بغداد ـ حذام يوسف:
برعاية السفارة الألمانية، ومنظمات مدنية تعنى بالفن التشكيلي، أقيم معرض تركيب التشكيلي للفنون الحديثة، هذا العام في بناية ببغداد على شارع ابو نواس، لتكون البيئة بطلة المعرض.
شارك في معرض 2017 مجموعة من الشباب الحالم بوطن لا تحدّه اسوار، ستة عشر فناناً تشكيليًا شاباً، قدموا أعمالا فنية تركيبية، تضمنت مواضيع متفرقة، لكنها جميعا تهتم بحكاية وطن، ومواطن، حكاية ألم، ومعاناة تحيط بالبشر والشجر، يمكن أن نسميه وثيقة بارزة، تكتب للتاريخ محنة وطن، يتميز هذا النوع من المعارض بإستعمال خامات من البيئة، وإضافتها للعمل الفني، ليكون أكثر قربًا وواقعية للمتلقي، وينتمي للفن التشكيلي الحديث المعاصر، هذا العام كانت العروض على حدائق أبو نواس لتكون المساحة اكبر للتشكيليين ويتحررون من سجن المكان، فيرسمون أعمالهم ولوحاتهم من الطبيعة، الفنان التشكيلي قادر فاضل من المشاركين في معرض هذا العام يقول عن مشاركته:” الأعمال المقدمة لهذا العام جاءت بواقع أهم، وأوسع لأنها تعبر عن واقعنا بكل همومه ونزعاته، وبرغم المزيد من الألم، إلا أننا نحاول ومن خلال هذا المعرض، إضافة شيء من الأمل، لهذا ستجدون الأعمال برغم ما تحتويه من وجع، وشيء من السوداوية، معبّرةً وناطقةً باسم الواقع العراقي، إلا أنها تحمل هذه اللمحة من الأمل التي يمنحها الفنان للمتلقي، تعبيراً عن وجوب استمرار الحياة”.
المعرض كان فرصة للشباب ليثبتوا وجودهم، وليعلنوا عن انفسهم كطاقات شابة، تبني من اجل الوطن، ولو باللون، فكانوا بحق طاقات رائعة قادرة على المشاركة بمعارض عالمية، وليتميز اكثر، كان الافتتاح مؤثرا أكثر، وأجمل مع المايسترو كريم وصفي، الذي تحدث عن هذا العمل بإنبهار، وهو يؤكد ان الكون في تركيبات شتى جزء منه فضاءات، وجزء منه مادة بأبعادها المتشعبة، وبالتالي فان ما يؤسس لهذا الكون هو المادة:” انا اعد تركيب تجربة ناجحة وهي تجربة عالمية، باتجاه خلق هذه الاكوان، ضمن الكون الكبير، لإيماني الشديد، اننا بنحو مباشر جزءاً من منظومة كونية منتظمة الدقة، وعالية الدقة، وجزء من منظومة فكرية، وبهذه الفعالية وبمساعدة شبابنا الرائعين لدعم الثقافة، باتجاه طريق واضح وصحيح، حتى لو كان هذا الطريق وعرا، فهناك كون يتابع معه..”.
تخللت الفعالية عروض فنية لفرقة ثلاثية فن من أجل السلام، يتبعه عرض لفرقة ثلاثية (فن من اجل السلام)، من بين العروض، كان هناك عرض فني رائع بعنوان ( ضفائر)، يتحدث عن أزمة السبايا الايزيديات والمسيحيات، ضحايا الابادة العرقية، يرافقه تسجيل صوت لأنين امرأة يتداخل مع العرض، ومع غرفة مظلمة تنتقل مع أجواء الحدث بطريقة تشعرك بالقرب منه، الفنان الشاب مصطفى الصميدعي من بين الفنانين المشاركين في هذه العروض، يتحدث عن مشاركته ويقول:” أن عملي في هذا المعرض، لوحة اضفت لها من مواد الطبيعة، وهي تعبّر عن الواقع العراقي بنظرة مختلفة، وهذا هو معرض تركيب كما عودنا أن نعالج أحد الموضوعات المهمّة في الوطن وتوظيفها بالنحو الصحيح، الذي يحاكي المتلقي، ويعبر عن الفنان”.
أخيراً نقول ان هذه العروض هي رسالة واضحة لكل من يدعي ان العراق وبغداد ساكنة، هؤلاء الشباب يؤكدون ان الحركة الفنية في العراق لن تتوقف، ودائماً هناك ضوء يقودك الى الابداع، برغم الالم والوجع الذي جسده الفنانون في أعمالهم.