قمتُ بالدور نفسه في أيسر المدينة
نينوى ـ خدر خلات:
وقع قناص داعشي بيد الاجهزة الامنية عقب تحرير الاحياء الغربية لمدينة الموصل، وادلى باعترافات مثيرة عن دوره في قنص المدنيين الهاربين من مناطق نفوذ التنظيم المتطرف في جانبي مدينة الموصل.
مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى تحدث الى “الصباح الجديد” وقال ان “معلومات استخبارية وردت للاجهزة الامنية عن وجود داعشي خطير باحد مخيمات النزوح باطراف ناحية حمام العليل (30 كلم جنوب الموصل)، وخلال تدقيق هذه المعلومة ومتابعتها وردت معلومات أخرى من مصادر محلية تشير الى ان هذا الداعشي المشتبه به كان ضمن مفارز القنص”.
واضاف “تم اكمال الاجراءات الروتينية، وارسال مفرزة الى المخيم والقبض على المشتبه به، وعند مواجهته بالمعلومات حاول ان ينفيها جملة وتفصيلا، لكن بعد تقديم بعض الدلائل انهار واعترف بجرائمه ضد اهالي الموصل من المدنيين تحديداً”.
ولفت المصدر الى ان “القناص الداعشي من سكنة احدى القرى غربي مدينة الموصل ويبلغ 28 عاماً، تحصيله الدراسي بسيط وهو لم يكمل الدراسة الابتدائية، وعمل راعياً للاغنام قبل ان ينضم للتنظيم المتطرف نهاية عام 2015 بتوجيه من رجل دين (ملا الجامع) في قريته النائية، والاخير مطلوب للاجهزة الامنية”.
وتابع “القناص الداعشي شارك بعدة معارك في محافظة نينوى، في قواطع سنجار وحمام العليل، وبعد هرب الدواعش من ناحية حمام العليل تم تنسيبه لاحدى مفارز القنص في ايسر مدينة الموصل قرب قاطع كوكجلي، وشارك بالمعارك قبل انهيار خطوط الصد في كوكجلي وتم تمركزهم داخل الاحياء السكنية في قلب الايسر”.
ونقل المتحدث عن القناص الداعشي قوله “مع انهيار خطوط الصد واحداً بعد الآخر في الاسابيع الاولى لمعركة ايسر الموصل، وهرب المدنيون الذين كنا نحرص على ابقائهم ببيوتهم كي نمنع او نخفف القصف الجوي على مواقعنا، وردتنا اوامر بقنص المدنيين الهاربين سواء كانوا رجالا او نساء وحتى اطفال”.
ومضي بالقول “بالنسبة لي لم يكن هنالك مجال لمخالفة الاوامر، واستهدفت عدداً من المدنيين في احياء متفرقة مثل النور والزهور، وقتلت عدداً منهم، وبعد بضعة اسابيع من القتال الذي ظهر ان مقاومتنا هي عبثية لا نفع منها تم نقل مفرزتنا للجانب الايمن، وتمركزنا في الاحياء الغربية من مدينة الموصل، حيث كنا نتوقع بدء الهجوم من هناك، لكن الهجوم انطلق من الجانب الشرقي الجنوبي”.
ويقول المصدر الامني ان “المشتبه الداعشي ادى الدور نفسه في قنص المدنيين في الاحياء الغربية بمناطق مشيرفة، الصناعة القديمة، حي التنك (النهروان) و رجم الحديد، قبل ان يفكر بالهرب والاندساس مع النازحين من المدنيين الهاربين”.
وبخصوص عدد الذين ارداهم القناص الداعشي قتلى من المدنيين الهاربين، افاد المصدر بالقول “انه لا يعرف العدد تحديداً لانه يقول كنت استهدفهم وبعضهم كان يصاب وبعضهم يختبئ ولا اعرف عددهم لكنهم ليسوا باقل من 20 مدنياً بضمنهم نساء واطفال، استهدفتهم في جانبي المدينة، فضلا عن استهداف الجنود الذين كانوا يدخلون منطقة القتل بالنسبة لي”.
ومضى بالقول انه “حسب اعترافاته، فان ضمن كل مفرزة قناص للدواعش في الاحياء التي شهدت معارك، كان هنالك قناص او قناصان اثنان واجباتهما هي استهداف المدنيين الهاربين ومنعهم من الهرب والوصول للقوات الامنية”.
وقتل واصيب العشرات من المدنيين من اهالي الموصل في جانبي المدينة في اثناء محاولاتهم للهرب من مناطقهم باتجاه القوات الامنية برصاص قناصين دواعش خلال معارك قادمون يا نينوى.
ودائماً كانت مفارز تابعة لتنظيم داعش تهدد المدنيين بالقتل او الاعدام في حال سعيهم للهرب باتجاه القوات الامنية، وكانوا يقولون ان “من يهرب من ارض الخلافة الى ارض الكفر هو مرتد ودمه مستباح”.