موصليون يشعلون مئات الشموع للتضامن مع شهداء الكرادة
نينوى ـ خدر خلات:
اشعل العشرات من الشباب الموصلي مئات الشموع للتضامن مع ضحايا التفجيرين الارهابيين اللذين وقعا في منطقة الكرادة ببغداد، فيما كشف ناجون من ايمن المدينة عن صفقات فاشلة لعناصر داعش لتهريب عائلاتهم وسط النازحين المدنيين.
وقال الناشط الحقوقي والمدني الموصلي لقمان عمر الطائي الى “الصباح الجديد” انه “تضامناً مع شهداء وجرحى اهلنا في منطقة الكرادة بالعاصمة بغداد الذين تعرضوا لانفجارين ارهابيين اول امس، تجمع العشرات من اهالي مدينة الموصل في منطقة الزهور بالجانب الايسر واشعلوا مئات الشموع بهذه المناسبة الحزينة”.
واضاف ان “اشعال الشموع هو تجسيد للمعاناة الواحدة التي يعانيها اهلنا بسبب الارهاب الداعشي، وان الارهاب لا يفرق بين ابناء المحافظات العراقية بسبب الانتماء المذهبي او القومي او الديني”.
ولفت الطائي الى ان “معاناة اهلنا في الجانب الايمن، بالمناطق القليلة الباقية تحت سيطرة داعش الارهابي، كانت حاضرة في هذه المناسبة، حيث ان الدعاء شملهم بالخلاص من هذه المحنة التي اصابتهم من حصار وجوع وقصف فضلا عن الاعدامات التي تصيب الذين يسعون للهرب من قبضة داعش، والتي طالت العشرات منهم”.
وكان تنظيم داعش الارهابي قد تبنى العمليتين الارهابيتين التي ضربت منطقة الكرادة واسفرت عن استشهاد واصابة العشرات من المدنيين.
على صعيد آخر، قال الطائي ان “ناجين من المناطق الساخنة بايمن الموصل، كشفوا لنا عن صفقات فاشلة ينوي عناصر التنظيم المتطرف من المحليين ابرامها مع الاهالي”.
واستطرد بالقول “بعد تضييق الخناق على الدواعش بالمدينة القديمة وادراكهم ان نهاية سوداوية تنتظرهم، وبعد ان يئسوا من مزاعم قادتهم ان الامدادات ستأتي وستفك الحصار عنهم، وبعد هربهم وعائلاتهم من حي لآخر منذ عدة اشهر، بات امامهم سبيل وحيد هو الاستسلام او القتل”.
وبحسب الطائي فان “بعض العناصر المحليين يتواصلون مع الاهالي الابرياء المحاصرين معهم، ويسعون لابرام صفقات مفادها مساعدة الاهالي على الوصول الى القوات الامنية العراقية وتجنيبهم الطرق المفخخة بالعبوات والقناصين المخصصين لاستهداف المدنيين الهاربين مقابل ان يسمحوا باندساس عائلات تلك العناصر معهم وان لا يبلغوا الجهات الامنية عنهم”.
ومضى بالقول “بعض الناجين من تلك المناطق نقلوا لنا ان الصفقة كانت مغرية جدا لهم، لانهم يريدون الخلاص مع عائلاتهم من ذلك الجحيم، لكنهم لا يمكن ان يثقوا بعناصر داعش الذي لا عهد لهم، فضلا عن ان الارهابيين الاجانب الاكثر قسوة وغلاظة قد يبيدوا عائلاتهم ان وقعوا في كمين لهم، اضافة الى ان تهريب عائلات داعش هو خيانة لدماء الشهداء من العناصر الامنية ومن المدنيين الابرياء”.
ونوه المتحدث الى ان “اوضاع عناصر داعش وعائلاتهم في حالة مزرية للغاية، وان الناجين مؤخرا يكشفون عن ان بعض عائلات داعش تغيّر اسلوبهم في طريقة الحديث مع المدنيين المحاصرين معهم، وبات ليّنا خاليا من الشتائم والتخوين والتكفير وغير ذلك من الاتهامات المعهودة”.
مبينا ان “هذا الاسلوب الجديد يشير الى ان عائلات داعش وابناءهم المتورطين بجرائم التنظيم الوحشية باتت تبحث عن خط رجعة، او تتشبث بأي قشة للخلاص من المستقبل المجهول الذي ينتظرهم”.
ودعا الطائي “ما تبقى من اهالي الموصل المحاصرين في بيوتهم القديمة بسبب اساليب داعش الارهابية في استخدامهم كدروع بشرية الى السعي للمحافظة على ارواحهم بشتى الوسائل المتاحة، وعدم نسيان ان ما يمرون به من مآسي واوضاع بائسة فضلا عن مئات الشهداء من الابرياء وآلاف المفقودين الذين تم اعدامهم على يد التنظيم لاسباب تافهة، وكل هذه الجرائم حدثت بسبب تسلط الدواعش على مدينتهم المنكوبة”.