الفيضانات التي أصابت بغداد في العهد العباسي

طارق حرب
ان الفيضانات التي اصابت بغداد في العصر العباسي وحصلت في تاريخ تأسيس بغداد عام 145هـ وحتى سقوط بغداد بيد المغول بقيادة هولاكو خان عام 658 هـ وإذا كانت بغداد قد تعرضت للغرق مرات عديدة بفيضان نهر دجلة او نهر الفرات فاننا سنذكر اهمها، اذ يذكر التاريخ ان اول فيضان في بغداد حصل عام 186 هـ أي بعد اربعين سنة من تأسيسها وحصل زمن الخليفة هارون الرشيد حيث حصلت زيادة في نهر دجلة زيادة كبيرة وهددت الجانب الشرقي من بغداد أي جانب الرصافة وبعد عام واحد فقط أي في عام 187 هدد نهر دجلة بغداد بالغرق مرة أخرى.
آما في عام 220 هـ زادت مياه نهر دجلة في شهر نيسان الامر الذي ترتب عليه ان يؤجل الخليفة المعتصم تحويل العاصمة من بغداد الى سامراء لمدة سنة أي حتى عام 221هـ حيث ترك المعتصم بغداد وسكن مدينة سامراء وفي عام 246هـ استمر هطول الامطار الغزيرة لمدة عشرين يوماً وبنحو متواصل حتى امتلأت المدينة بكرخها ورصافها بالمياه زمن الخليفة المتوكل وفي عام 270هـ في زمن الخليفة المعتمد زاد نهر الفرات زيادة ادت الى غرق اكثر من 7000 دار في كرخ بغداد وامتلا نهر عيسى الذي يأتي بالمياه من الفرات الى بغداد بنحو لم يسبق له نظير فاغرق الكثير من الاسواق والمحلات والدور في كرخ بغداد وتلفت البضائع التجارية الامر الذي ادى الى غلاء الاسعار بنحو كبير .
وفي عام 310 هـ فاض نهر دجلة وسبب تكسرات في السداد التي تحمي بغداد من الغرق وادى هذا الفيضان الى غرق جميع المزارع المحيطة ببغداد وكثير من القرى بنحو لم يسبق له مثيل وعام 314هـ ارتفعت مناسيب نهر دجلة وغرقت اجزاء من بغداد وحدثت اضرار جسيمة زمن الخليفة المقتدر وفي عام 316 هـ فاض نهر دجلة مرة اخرى بشكل ادى الى تدمير جميع الجسور التي تربط جانبي بغداد وغرق الكثير من عمال هذه الجسور وفي عام 327 هـ زمن الخليفة الراضي هطلت امطار غزيرة استمرت من غروب الشمس حتى صباح اليوم التالي فسقط عدد كبير من دور بغداد وفي عام 330 زاد نهر الفرات زيادة كبيرة وانكسر السد الغربي الذي يحمي كرخ بغداد في موضعين فدخلت المياه الى الكرخ بما فيها مدينة بغداد التي بناها المنصور والكائنة في قلب كرخ بغداد وتذكر المصادر التاريخية ان ارتفاع المياه في منطقة الكرخ بلغ عشرين ذراعاً في زمن الخليفة المستكفي غرقت المدينة المدورة في كرخ بغداد وهي البنايات التي تولى الخليفة المنصور بناءها في بداية تأسيس بغداد وانهدمت طاقات باب الكوفة وحصل قحط شديد وغلاء في الاسعار خاصة بعد دخول احمد بن بويب الى مدينة بغداد حيث هرب الكثير من الناس وكانت نساء بغداد يخرجن الى الشوارع على أن يجدن شيئاً ياكلنه وهن يصحن باعلى اصواتهن الجوع الجوع ويتساقطن في الشوارع لا بل تروي المصادر التاريخية ان اهل بغداد اكلوا الشوك وترتب عليه امراض واوبئة حتى ان الدار الكبيرة في بغداد تباع بعدد من ارغفة الخبز كثمن للدار .
اما في زمن الخليفة المطيع فهطلت امطار كثيرة وهرب اهل بغداد وسقطت البيوت على ساكنيها وتفشت الامراض وبلغ ارتفاع المياه احدى وعشرين ذراعاً وفي زمن الخليفة المتقي عام 356هـ غرقت مدينة الكاظمية بسبب اهمال السدود المحيطة بها فتدفقت مياه دجلة على مدينة الكاظمية وحدثت اضرار كثيرة وفي زمن الخليفة الطائع عام 367 هـ زادت مياه نهر دجلة وغرقت دور كثيرة في رصافة بغداد وعدد من المحال في الكرخ وغرقت مقابر باب التبن وهي جزء من مقابر قريش في الكاظمية ورافق ذلك ارتفاع مياه نهر ديالى جنوب بغداد ارتفاعاً هائلا.
وفي عام 370 هـ فاضت قناة (الصرات) وهي على شكل نهر ينقل الماء الى داخل بغداد وينتهي عند نهر دجلة واشرف اهل الكرخ على الغرق وتهدمت جميع القناطر على هذه القناة وفي عام 378هـ هطلت امطار غزيرة فامتلات الانهار والابار وفي عام 392 زادت مياه نهر الفرات زيادة كبيرة وتدفقت المياه من السدود الى كرخ بغداد فاغرقها وفي عام 540هـ زمن الخليفة القادر فاضت مياه دجلة فغرقت اكثر الدور الشاطئية ودخلت الى ابواب كثيرة من ابواب بغداد وتلاه فيضان دجلة عام 401 هـ لغرق بعض محلات الكرخ والرصافة وفي عام 454هـ زمن الخليفة القائد زادت مياه نهر دجلة وغرقت الرصافة باجمعها وزادت المياه في نهر ديالى جنوب بغداد واغرقت الجزء الجنوبي من بغداد ومنطقة ديالى باجمعها وفي عام 461هـ دخلت المياه جامع الامام ابي حنيفة في الاعظمية واغرقت الجامع والمقبرة وفي عام 464 غرقت الرصافة وبعض الكرخ .
وفي 501و502 هـ فاضت دجلة واغرقت الدور والمحال المجاورة لدار الخلافة حتى غلت الاسعار فاكل الناس الحشيش واوراق التوت وعام 554 هـ ترتب على زيادة دجلة اغراق البراري وافسد الماء سور بغداد ودب الماء تحت الارض فوقعت الابنية وتهدمت وتأثر المشهد الكاظمية بهذه المياه وعام 568 هـ اشرفت بغداد على الغرق ودخلت المياه مقبرة الكرخ والمدرسة النظامية وعام 569 زادت مياه دجلة فهرب اهل بغداد وانهدمت الدور والاسواق وانهدم سور المشهد الكاظمي وفي عام 614 هـ نبع الماء من البلاليع والابار في الرصافة بسبب زيادة مياه نهر دجلة وغرق مشهد ابي حنيفة وعام 615 هـ غرقت بغداد باجمعها كرخها ورصافها وفي عام 625 هـ غرقت دور كثيرة وتهدمت الاسواق والمحال وعام 642هـ ترتب على زيادة المياه اضرار كبيرة في الارواح والممتلكان .
وفي عام 646هـ غرقت المدرسة النظامية والدور المجاورة لها وحدثت اضرار في الكاظمية وظهر وباء بسبب هذا الفيضان مات بسببه خلق كثير وعام 651هـ كانت مياه نهر دجلة في الدروب بين المساكن وعام 654 اي قبل سقوط بغداد بيد المغول باربع سنوات كان غرق بغداد شنيعاً حتى انه طال الكثير من الدور والاسواق والجوامع وغرقت بعض دور الكاظمية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة