مواطنون موصليون: وجود الجنود بالشوارع يشعرنا بالأمن والاطمئنان

القوات العراقية تستعيد ثقة الأهالي بها
نينوى ـ خدر خلات:

“خابت مساعي تنظيم داعش الارهابي وسقطت اغلب تنظيراته الاجرامية، وخاصة تلك المتعلقة بالعلاقة بين سكان مدينة الموصل والقوات العراقية التي حررتها بعد تضحيات جسام، حيث كان داعش يزعم ان اعمال وحشية ستقع كالذبح والخطف والاغتصاب وغيرها من الافعال المتعششة بافكار عناصره المجرمين، علماً انه هو من ارتكب هذه الجرائم” هذا ما قاله المواطن الموصلي عمار عبد الواحد، الذي يعمل بفرن لصنع المعجنات والصمون في حي الزهور بالجانب الايسر من الموصل.
واضاف في حديثه الى “الصباح الجديد” ان “اغلب الموصليين باتوا يلتمسون الفرق الواضح بين فترة داعش المظلمة وبين المدة القصيرة التي نعيشها بعد التحرير، الامن والامان متوفرة، حرية التنقل والاكل والملبس، لا احد يحاسبك على اللحية او الايزار او النقاب، واهم شيء الموبايلات والانترنت وبامكاننا ان نتابع القنوات الفضائية بعدما حرمنا داعش منها”.
عمار يؤكد انه “برغم ان الخدمات العامة ليست بالمستوى المطلوب، لكن وجود الجنود في الشوارع يمنحنا شعور افضل بالامن والاستقرار والاطمئنان، وان الفجوة التي كانت بين المواطن والمنتسب الامني قبل سقوط الموصل باتت تتقلص بنحو كبير، والفضل يعود للتعامل الراقي من قبل الجنود من المواطنين في الشارع والاماكن العامة”.
اما زياد طارق الحيالي، طالب جامعي، يعمل في ناحية برطلة (المكان المؤقت لبعض كليات جامعة الموصل) فيرى ان “الامن الذي نشعر به في الموصل هو نعمة كبيرة افتقدناها لسنتين ونصف السنة، والفضل لتضحيات ابطال القوات الامنية بشتى صنوفها، لم نعد ننظر للجندي العراقي على انه انسان غريب على اهل المدينة، بل هو منقذ لنا من اشرس تنظيم واصعب فترة مرت بها مدينتنا”.
ومضى بالقول “يمكننا ان نرى جنوداً ينظمون السير، يوجهون اصحاب البسطيات، وغير ذلك من الامور وهم لا يحملون السلاح، وهذا دليل على ان الثقة بين الطرفين، الجنود والمواطنين، هي ثقة عالية وتتقوى يوماً بعد يوم آخر”.
وقلل الحيالي من “وقوع اعمال فردية احيانا، من قبل جندي هنا او هناك، بسبب الضغط الكبير على الجنود وبسبب الزحام ومخالفات بعض سواق السيارات وخاصة سيارات الاجرة، لكنها بالمجمل لا تمثل شيئاً امام التعاون والكلمات التي نسمعها من الجنود مثل (يلا اغاتي) (حبيبي استعجل اشوية) (تاج راسنا انتو) وغير ذلك من اللكنة الجنوبية المحببة”.
من جانبه، قال الناشط الحقوقي والمدني لقمان عمر الطائي لـ “الصباح الجديد” ان “ما يحصل من تعامل يمكن وصفه بالراقي من قبل القوات الامنية، اسهم بنحو متعمد او غيره، باسقاط الكثير من طروحات عناصر تنظيم داعش الارهابي الذي راهن على الاختلاف المذهبي بين اغلب القوات المحررة وبين اهل الموصل”.
واضاف “الجنود العراقيون بالموصل باتوا يحظون بثقة غالية من الاهالي، بدليل ان الكثيرين من اهالي الموصل يبلغون القوات الامنية على الدواعش سواء كانوا من جيرانهم او من سكنة مناطقهم نفسها ، وهذا يعني ان المواطن بات يعي دوره جيدًا كما بات يعلم اين تكمن مصلحته ومصلحة اهله ومدينته، واعتقد ان الغالبية المطلقة من اهل الموصل يراهنون على ان وجود القوات الامنية كفيل بمستقبل زاهر للموصل واهلها”.
ونوه الطائي الى ان “ما ينقص المشهد هو اعادة الخدمات الرئيسة، والاسراع باطلاق الرواتب لبقية الشرائح من الموظفين بعد الانتهاء من التدقيق الامني، لان هذا سيدفع بعجلة الحياة الاقتصادية للامام، وبالتالي سينشغل الناس بارزاقهم واعمالهم، وسيتوقف البعض منهم على التذمر والشكوى من عدم وجود سيولة مالية لديهم الامر الذي يعوق اعالة عائلاتهم بطريقة كريمة”.
مبيناً ان “توفر جميع البضائع الغذائية والكمالية، وتوفير اغلب انواع الادوية والعلاجات في المحال والصيدليات، ووجود القوات الامنية التي تحرس وتراقب وتنظم السير بات امرًا من الماضي القريب، ونحن نتطلع الى بناء مدينتنا مجدداً، لان العلاقة بين المواطن والجندي العراقي في افضل حالاتها حاليا”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة