استكمالاً لحفل بابل.. حفل فني ضيّفته قاعة الرباط
بغداد ـ الصباح الجديد:
تواصلاً مع المنجز الذي دام نصف قرن، أقامت دائرة الفنون الموسيقية حفلاً تكريمياً للفنان الراحل سعدي الحلي، بعنوان (سعدي الحلي. نغم الفرات) تغزل خلاله المشاركون بسعدي صاحب الصوت القوي الهادر إذ ضم الحفل نخبة من نجوم الغناء العراقي وبعمل تطوعي من قبل فناني الدائرة، على قاعة الرباط في شارع المغرب، ويأتي ذلك بعد ان اقامة وزارة الثقافة حفلاً في مسقط رأسه في الحلة.
وقد حضر الحفل الشاعر فوزي الاتروشي وكيل وزارة الثقافة والسياحة والاثار والمدير العام لدائرة الفنون الموسيقية وكالة.
أدارت الحفل الاعلامية عطارد عبد الخالق، مستعرضة سيرة الحلي الفنان: «سعدي محمد جابر الشمري تولد 1939\الحلة. صوت ذو بحة متميزة خلد ذكره بأغان كثيرة اسهمت منذ شبابه وهو يتنقل بين الحلة وطويريج سائق حافلة يطرب الركاب، اكتشفه الشاعر محمد علي القصاب وقدمه للإذاعة زيد الحلي في العام 1964 ,ولحن له كبار الموسيقيين محمد نوشي ومحمد جواد اموري ومحسن فرحان وآخرين، عمل مطرباً في الفرقة الوطنية للفنون الشعبية واعتمد رسمياً في الاذاعة والتلفزيون العام 1971 ,وكان ظهوره بأغنية (تناشدني عليك الناس) التي تروي قصة حب فاشل.. شق طريقه نحو الغناء الريفي بعصامية».
تضمن الحفل اداء عدد من اغانيه بمصاحبة فرقتي بغداد للموسيقى العربية والانشاد العراقية بقيادة المايسترو علي خصاف، مستهلا بـ (يمه يا يمه) أداها محمد سعد، و(كلها منك) بصوت اديبة، و(يمدلوله) اداها حسين جبار، و(بوسة من وجنتك) لرحيم الفراتي، وعزفت الفنانة آمال ماهر مجموعة من المقطوعات بينها رائعته (يمته الكاك) ثم غنى عمار العربي (حبيب أمك متقبل من احاجيك).
وفوجئ المحتفلون بحفيده (فقار خالد سعدي الحلي) يغني (يمته الكاك) مشفوعا بتكريم ذكراه من خلال حفيده (بآلة العود) حيث قال الوكيل الاتروشي:»تكريم (سعدي الحلي) بشخص حفيده (فقار) يجعلنا نتناغم مع أجمل تركة اورثنا اياها سعدي الحلي، جزء منه يحي موهبته انطلاقاً من اوتار حنجرته، استمعنا للحفيد سائرا ًعلى خطى جده وهذا أكبر وفاء لمدرسة سعدي الحلي.
نحن في الدائرة مكلفون بإيجاد نسخة مطورة من سعدي في شخص حفيده.
تلاه رعد مجيد الفراتي بأغنية (عشك اخضر) ثم طلب الحاضرون بإعادة فقرتي اديبة في (كلها منك) وحسين جبار في (يمدلولة) اللتين لقيتا اقبالاً وانسجاما من الجمهور مع تراث سعدي الحلي.
مسك الختام اداء عذب لأغنية (ليلة ويوم) بصوت الموهبة الشابة (غادة) التي قدمها المايسترو علي خصاف على انها انموذج لما بلغته الدائرة من مستوى ابداعي ملتزم في الفن، قادر على بناء حضارة المستقبل التي تتواصل مع عطاء الماضي من خلال نسج تأملي يردم الهوة بين الماضي والآتي بجهد جبار تواصل دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة والسياحة والاثار بذله منهجياً كحلقة تتصل بما سبقها من فعاليات وما سيليها من اعمال تطوع بها منتسبو الدائرة بتكاليف تثقل ميزانية الدائرة.
وهذه الفعاليات تكرس لمنح العمل التطوعي في الوزارة لتقتدي بها الدوائر الأخرى الحفلة هدية رائعة من محبي فن سعدي الحلي الذي مازال يعيد فينا عشقه الاخضر.