الموسيقى غذاء للروح ،ومرآة تعكس رقي الشعوب وحضارتها وهي علاج للنفس ، ترهف الاحاسيس تبعث فيها جوا من السعادة ، تسهم في تطوير ثقافة المجتمع لتكون دعامة من دعائمه المدنية وحينما يتضاءل دورها تضمحل الحضارة ، وتضمر القلوب ، وتتصحر النفوس.
تلعب الموسيقى دورا اساسيا في حياة الفرد ، هي فنّ راق يهذب الوجدان متجذر ومتطور ومواكب للحياة في كل مراحلها ،بألحانها وإيقاعاتها تسهم في تبادل التآخي الثقافي الحضاري توثق اسس الصداقة والتقارب بين الناس ، لها لغة خاصة قادرة على اختراق تجاويف الذات، نستطيع بواسطتها أن نبوح ونعبر عن الاحساس ، تضفي جوا ايجابيا مليئا بالسعادة واحيانا يكون لها تأثير سلبي من خلال النغمات التي يتم استعمالها ، من هنا نجد بأن الموسيقى فن وعلم ولغة متجانسة .
الجمال الإلهي في الطبيعة يجسد دور الموسيقى في كل مكان من تغاريد الطيور ، وحفيف الشجر وخرير المياه لتشكل سمفونيّة تطرب لها الآذان ، تطورت مع الايام وتحولت الى آلات موسيقية بدأت «بالناي» ،وتلازمت بالشعر وتجسدت بالغناء الذي يتناغم مع صوت يريح النفس وتطرب له الآذان.
الفن العربي الأصيل باستطاعته ان يقتحم الخلود ، اما الفن الزائف يزدهر ثم يتلاشى مع الوقت ، لذلك الموسيقى الصادقة تضفي جمالا في عصرنا الحاضر وفي كل العصور، يدفعنا لحماية هذا التراث الغنائي باحيائه من خلال مكتبات موسيقية تحافظ على تاريخ فني للطرب الاصيل والارث الراقي لمطربين عمالقة ، نخص بالذكر «مكتبة الموسيقى العربية « ، التي تحتوي على مجموعة كبيرة من الاسطوانات النادرة لمطربين عمالقة منذ عصر النهضة ، هدفها احياء الطرب العربي الاصيل وتكريم الفنانين ،غناها يتمثل بالقطع الفنية الاثرية النادرة الموجودة بأرجائها ،هي ارث ثقافي من واجب الدولة المحافظة عليها .
الموسيقى هي من اقدر الفنون التي تخدم الانسان ،لسهولة فهمها بين جميع الشعوب وعلى اختلاف الثقافات ، من خلالها نستطيع التعبيرعن احساسنا وسعادتنا، لكننا نجد بأن هناك شّعوبا يُحرّم عليها الموسيقى ويصنفوها نوعا»من الفُجور والضّلال، والتّفلت والانحلال، نتيجة التزمّت والتعصب الذي اعمى قلوبهم وآذانهم ليشوهوا كل جميل في الحياة.
*كاتبة لبنانية
ايمان عبد الملك