هكذا يثأرُ رباعي البارالمبية

كم سمعنا انجلاء الظلام بعد شدته.. وبسبب يأسنا بتنا نحسبه عبث الكلام.. لكن ما شهدناه اثبت انه عين الحق واصدقُ الكلام.. فمن بين صراخ الاطفال والنساء وطرقاتٍ ملأتها رائحة الموتِ وعاثوا بها المتأسلمين الفساد.. وبعد سنين الرعب وما شهدته الحدباء من تشويه الذوات.
لمع نجمان اعتليا السماء وبرغم انوف الاوغاد اشرقا بعز ورفعا راية البلاد ثأراً وفخراً.. لتنتكس تلك الخرقةُ السوداء في وحلٍ لطخ قلوب اصحابها قبل الأجساد.. من تلك الارض التي فك قيود اسوارها جُندنا النشامى مُحررين ابنائها من بيوتٍ غدت للبعض منفى وللبعضِ مقبرة.
اولائك الغيارى بفضل سواعدهم عاد الينا فارسنا ليعتلي مُهرةٍ رفضت ان يُسرجها غيره.. كما اعادوا بطلنا الثائر الذي لم تُثنيه المحن عن اكمالِ مسيرته..
فبعد ما واجهوه من مر الايام ورعبها.. عادوا لأحضان امهم التي ما سكنَ فؤادها وبقيت ترتقبُ الدرب حتى اكتحلت عيونها بهم.. تلك الام هي ارضُ البارالمبية التي احتضنتهم ومسحت عنهم اوجاعهم ومحت وحشةَ اللحظات لينهضوا من جديدٍ فتُحملهم للنوارس تحلق بهم وتحط في هنغاريا.. اول محطةٍ لهم بعد عودةٍ نحمدُ الله انها كانت ميمونة.
ها هم دخلوا بإصرار الغضنفر منافسات ابطال العالم وبكلِ ما أوتوا من قوةٍ ليُرهبوا خصومهم ويخطفو الثمين صارخين بأعلى صوتهم نحن هم ابناء العراق.. نعم ابناءٌ ابو إلا ان يثوروا ويثأروا لأمٍ لفها الخريف ومحا معالم ربيعيها..
دموعُ فارس تنهمر شوقاً لأيام عزه.. والماً.. بكى لناسهِ الذين التهمهم الجوع ورصاص الغدر.. بكى لفراق مدربه ومعلمه الاول انترانيك دگريس الذي اخذه القدر منه وحُرم من توديعه كما حُرم من توديع الكثير مِمَن فارقوه من دون وداع.
بكى لمراقد وأضرحة لم تشفع لهم مكانتهم فاجتاحهم طوفان الخراب كباقي المُقدسات .. بكى لتراثٍ فكري سُلب وضح النهار وأعدموا حرفه وأحرقوا جدرانه.. ينشدُ باسمِ موطنه ويبكيه وجعاً وأسفاً..
ذهبية فارس سعدون وفضية ثائر العلي.. خيرُ دليل على بسالةِ ابطال البارالمبية مَن اثبتوا أن ارضنا صلبة لا تُمزقها المحن.. وبقدر ما أُريق من دماءٍ ستبقى رايته بفضلهم ترفرفُ بكلِ البقاع.. كيف لا وهم ابطالُ الارادة مُتحدي الاعاقة..؟.
فيا أبناء بارالمبيتي.. اهتفوا وانشدوا باسمِ موطني.. لتُحييكم عنادلَ النخيل وأمواج دجلتي.
وكما طوقتكم اوسمةُ الذهبِ والفضة شوقاً..سيصنعُ لكم الفرات من دُرهِ طوقاً.. لتُزينكم به يدُ بغداد فخراً.
سلمى الجميلي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة