مركز ميترو يطالب بتبيان مصير صحفي اعتقلته الأجهزة الأمنية في أربيل

ارتفاع مستوى التضييق والاعتداءات على حرية الصحافة والرأي في الإقليم
السليمانية ـ عباس كاريزي:

بمناسبة الذكرى السابعة لاغتيال الصحفي زردشت عثمان على خلفية آرائه السياسية في اربيل، طالب مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين باطلاق سراح الصحفي ابراهيم عباس الذي اعتقلته الاجهزة الامنية بتوجيه من قيادات عليا اول امس، على خلفية توجيهه انتقادات شديدة الى سياسيين ورموز حزبية في الاقليم.
ففي اربيل وبمشاركة نشطاء مجتمع مدني وجمع من الصحفيين والاعلاميين وبرلمانيين، اقيمت مراسم الذكرى السابعة لاغتيال الصحفي الشاب سردشت عثمان، الذي كان طالباً في جامعة صلاح الدين، وتم اختطافه من امام جامعته في 5- 5 -2010 في اربيل وتم قتله ورمي جثته في الموصل بسبب مقال كتبه بعنوان انا اعشق بنت الرئيس.
وقالت عائلة شهيد القلم سردشت عثمان بهذه المناسبة بانهم ينتظرون بفارغ الصبر ان يتم ايجاد ومحاكمة قتلة ابنهم في محكمة مستقلة عادلة، واضافت ان هذه السلطة غير آبهة بمصير ابنائها، لذا فان اغتيال الصحفيين لم يتوقف واستمر ليشمل أخرين.
وكان آخر ما نشره سردشت قبل اغتياله « في الأيام القليلة الماضية قيل لي انه لم يبق لي في الحياة إلا القليل، و كما قالوا أن فرصة تنفسي الهواء أصبحت معدومة، لكنني لا ابالي بالموت أو التعذيب، سأنتظر حتفي وموعد اللقاء الأخير مع قتلتي، وأدعو أن يعطوني موتا تراجيديا يليق بحياتي التراجيدية، أقول هذا حتى تعلموا كم يعاني شباب هذه البلاد وان الموت هو ابسط اختياراتهم، حتى تعلموا أن الذي يخيفنا هو الاستمرار في الحياة وليس الموت، وهمي الأكبر هو إخوتي الصغار وليس نفسي. ما يقلقني في هذه التهديدات هو آن هناك الكثير الذي لابد أن يقال قبل أن نرحل، مأساة هذه السلطة هي أنها لا تبالي بموت أبنائها.
من جهته وفي معرض تناوله لاوضاع الصحفيين وحرية العمل الصحفي طالب مركز ميترو السلطات بتبيان وضع الصحفي ابراهيم عباس واطلاق سراحه باسرع وقت ممكن.
وكانت قوات الاسايش في اربيل قد القت القبض على الصحفي ابراهيم عباس الليلة الماضية، من دون توجيه اية تهم او توضيح الاسباب من وراء اعتقاله، حيث قالت القوة ان اوامر الاعتقال قد صدرت اليها من جهات عليا.
وقالت زوجة الصحفي المعتقل ان زوجها الصحفي ابراهيم عباس تلقى عدة رسائل تهديد عبر هاتفه على خلفية آرائه ومواقفه من الوضع الراهن في الاقليم .
يذكر ان الصحفي ابراهيم عباس كان يعمل في اعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني في السابق، وبدأ بنشر اراءه ومقالاته بعد ان ترك العمل في صفوف الديمقراطي، حول الوضع في الاقليم في الصحف والمواقع الالكترونية، وهو ماأثار حفيظة الحزب الديمقراطي، الذي يهيمن على مفاصل ومؤسسات الحكم في الاقليم.
رئيس مركز مترو للدفاع عن حقوق الصحفيين رحمن غريب وفي حين طالب في تصريح للصباح الجديد، السلطات باطلاق سراح الصحفي ابراهيم عباس، اكد ان مركزه سجل في احصاء اكثر من 90 خرقاً وحالات عنف مورست من قبل السلطات ضد الصحفيين في اقليم كردستان خلال الاشهر الاربعة الماضية.
واضاف غريب ان واقع العمل الصحفي والحريات تتعرض لانتهاكات كبيرة وبرغم توجيه العديد من المناشدات والمطالبات الا ان السلطات تتنصل دائما من مسؤوليتها ولاتعير اهتمامًا بالقوانين التي صدرت من برلمان الاقليم لضمان حرية العمل الصحفي وحق الحصول على المعلومة.
واكد ان هناك تراجعاً خطيراً لحرية الصحافة والتعبير وان اعمال العنف تصاعدت بنحو كبير ضد الصحفيين في الاقليم، معرباً عن استغرابه من اعتقال وسجن الصحفيين من دون اسباب واضحة او اوامر قضائية، فقط لنشر رأي او مقال، وناشد غريب المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان بالدفاع عن حريات الصحفية وتدارك المنحدر الذي يمر به الواقع الصحفي، ورفع التجاوزات التي يتعرض لها الصحفيون في كردستان.
وكان مركز ميترو تقريره الفصلي لواقع الحريات والعمل الصحفي للاربعة اشهر الاولى من العام الحالي، بين خلاله حصول 90 خرقاً وتجاوزاً على الصحفيين.
واضاف التقرير ان العداء ما زال هو القاسم المشترك لتعامل السلطات في الاقليم مع حرية الصحافة، التي يتم محاصرتها يوماً بعد يوم آخر، فما زالت الاعتداءات على الصحفيين واهانتهم وتحطيم ادوات عملهم وعدم تزويدهم بالمعلومات الضرورية، بل وفي كثير من الاحيان منعهم من تغطية بعض الفعاليات سواء كانت رسمية او عامة، وكل ذلك يتم خارج اطار القانون والقضاء، وتابع التقرير» بل تعدى الامر الى قيام المسوؤلين الحكوميين والحزبيين واصحاب الشركات الخاصة، من اجل الضغط على الصحفيين، بتقديم دعاوى قضائية ضد الصحفيين ومطالبتهم بمبالغ مالية خيالية بحجة التشهير، وهذا بحد ذاته يشكل عاملا مؤثرًا يحد من حرية الصحافة والصحفيين، كما ان افلات الجناة من العقاب ما زال هو السائد في الاقليم».
ان كل ذلك ادى الى ان تكون تقارير المنظمات الدولية المختصة بحرية الصحافة وحقوق الانسان، تصنف اقليم كردستان من ضمن الدول المنتهكة لهذه الحقوق، ان الاعتداء على حقوق الصحفيين هي احد الصفات الملازمة للانظمة غير الديمقراطية.
وقد سجل مركز ميترو خلال الاشهر الاربعة التي مضت من عام 2017، أي منذ بداية العام الحالي وحتى 3 أيار الجاري، 90 أنتهاكاً لحرية الصحافة وحقوق الصحفيين، شملت 71 صحفياً، من الذين سجلوا تلك الانتهاكات في مركز ميترو، وتضمنت تلك الانتهاكات ( استشهاد صحفيين وجرحى أخر و 16 حالة اعتداء وضرب وثمان حالات عرقلة واعتراض و36 حالة مصادرة ادوات وتكسير مواد عمل الصحفيين وخمس حالات اعتقال من دون اوامر قضائية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة