طارق حرب
ان الزيارات والمزارات الخاصة ببغداد والبغداديين في بداية القرن العشرين واستمرت الى عقود وان وهنت وضعفت او اندثرت في نهاية ذلك القرن هذه الظاهرة الاجتماعية البغدادية التي كانت تشكل رسمًا واصلا ليس للبغدادي تجاوزه ذلك ان البغداديين قسموا ايام الاسبوع من السبت الى الجمعة بين المراقد سواء أكانت دينية اوجرت مجرى الشكل الديني وهم لم يحددوا يوماً لزيارة المراقد خارجّ بغداد كزيارة سلمان وذلك ناتج عن انعدام او قلة وسائط النقل او بسبب الجانب المالي ,لذا فان زيارة سلمان باك بدأت نهاية الاربعينيات حيث كثرت وسائط النقل لذلك حددوا موسماً لزيارته هو الربيع شهري نيسان وايار وقد كان تقسيم الايام على ان يكون اليوم الاول من الاسبوع وهو يوم السبت لزيارة الامام موسى الكاظم ويوم الاحد يكون لزيارة القبر المنسوب الى مريم بنت عمران جنوب الكرخ في محلة كرادة مريم التي تعد المنطقة الخضراء جزءاً منها واليوم الثالث يوم الاثنين تكون لزيارة مرقد الشيخ عمر السهروردي الموجود في رصافة بغداد محلة الشيخ عمر ويوم الثلاثاء لزيارة الشيخ عبد القادر الكيلاني في محلة باب الشيخ ويوم الاربعاء يكون لزيارة مرقد رابعة بنت الشيخ جميل في الاعظمية وزيارة الشيخ جنيد البغدادي الصوفي الموجود قبره في مقبرة باب حرب اي مقبرة الكرخ القديمة ويوم الخميس يكون لزيارة السيد ادريس في الكرادة الشرقية يوم الاسبوع الاخير اي يوم الجمعة يكون لزيارة الامام ابي حنيفة في الاعظمية .
وكانت هذه الزيارات تسمى بالكسلات ومفردها كسلة وهي من الكسل أي عدم العمل والانصراف الى تأدية هذا الطقس بدلًا من عمل البيت وهدف هذه الزيارات الترفيه والاستمتاع والبهجة والفرح واخذ الراحة وتناول الاكل الذي تعده العائلة البغدادية خصيصًا لهذه المناسبة وتصطحبه معها الى المرقد او المقام او المزار حيث تتناوله العائلة في هذه الامكنة ويتم تخصيص هذه الايام عادة بعد العيدين الفطر والاضحى وغالباً ما تكون هذه الزيارات عندما يتحسن جو بغداد وخاصة في فصل الربيع شهري اذار ونيسان اذ يستغل اهل بغداد المناخ الطيب الذي يشجع على ممارسة هذا التقليد للخروج من البيوت الصغيرة المتداخلة والمملوءة بالناس للخروج للتنزه والتفسح .
كان اسبوع الزيارات يمثل ايامًا جميلة لأهل بغداد خاصة ان هذه الزيارات يصاحبها قراء المقام وفرق المربعات البغدادية ذلك النوع من الاداء الذي برع فيه سكان شارع الكفاح من محلة باب الشيخ الى محلة الفضل ومزار مريم منسوب الى احدى النساء البغداديات الصالحات في العهد العثماني تم دفنها في المنطقة التي سميت باسمها والسيد ادريس ينتهي نسبه الى الامام الحسن حيث تم القبض عليه زمن الخليفة العباسي المقتدر واودع السجن عام ٢٥٩ هجري لكن استطاع انصاره تخليصه وجاء الى منطقة الكرادة الشرقية حيث اصبح امام الجماعة فيها وحاول العباسيون اعتقاله فرفض اهالي الكرادة فحصلت معركة حيث قتل السيد ادريس وولديه سعيد وابراهيم عام٣٠٠ هجري اما رابعة بنت جميل فهي عابدة ناسكة من اهل التصوف والورع والتقوى قبرها في الاعظمية .وكان يوجد قرب قبرها بئر ماء ويقال ان المريض اذا سبح بمائه سيشفى من المرض اما الشيخ جنيد فهو ابو القاسم الجنيد البغدادي القواريري الخزار شيخ المتصوفة وامامهم توفي عام٢٢٠ هجري.
البغداديون يقسمون أيام الأسبوع بين المزارات
التعليقات مغلقة