الاستعدادات الأمنية ترتفع في بريطانيا بعد تبنّي داعش هجوم مانشستر

كاترين بنهولد
و سيلان ييجينسو
ترجمة : حسين محسن

وضعت رئيسة وزراء بريطانيا البلد فى اعلى درجات التأهب يوم الثلاثاء الماضي ونشر الجيش للعمل مع الشرطة خشية وقوع هجوم ارهابي آخر وشيك.
جاء هذا الاعلان بينما واصلت الشرطة التحقيق فيما اذا كان التفجير الذى وقع ليلة الاثنين فى حفل موسيقي فى مانشستر والذى اسفر عن مقتل 22 شخصاً من بينهم اطفال، جزءا من مؤامرة اوسع.
وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي في مانشستر بعد اجتماع لكبار المسؤولين الامنيين «لا يمكن ان نتجاهل احتمالية أن هناك مجموعة واسعة من الأفراد مرتبطون بهذا الهجوم»
وفي وقت سابق من اليوم، داهمت الشرطة منزل سلمان عابدي، الرجل الذي تم التعرف عليه على انه منفذ الانفجار. و الذي توفي في الانفجار. وقال رئيس الشرطة ايان هوبكنز من شرطة مانشستر ان التحقيق يركز على تحديد «ما اذا كان عابدي قد تصرف لوحده او انه جزء من شبكة»
و قال مسؤول كبير بالولايات المتحدة ليلة الثلاثاء ان عابدى سافر عدة مرات الى ليبيا, موطنه الاصلي, لكن من دون ان يعرف توقيت رحلته الاخيرة. ولم يؤذن للمسؤول بمناقشة المعلومات علناً, و تحدث بشرط عدم ذكر اسمه.
ومن خلال رفع مستوى التهديد الوطني من خطير الى حرج، اقترحت السيدة ماي «ليس فقط ان يكون هناك احتمال كبير بأن يكون هناك هجوم، بل انه ممكن ان يكون وشيكا».
وجاءت الاجراءات التى اتخذتها الحكومة ليلة الثلاثاء بعد ساعات من بدء السلطات المهمة المروعة المتمثلة في التعرف على القتلى. وكانت فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات قد حضرت حفل أريانا غراندي مع والدتها وشقيقتها وطالبة جامعية كانوا من بين القتلى.
و بينما عززت السلطات دفاعات البلاد , استطاع المحققون ان يعرفوا قدر ما يستطيعون عن عابدي,22 عاماً, الذي عاش مع عائلته على بعد بضعة اميال فقط من مكان التفجير, حيث قام بتصنيعها في منزله.
عثر عمال الانقاذ خارج ساحة «مانشستر ارينا» ليلة الاثنين على بطاقة هوية عابدي. هذا الدليل اوصل الشرطة إلى منزله على طريق إلسمور، في منطقة فالوفيلد. وقامت الشرطة بتفجير باب المنزل، للحذر من احتمالية وجود فخاخ متفجرة, بينما يشاهد الجيران المصدومين.
ولد عابدي في عام 1994 في بريطانيا، وفقا لما ذكره مسؤول قانوني تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأن التحقيق ما زال جارياً.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، قائلا في أحد مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية إن «أحد جنود الخلافة استطاع أن يضع عبوة ناسفة داخل تجمع للصليبيين في مدينة مانشستر». وكان واحداً من عدة بيانات، نشرت على شتى حسابات وسائل الاعلام الاجتماعية.
وقال جار لعائلة عابدي في منطقة فالوفيلد، جنوب غرب مركز مدينة مانشستر، إن العائلة «لم تكن تتكلم مع أي شخص». وأضافت الجارة لينا أحمد: «كانوا أشخاصاً لطيفين لو رجعنا للماضي». وقالت إن العائلة تعرض أحيانا علماً ليبياً خارج المنزل.
وقالت جارة أخرى، فارزانا كوسور، إن الأم، التي تدرس القرآن، كانت خارج البلاد لمدة شهرين تقريباً. وقال أحد شيوخ المركز الإسلامي في مانشستر إن والد عابد وشقيقه إسماعيل كانا يحضران للمسجد، لكن الشيخ فوزي حفار لم يعرف ما إذا كان عابدي يصلي هناك.
وقال أحد كبار أعضاء الجالية المسلمة في مانشستر ومسؤول قانوني طلب عدم الكشف عن هويته إن عابدي منع من المسجد في عام 2015 للتعبير عن دعمه لتنظيم داعش، و اصبح في ذلك الوقت موضع اهتمام للاجهزة الاستخباراتية.
وفى ارتفاع مستوى التهديد ذكرت السيدة ماي المعلومات التى تم جمعها اليوم الثلاثاء في التحقيق في تفجير
مانشستر وقالت ان المركز المشترك لتحليل الارهاب, هو الهيئة المسؤولة عن تحديد المستوى, و سيستمر بمراجعة الموقف.
وقالت ماي: «إن التغيير في مستوى التهديد يعني أنه ستكون هناك موارد إضافية ودعم متاح للشرطة في أثناء عملها لإبقائنا جميعاً في مأمن.
وقالت «لا اريد ان يشعر المواطنون بالقلق بشكل غير مبرر». «لقد واجهنا تهديداً إرهابياً خطيرًا في بلادنا لسنوات عديدة، والاستجابة العملية التي أشرت إليها هي استجابة متناسبة ومعقولة للتهديد الذي نواجهه».
وهذه هى المرة الثالثة التى ترفع فيها بريطانيا مستوى التهديد الى درجة حرجة.
حيث كانت المرة الاولى فى 10 اب 2006 بعد ان احبطت الحكومة مؤامرة لتفجير طائرات بقنابل سائلة, و الثانية كانت في 30 حزيران 2007, بعد ان اقتحم رجلان مدخل مطار كلاسكو بسيارة رباعية الدفع.
وعقب اعلان رئيسة الوزراء, قال مساعد المفوض مارك رولي رئيس الشرطة الوطنية لمكافحة الارهاب فى بيان «اننا نعزز مواردنا لزيادة وجود الشرطة فى المواقع الرئيسة مثل اماكن النقل والاماكن المزدحمة الاخرى ونحن نراجع الأحداث الرئيسة خلال الأسابيع المقبلة «.
و اضاف رولي «لقد طلبت الحصول على دعم من الجيش الى جانب الشرطة»
وكجزء من تحقيقهم في تفجير مانشستر، ألقت الشرطة القبض على رجل يبلغ من العمر 23 عاماً خارج أحد المتاجر الكبرى بالقرب من منزل سلمان عابدي، ولكن لم يتضح على الفور ما إذا كان هذا الرجل مرتبطاً بطريقة ما بالهجوم.
يذكر ان الهجوم الارهابى هو الاسوأ فى تاريخ مانشستر، وهى مدينة يبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة، والاسوأ فى بريطانيا منذ 7 تموز عام 2005 عندما لقي 52 شخصاً مصرعهم, في اربع هجمات منسقة على نظام النقل في لندن.
ولم يتضح بعد مدى تأثير الهجوم على الانتخابات. وقد اقترح بعض الخبراء السياسيين أنه سيساعد السيدة ماي، التي كانت في دورها السابق كوزيرة داخلية، مسؤولة عن الأمن الداخلي في بريطانيا، وتعد عموماً قائداً قاسياً. ولكن هناك أسئلة صعبة تسأل بالفعل عن الثغرات الأمنية التي قد تحرض على الاعتداء، وما كان يمكن القيام به لمنعه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة