كتابة ـ وداد ابراهيم:
لعل الصحافة هي المحرك الاول لقضية الحفاظ على المشاهد والنصب الفنية والتي نفذت من قبل رواد الحركة ألتشكيلية منها ما نفذ في الستينات من القرن الماضي او بعده ولعل من ابرز ما ركزت عليه الصحافة العراقية قضية ترميم نصب الحرية والذي يرتبط بواحد من رموز الحركة التشكيلية العراقية واحد روادها هذا المنجز الكبير للفنان العراقي الراحل جواد سليم والذي اطلق عليه الناقد عادل كامل (ملحمة شعب وذاكرة حضارة)، انجزه في مدينة فلورنسا بإيطاليا عام 1960 وكان معه في العمل حشد من كبار الفنانين منهم محمد غني حكمت وصادق ربيع وعدد من الفنانين الايطاليين. وفي أحد الصور التي تظهر مراحل انجاز هذا النصب الكبير يقول الفنان صادق ربيع اهداني الفنان جواد سليم صور كتب عليها للأخ أبو رسمية ذكرى الايام الحلوة وموقعة في يوم 25/3/1960 وكان هذا العمل محط فخر للفنان جواد سليم لأنه نفذ بأياد عراقية من قبل الفنانين محمد غني حكمت وميران السعدي واسماعيل فتاح الترك وصادق ربيع.
المعلم جواد سليم(1921-1961) والذي عمل بمنهج ان الفنان يبقى يتعلم بتواضع وكد وصبر وحتى النهاية من اكثر الشخصيات الريادية توغلا في عمق المفاهيم الفنية والفلسفية وان عبقريته وحساسيته ورهافته توخى بناء النص في تكامله، عمله الخالد نصب الحرية وكل اعماله تروي صمتها لان صمت الاشكال يتسلل الينا، ونصب الحرية مفتوح امام الرؤية باستمرار تصافحه عيون العراقيين يوميا لتتواصل معه وفق جذور فنية وتاريخية رافدينية تنبه اليها الفنان وكرسها في عمله الفخم فن الشعب والذي يمثل رمزا لمدينة مكتظة بصفحات الامنة والتاريخ اراد الفنان ان يضعها في هذا الامتداد الافقي مرة واحدة والذي يقترب من الاسطورة(الناقد والكاتب عادل كامل). وكانت الصحف العراقية قد نشرت وعلى صفحاتها الفنية اهمية خضوع المشاهد الفنية للصيانة والتأهيل كونها ارثا حضاريا وكنزا فنيا ووطنيا كبيرا، ونشرت جريدة العالم في الصفحة الأخيرة من العدد 1715 الصادر 25/4/2017 موضوعا بعنوان «نصب الحرية. يعاني من مخاطر التلوث والاهمال.
مستطلعا بعض الآراء منها: النائبة في البرلمان العراقي شروق العبايجي، التي أكدت إن وزارة الثقافة هي الجهة المسؤولة عن سلامته النصب في بغداد وان لجنة الإعلام والثقافة البرلمانية ستتحرك للاستعجال في أعمال نصب الحرية.
لكن لا اعرف متى تتحرك لجنة الاعلام والثقافة على وفق حديث النائبة العبايجي، وقد عززت الصحيفة الموضوع بحديث للمهندس المعماري محمد الموسى والذي أكد على ان النصب يغسل بخراطيم المياه بطريقة غير علمية من قبل سيارات الاطفاء وهذا ما يوثر على العمل الفني تقنيا.
ورداً على الموضوع المنشور في الصحيفة، يؤكد مدير دائرة المصاهر الفنية التابعة لدائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة النحات والفنان طه وهيب «شكلنا لجنة للعمل بالتعاون مع أمانة بغداد لغرض تقديم المقترحات والآراء وإجراء الفحوصات فيما يتعلق بالنصب، وتوصلنا في حينها إلى حل وهو استقدام شركة ايطالية متخصصة بالاتفاق مع اليونسكو بان يختار شركة متخصصة لها باع طويل في عملية الترميم والصيانة، وتم الاتصال بأمانة بغداد في حينها، ولكن الأمر توقف في أدراج أمانة بغداد منذ أكثر من سنتين وتحديدا قسم العقود.
وأضاف وهيب، «إن اللجنة التي شكلت في حينها ضمت مهندسين استشاريين من المركز الوطني للاستشارات الهندسية وممثل عن أمانة بغداد وأنا ممثلاً عن وزارة الثقافة ووضعنا الحلول في حينها مع إجراء الفحوصات المطلوبة ولكن أمانة بغداد لم تنفذ برغم إنها الجهة المسؤولة عن ترميم وصيانة الإعمال الفنية في مدينة بغداد، لان ملكيتها عائدة لها».
وأكد وهيب، «إننا مستمرون في تقديم الرأي والمشورة برغم إن الجهات المسؤولة لم تنفذ لأسباب غير معروفة، كاشفا عن إن الأعمال البرونزية التي تتصدر واجهة الصرح الفني (نصب الحرية) غير متضررة، وان عملية صيانتها سهلة وبسيطة جداً، ولكن الأضرار المشخصة هي في الجدار الذي يشكو من تصدعات وتشققات تم تشخيصها في حينها.
الا ان امانة بغداد عرضت الموضوع على كلية الهندسة في جامعة النهرين لإعداد دراسة استشارية متخصصة لإعادة تأهيل نصب الحرية للمباشرة في اعمال الصيانة والتأهيل على ان تكون وزارة الثقافة جهة تقوم بالإشراف على اعمال التأهيل حسب الدراسة الاستشارية. وكانت وزارة الثقافة قد اجابت في كتابها الرسمي سبق وان تم اعداد دراسة بين ممثل وزارتنا وممثلي امانة بغداد والمركز القومي للاستشارات الهندسية وذكر في محضر الاجتماع ان الاعمال الفنية غير متضررة لكن الاضرار البالغة والخطرة في الجدار الاساسي المغلف بالمرمر ويستوجب الاستعانة بمنظمة اليونسكو.