نصيف الناصري
بَعْدَ عَوْدَتنا الى البَيت أكْمَلْنا الشَراب بنفس الاسلوب الذي اخْتَلَفْنا
عَلَيْه في البار. لَم نَتَحَدَّث عَن المَنْهَج الاقتصادي لأنَّنا بصراحة لا
نَمْتَلك خزانة، والثَرْوَة يُمْكن تَبادلها مَع الآخرين. حَياتنا اعْتيادية
وَلَم نَرْتَكب الأفْعال الشائنة. يَقولُ الطَبيب انَّهُ سَيَسْمَح لَنا بالعَوْدة
الى الريف، واشْتَرَط عَلَيْنا أن لا نمارس الجنس وأن َنَتحاشى لَدْغَة
الأفْعى. الجنس نَهاية متعادلة للعب مَع الطَبيعَة. لَو كُنَّا اسْتَجَبْنا
لنَصيْحَة هذا الأْحْمق السمين،
لَبَدَت لَنا حَقيْقَة المَرض صَعْبة الفهم.
قالَت لي بَعْد أن رَأت خراف الهلال
تَثْغو في أصص الزهور الموضوعة
على النافذة، أنَّ أُمّها احْتَفَلَت بأوَّل «ظهور
للطَمث» عنْدها. «كان عُمْري 14 أو 15 سَنة
وَكُنْتُ أدْهَنُ أخْشاب تابوت أبي» قالت لي.
اسْتَرخى كُلّ مِنّا وَلَم نُحاولُ الاتصال بمدراء
المَصارف. بالنسْبَة لي فأنا أضْجرُ مِن طريقتهم
في اثارة الفتْنَة بَيْني وَبَيْن الذين يُشدِّدون على
تَجنّب العَيْش في اللاوعي.