قيادة القوّات المسلحة في الإقليم تدعو إلى اتفاق عكسري جديد بين بغداد وأربيل

مع اقتراب ساعة الحسم لإعلان تحرير مدينة الموصل
السليمانية ـ عباس كاريزي:

مع اقتراب ساعة الحسم واعلان انتهاء وتحرير مدينة الموصل من ارهابيي داعش يأخذ التصعيد الذي بدأ يظهر مؤخراً، بين قوات البيشمركة والحشد الشعبي ابعاداً جديدة، حيث يتبادل الجانبان التهم بخرق الاتفاق والتجاوز على الحدود التي يبدو ان الاقليم والمركز رسماها لهما بعد تحرير مدينة الموصل .
القيادة العامة للقوات المسلحة في إقليم كردستان اصدرت بياناً ردت فيه على العمليات العسكرية الاخيرة للحشد الشعبي في قضاء سنجار والمناطق التابعة له.
واشارت القيادة العامة للقوات المسلحة في إقليم كردستان في البيان الذي اطلعت عليه الصباح الجديد ان العمليات العسكرية التي قام بها الحشد غرب مدينة الموصل وقضائي تلعفر وسنجار، تعد خرقاً للاتفاقات الموقعة بين اربيل وبغداد حول معركة الموصل.
وقالت القيادة انه على الرغم من ذلك ومادام بقي داعش فإن هدفنا سيكون القضاء عليه، لكن اذا ماتصور بعض الأشخاص داخل الحشد الشعبي، أو عدد من الكرد ممن باعوا وطنهم ان يتم استغلال الحرب ضد داعش في هذه المنطقة لخلق مشكلة بين سكانها وقوات البيشمركة أو التجاوز على ارض كردستان، فإننا نعلن لتلك الأصوات النشاز بأن أي قوة لا تستطيع وليس لها ان تدخل أراضي كردستان، ومن يرغب بذلك فليجرب حظه وعندها ستصطدم رؤوسهم بجبال كردستان.
واضاف البيان «اما فيما يتعلق بمصير قضاء سنجار فأن سكانها هم من سيقررون مصيرهم ولن يتم السماح لأي اطراف أخرى بفرض قرارات عليهم.
مشيرة الى ان بقاء قوات البيشمركة في المناطق التي حررتها بالدماء والتضحيات ضمن حدود ما قبل 17 تشرين الاول من العام الماضي 2016، وهو اليوم الذي بدأت فيه عمليات تحرير الموصل امر محسوم وغير قابل للمناقشة بأي نحو من الاشكال.
واضاف بيان القيادة العامة للقوات المسلحة في إقليم كردستان، بالقول « اما بالنسبة لبقاء قوات البيشمركة في المناطق التي تم تحريرها بعد ذلك التأريخ، فانه يجب ان يكون ذلك في اطار اتفاقية جديدة بموافقة جميع الاطراف المعنية.
من جهته اكد مسؤول رفيع المستوى في سنجار رفض الكشف عن اسمه بتصريح للصباح الجديد ان دخول اعداد كبيرة من وجهاء وقيادات وابناء الطائفة الايزدية الى صفوف الحشد الشعبي اغاض الحزب الديمقراطي الكردستاني التي يعد نفسه مسؤولا عن تلك المنطقة ويفـرض علـى اهلهـا سياساتـه.
وتابع المسؤول ان ابناء هذه المناطق يرفضون الوصاية التي يمارسها الحزب الديمقراطي عليهم فضلا عن مصادراته الحريات العامة والخاصة ومنع المواطنين من الانتماء الى الجهة السياسية التي يرونها تمثل تطلعاتهم، مشيرًا الى ان ابناء مدينة سنجار لن ينسوا تخلي قوات الحزب الديمقراطي عنهم كفريسة سهلة لداعش عام 2014 وما تسبب به من مآسي وويلات لن تنسى، وتابع ان ابناء تلك المناطق انتموا الى فصائل الحشد الشعبي رغبة منهم بتحرير مناطقهم، التي احتلها داعش ولم تحرك البيشمركة ساكناً، في حين تحرك الحشد وقام بتحرير العديد من القرى غربي قضاء سنجار مؤخراً.
وقال ان العديد من الشخصيات والقيادات الايزدية برفقة المئات من ابناء الديانة الايزدية انخرطوا في صفوف الحشد الشعبي مؤخرًا،بينهم نايف جاسو رئيس عشيرة قرية كوجو الذي كان يترأس فوجاً قاتل ببسالة ضد تنظيم داعش الارهابي، وقاسم شوان الذي كان يقود فوجاً عسكرياً، دافع عن المحاصرين من الايزديين في جبل سنجار، والنقيب شكر الذي كان قيادياً في قيادة سنجار وانتمى مؤخرًا الى الحشد الشعبي،مضيفاً ان هناك العديد من الشخصيات وعشرات الشباب ينتقلون يومياً الى صفوف الحشد الشعبي.
واكد المسؤول ان الموطنين سئموا من الصراعات والمنافسات الحزبية الضيقة ومصادرة الحريات من قبل الحزب الديمقراطي والاحزاب والتيارات المتصارعة على السلطة في المدينة، مشيرًا الى ان الصراعات الطائفية والمعادلات الاقليمية السبب الرئيسي وراء الصراع الدائر للسيطرة على المثلث الحدودي الرابط بين العراق وتركيا وسوريا، هو السبب الرئيس وراء احتدام الصراع الدائر في المنطقة، واكد ان كلا من الحشد الشعبي والحزب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني وتركيا يتصارعون على الحفاظ على نفوذهم في سنجار، التي قال ان قرابة 5% من سكانها عادوا لحد الان والتي مازالت تفتقر الى الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وبنى تحتية.
وكان امير الطائفة الايزيدية في العراق والعالم تحسين سعيد بك قد شكر قوات الحشد الشعبي على تحرير مناطق الايزيدية وتسليمها إلى الاهالي، مؤكداً أن الحشد سطر اروع الملاحم في كل بقعة من ارض العراق، فيما دعا الشباب الايزيديين إلى الانضمام لتشكيلات الحشد.
وقال سعيد بك في بيان «باسمي وباسم المجلس الروحاني الايزيدي اعبر عن خالص امتناني وتقديري العميقين لقوات الحشد الشعبي العراقي الذين سطروا اروع الملاحم البطولية في كل بقعة من ارض العراق واستطاعوا ان يعيدوا المجد والهيبة للدولة العراقية وانتصروا على ارهابيي داعش في كل مكان”.
وأضاف أنه «في هذه الابادة التي ارتكبها داعش الارهابي بحقنا كايزيدين , موقف الاخوة في جنوبي العراق كان مشرفاً وخاصة الاخوة الشيعة , حيث ان استشهاد ابن البصرة , الطيار ماجد التميمي على جبل سنجار والفتوى التاريخية التي اصدرتها اية الله العظمى السيد علي السيستاني بتحريم الدم الايزيدي سوف تبقى كشواهد تاريخية عالقة في اذهاننا ومواقفهم لا تنسى”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة