أزمة نفسية

الضغوطات النفسية أبرز ما تتعرض له المرأة على يد زوجها وهو أحد أساليب التعنيف الاسري وقد تعاني ثمان من عشر نساء من هذه الضغوطات التي تبرز من خلال القيود غير المبررة التي تفرض عليها من قبل زوجها فيمنعها من الخروج او الذهاب الى بيت ذويها أو حتى من الاختلاط مع من يسكنون معه في المنزل نفسه بدافع الغيرة او الشك والأخيرة الأكثر نسبة. وهنا تبدأ قابلية المرأة النفسية بالانهيار شيئاً فشيئاً لحين ان تفقد القدرة على التحمل مما يتسبب لها بأمراض عضوية ونفسية وبما ان الجهل هو سيد الموقف فأن اغلب الأهالي يلجؤون الى العرافين والعرافات لمعرفة ما حل ببناتهم اللواتي ذبلن بين ليلة وضحاها من دون الرجوع الى الأسباب الحقيقية والدوافع التي أدت الى الانهيار النفسي والجسدي، والتدهور الصحي بنحو عام.
لستُ ضليعة بعلم النفس، ولكن هناك قاعدة أساسية في جميع مفاصل الحياة وليست فقط تنطبق على الجانب النفسي، وهي لكل فعل ردة فعل، وهنا ردة الفعل النفسية لأي ضغط او كبت يؤدي الى ردة فعل لا يحمد عقابها تبدأ من الانهيار العصبي وتنتهي بالعديد من الامراض العضوية وفي مقدمتها السكر والضغط.
وهنا يأتي دور الزوج آو مصدر الضغط النفسي والشك وعدم التعامل بما يتناسب مع طبيعة تكوين المرأة بنحو خاص، اذ وصفها الرسول الأعظم محمد « صلى الله عليه وعلى إله «، بالقارورة وأي شيء أرق من القارورة الا ان البعض يتعامل معها وكأنها جبل من حديد وليست « انسانة « لها مشاعر واحاسيس ممكن لأي معاملة سيئة ان تنهيها او تسبب بتصرفات عكسية ممكن ان تنهي هذا الارتباط.
المعالجات مفقودة لمثل هذه الحالات في مجتمع ما زالت نظرته قاصرة على الخرافة من دون سواها، اذ يلجأ كل من تتعرض ابنته أو زوجته
لوعكة نفسية الى درب الدجل والخرافة مستعين بأشخاص يستغلون وضعهم وظروفهم التي يمرون بها، لاسيما مجال الشعوذة تحول الى مرتع ومهنة لمن لا مهنة له في ظل انتشار الجهل والخرافة وغياب الرادع القانوني الذي يمنع التلاعب بحياة المواطن من خلال نشر الخزعبلات والخرافة على حساب صحة وسلامة المواطن النفسية والجسدية.
هذا واخذت ظاهرة الشعوذة تنتشر على صفحات التواصل الاجتماعي « الفيس بوك «من دون أي رادع ديني او أخلاقي ولا قانوني، بل اتسعت وأصبح لها جماهيرها ومن شتى الاعمار ومن جميع الفئات، إضافة الى انتشار لافتات واعلانات لبعض الدجالين والترويج لهم عن طريق وسائل الاعلام. وهنا يكون الضحية الانسان البسيط الذي تسيطر على أفكاره هذه الخزعبلات وما يروج لها.
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة