفت النظر في هذه الجلسات، انها الى حد ما نسخة مكررة من بعض! ، فجلسات الاتحاد، مرورا بجلسات جمعية الثقافة للجميع، وصولا الى العديد من المنتديات الثقافية والأدبية، التي تتنافس في عدد الجلسات ولا تتنافس في تطوير آلية الاحتفاء، نجد انها جميعاً تبدأ بمقدمة تعريفية للضيف من قبل مدير الجلسة، وكلمة للضيف، ثم المداخلات من قبل الحضور على شتى اهتماماتهم، ربما تختلف هذه الجلسات اعتماداً على مدير الجلسة وثقافته ومهاراته في إدارة الجلسات، وتعتمد أيضا على الضيف اذا كان ذو شخصية حيوية سريع البديهية غني التجربة، فيخلق جواً مغايرًا لما يطرح من حوارات، لكني هنا أود ان اركز على برنامج الجلسات وفقرات الجلسة، التي تتشابه فيما بينها.
ان نحتفي بمبدعينا أمر يستحق التقدير والثناء، ولكن لابد من تغيير طرق احتفاءنا بهم، الذي توقف عند برامج او مناهج قديمة، لا تخرج عن دائرة قديمة ابتكرها احد القائمين على هذه الفعاليات، ولكن بنظرة سريعة للدول المجاورة وليس المتقدمة، نجد ان هناك فرق أولا في مستوى القاعات التي يتم بها الاحتفاء، وأيضا بطريقة الاحتفاء التي تهتم بنحو كبير وتركز على ان يكون الجو احتفالي، من حيث استعراض سيرة المبدع من خلال فديو لنشاطاته وصوره، وكل ما قيل عنه، وما نشر له، وفي احيان كثيرة تحتفي المنتديات الثقافية هناك بعيداً عن المنصات، والجدران الأربعة وزحمة القاعات، فتنطلق الى الفضاء الخارجي، لتنطلق أصوات المحتفى به والمضيفين في الهواء الطلق، فتكسب بذلك جمهور آخر غير الوجوه التي باتت تشكل ملمح من ملامح الجلسات المتناسخة، وتشيع بذلك أجواء ثقافية عامة، تخلف جيلا واعياً منفتحاً على الاخر، وبرغم الدعوات التي توجه لعدد كبير من الادباء والمثقفين في الدول العربية والاوروبية، الا اننا للأسف لم نجد أي أثر لتأثير تلك الأجواء على أدباءنا، ويعودون ليمارسوا ادوارهم في المقاهي الأدبية برتابة تشعر الجمهور بالملل فينعدم التواصل !.
ومن هنا نتوجه الى من يهمه الامر، أن تشكل لجان خاصة تهتم بمثل هذه النشاطات، وتكون مهمتها محصورة بتنظيم الجلسة وفقراتها، وتحاول بطرق الاحتفاء كسر الرتابة، والسير على خط مغاير يتناسب مع تاريخ الادب العراقي، والمعرفة التي يتميز بها المبدع العراقي، سواء كان في مجال المسرح او الادب او السينما، ولا بأس ان يتم التحضير لتلك الجلسات بتأنٍ من دون اللجوء الى الارتجال، حتى لا يضيع جهد القائمين على مثل هذه الفعاليات، ورسم منهاج وخطة مبكرة نلمس منها جدية هذه الفعاليات واحترام المؤسسات لضيوفها.
حذام يوسف طاهر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة