لاستثمار خمسة حقول كبيرة تشمل الغاز
السليمانية ـ عباس كاريزي:
وصف اعضاء في لجنة الطاقة البرلمانية عقوداً نفطية طويلة الاجل ابرمتها حكومة اقليم كردستان مع شركة روس نفط الروسية لاستثمار خمسة حقول كبيرة للنفط والغاز بأنها غير واضحة المعالم وستعرض مستقبل الاقليم لاخطار جمة.
وكشف علي حمه صالح عضو لجنة الاقتصاد والطاقة في برلمان كردستان المعطل منذ عامين في صفحته على الفيس بوك، بعض الحقائق عن نوعية العقود النفطية التي وقعتها حكومة الاقليم والتي اكد انها ستعرض مستقبل الاقليم الى مخاطر كبيرة.
وقال صالح ان جميع العقود النفطية الى توقعها حكومة الاقليم تفتقر الى الدراسة وستعرض الاقليم الى مخاطر كبيرة، مشيرًا الى ان مسؤولي الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني يعملون على كسب اكبر قدر ممكن من الاموال الان، ولا يكترثون لما يحصل للاقليم مستقبلاً.
وقال ان افضل دليل على ذلك هو كيفية تقاسم المبلغ الذي حصلوا عليه من شركة روس نفط بينهما، واردف لقد تسلمت حكومة الاقليم 3 مليارات دولار من شركة روس نفط، تم توزيعها على النحو التالي 500 مليون للحزب الديمقراطي ومثلها للاتحاد الوطني، ومليار لادامة بعض المشاريع، ومثلها للرواتب المتأخرة.
وعزا صالح اقبال الشركة الروسية الى التعاقد مع الاقليم، على شراء نفطه، لان الاقليم يبيع نفطه باسعار زهيدة مخفضة، وتابع ان نفط كركوك دخل ضمن العقد الذي وقعته حكومة الاقليم مع الشركة الروسية وتساءل فاذا اعترضت الحكومة الاتحادية ومنعت التصرف بنفط كركوك من قبل الاقليم فماذا ستكون النتائح ؟.
المتحدث الرسمي باسم شركة روزنفت الروسية ميخائيل ليونتيف كشف عن أن حزمة الاتفاقيات المهمة التي وقعت مع إقليم كردستان، في مجال النفط خلال منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، ستمتد لـ20 عاماً، في مجالات التنقيب والخدمات اللوجستية وتطوير البنية التحتية وتجارة موارد الطاقة.
وأضاف أن «قدرة خط أنبوب تصدير النفط الرئيسي الذي يمتد من كردستان إلى تركيا تبلغ حالياً 700 ألف برميل يومياً، ومن المقرر زيادة القدرة إلى أكثر من مليون برميل بحلول أواخر العام الجاري»، مضيفاً أن الإقليم يمتلك احتياطيات تقدر بـ 45 مليار برميل من النفط، و5.7 تريليون متر مكعب من الغاز.
وأكدت الشركة في بيان «التزام الطرفين بـ PSA (اتفاقية الخدمة المشتراة) للعقود المبرمة كجزء من المنتدى وبالأخذ بنظر الاعتبار خمسة حقول جيولوجية مهمة، وكذلك التطلع نحو مناطق أخرى في التعاون من أجل العمل على الاستكشاف والإنتاج ومنها الغاز».
ووقعت الاتفاقيات بين الرئيس التنفيذي لروزنفت، إيجور سيتشن، ووزير الثروات الطبيعية بحكومة إقليم كردستان، آشتي هورامي، قبيل اجتماع رئيس وزراء إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جانبه قال عضو اللجنة الاقتصادية في برلمان كردستان النائب سوران عمر، ان اغلب العقود التي وقعتها حكومة الاقليم مع شركات النفط العالمية لا تتسم بالشفافية، وهي غير واضحة المعالم، فضلا عن انها لم تطرح على برلمان كردستان، ولم تتطلع عليها أية مؤسسة رسمية، لافتاً الى ان ثروات وواردات الاقليم المالية غير معلومة لحد الان، وان ملف النفط والغاز محتكر من قبل فئة محددة في كردستان.
واضاف انه اذا لم يدخل داعش الى كركوك ويحتل حقول النفط التي حررها الاقليم واستولى عليها لاحقا، لما كان بامكان الاقليم تصدير اكثر من 250 الف برميل من النفط يومياً، مضيفاً ان السياسية الاقتصادية التي اتبعتها حكومة الاقليم تسببت بقطع ميزانية الاقليم من قبل الحكومة الاتحادية، وما تبعها من تبعات وتداعيات اقتصادية انعكست سلباً على اوضاع المواطنين في الاقليم، واضاف ان خسارة الاقليم مبالغ طائلة في المحاكم الدولية لصالح شركة دانا غاز خير دليل على فشل حكومة الاقليم وسياستها في مجال الطاقة، مؤكدا ان حكومة الاقليم قدمت وما زالت تقدم تقارير واحصاءات خاطئة عن حجم الاحتياطي النفطي في حقولها للنفط والغاز الى شركات النفط العالمية.
وكانت وسائل اعلام كردية قد وصفت الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بازراني الأطول ضمن سلسلة اللقاءات التي عقدها الرئيس الروسي على هامش منتدى سان بطرسبورغ الإقتصادي.
واجتمع بارزاني يوم الجمعة مع بوتن، ضمن أعمال الدورة 21 لمنتدى سان بطرسبورغ الإقتصادي الدولي.
وقال تلفزيون رووداو إن اجتماع بوتين ونيجيرفان بارزاني استمر لمدة 20 دقيقة ويعد الأطول ضمن سلسلة اللقاءات التي عقدها الرئيس الروسي في منتدى سان بطرسبورغ، في حين الاجتماعات الأخرى للرئيس بوتين دامت 15 دقيقة فقط.
وقالت أن ذلك يعود إلى أن الاتفاقيات التي وقعت بين شركة روس نفط وحكومة إقليم كردستان تعد من أهم الاتفاقيات المبرمة في المنتدى، لافتاً إلى أن بوتين أكد لنيجيرفان بارزاني على دعمه السياسي لعمل الشركات النفطية الروسية.
من جهته دعا رئيس لجنة النفط والغاز في مجلس النواب العراقي آريز عبدالله، حكومة إلاقليم إلى توسيع منافذها الاقتصادية وعدم الاعتماد على دولة واحدة، في مؤشر على الاعتماد الكلي للاقليم على تصدير النفط عبر تركيا، مشيراً إلى أن الخلافات بين أربيل وبغداد تؤثر على اتفاقيات كردستان النفطية.