في أكثر من مناسبة، إزدحمت صفحات التواصل الاجتماعي، بالنقد والكتابة عن المسابقات الفنية والثقافية، سلباً وايجاباً، الا ان الملاحظات السلبية كانت هي الطاغية على أغلب الطروحات، وما بين مؤيد ومعارض، تبقى المسابقات تلك فرصة لتسليط الضوء على المشاركين بنحو عام، وعلى الفائز بنحو خاص، وهي كذلك، فكثير من الاسماء المشاركة في جميع هذه المسابقات، لم يتعرف عليها الجمهور العربي الا بعد المشاركة في مثل هذه الفعاليات والمسابقات، ومع ان مجال الغناء في السنوات الاخيرة الماضية، وبفضل التكنولوجيا، يفترض ان ينتشر أكثر من أي مجال، لكن الواقع يؤكد ان العشرات من المغنين والمغنيات لم يتعرف عليهم الجمهور الا بعد المشاركة في المسابقات الخاصة بعينة محددة من البرامج الفنية.
وبنظرة عامة على تفاصيل الجوائز العربية، سابقاً والان، نجد انها تعتمد على محاور محددة، ومتواضعة، لاتحيد عنها لاسباب لايعلمها الا العاملين عليها والمقربين منهم، النقطة الاولى وربما هي الاهم في التقييم، العلاقات الشخصية، ومدى تفاعل او تقرب المشارك من المعنيين بالمسابقة، النقطة الثانية والتي استجدت في السنوات العشر الاخيرة، هي الاعتماد على التوجه السياسي للمشارك وطبيعة انتماءاته وتأييده لتلك الجهة على حساب جهة أخرى، وفي اسفل القائمة تأتي قيمة المشاركة أو المنجز، على أن يكون مغازلا للجنة المشرفة، او الجهة الراعية لتلك المسابقة، أو لابد له أن يكون بالصورة في كل محفل ومناسبة ليكون (قريب من العين)، وعند قرب أي مناسبة يكون هو الاقرب للترشيح !.
والحقيقة التي أراها واضحة وربما لايتفق معي الكثير، ان هذه المسابقات مهمة ولها أثر في تحريك الراكد على الساحة الثقافية بنحو عام، وسواء كانت النتيجة فوز او خسارة، في عرف الجهة المشرفة، الا انني ارى ان المشاركة وحدها هي خطوة ايجابية للمشارك في التعريف به ولو بنحو سريع، وهي فرصة لمتابعته بعد تسليط الضوء عليه، وعليه أدعو الجهات الحكومية في العراق ثقافية، سياسية، فنية، أن تتبنى مثل هذه الفعاليات، وتدعمها بميزانية تليق بها وبالمشاركين، وتدعمها اعلامياً ايضاً، خدمة للعراق ولابنائه، وحتى لايضطروا الى اللجوء لمسابقات عربية، تعتمد في تقييمها على قضايا بعيدة عن موضوع المسابقة، وبها غبن لبعض المشاركين.
حذام يوسف طاهر
المسابقات الثقافية والفنية.. دعم أم استغلال ؟
التعليقات مغلقة