بعد استهداف سنجار ومناطق عديدة في الإقليم
السليمانية ـ عباس كاريزي:
في بيان وصف بالهزيل الذي لا يتلاءم مع حجم الاعتداءات والخسائر البشرية والمادية التي خلفها، حملت وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان حزب العمال الكردستاني مسؤولية القصف التركي لقضاء سنجار والقرى التابعة له الذي ادى الى مقتل واصابة العشرات من قوات البيشمركة وتدمير عدد من الثكنات العسكرية ومقار لقوات حماية سنجار وأخرى لقوات البيشمركة.
وفي حين نددت خمس كتل كبيرة تمثل الاحزاب الخمسة الرئيسة في برلمان كردستان بالقصف التركي، عبرت شخصيات ومحللون سياسيون عن استغرابها من محاولة الحزب الديمقراطي تبرير القصف التركي ومحاولة تحميل حزب العمال الكردستاني مسؤولية الاعتداءات والتجاوزات التركية على اراضي الاقليم، وتجنبه إثارة حفيظة الجانب التركي واكتفائه بالاشارة الى شهداء القصف من عناصر البيشمركة بفاقدي الارواح ولم يعطهم صفة شهداء، كما ندد بتواجد وحدات قتالية تابعة لحزب العمال الكردستاني وطالبها بالانسحاب من سنجار.
وكانت 26 طائرة حربية تابعة لسلاح الجو التركي قد قصفت في الساعة 2،30 من صباح امس الثلاثاء مناطق ديرك وشنكال والقرى التابعة لها، ما ادى وفقاً لمصادر مطلعة الى مقتل 15 عنصرًا من قوات الزيرفاني التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني واصابة 7 من قوات حماية الشعب ووحدات حماية سنجار التابعة لحزب العمال الكردستاني، التي تتخذ من جبل سنجار مقراً لها.
وفي اطار ردود الفعل المنددة بالقصف التركي ندد رئيس برلمان كردستان يوسف محمد في بيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه بشدة الاعتداء التركي على قرى وجبل سنجار، مطالباً المجتمع الدولي بابداء موقف واضح ووضع حد لتلك الاعتداءات المتكررة.
في غضون ذلك طالبت خمس كتل اساسية في برلمان كردستان الاحزاب والقوى السياسية بابداء موقف جدي واضح، من التجاوزات التركية المتكررة ،، وقالت كتل ( الاتحاد الوطني، التغيير، الاتحاد الاسلامي، الجماعة الاسلامية، الحركة الاسلامية) «اننا نحمل الحكومة التركية مسؤولية الجريمة التي ارتكبتها في سنجار ونطالب منظمة الامم المتحدة والمجتمع الدولي منع الجيش التركي من تكرار هذه الجرائم لانها تتعارض مع الاعراف والقوانين الدولية.
وكان بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية قد اعلن شن سلاح الجو التركي غارات فجر الثلاثاء على مواقع لمنظمة (PKK) التي وصفها بالمنظمة الإرهابية والمنظمات التابعة لها، في جبل سنجار شمالي العراق، وجبل «قره جوغ شمال شرقي سوريا.
وأضاف البيان أن الغارات تأتي في إطار حقوق تركيا التي يكفلها القانون الدولي، مشيراً إلى أنها نجحت في إصابة جميع الأهداف التي تم تحديدها مسبقاً.
وزارة البيشمركة ردت في بيان خجول اصدرته على القصف التركي قالت فيه ان القصف غير مقبول، وفي حين اكدت سقوط خمسة من عناصر البيشمركة جراء القصف، حملت حزب العمال الكردستاني مسؤولية المشكلات والتوترات التي تشهدها المنطقة.
الوزارة طالبت العمال الكردستاني بسحب قواته من جبل سنجار والمناطق المحيطة به، وأن لا يصبح بعد الآن سبباً لانعدام الاستقرار وتعميق المشكلات في المنطقة، وذلك حسب البيان.
من جانبه دعا الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري صالح مسلم، الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، الى التدخل لايقاف الغارات الجوية التركية على وحدات حماية الشعب، وهي الجناح العسكري للحزب، مشيراً إلى أن الهجوم كان «متوقعاً».
بدوره وصف مجلس سوريا الديمقراطية الاعتداء التركي على جبل قرجوغ ومنطقة شنكال ب“العدوان السافر”، وهو دليل على مشروع تركي يهدف لإفشال حملة الرقة ومد الدواعش بالأوكسجين.
الى ذلك اكد الكاتب والمحلل السياسي طالب زنكنة في تصريح للصباح الجديد ان تركيا تحاول اجتياح شمالي العراق وستفعل ذلك قبل الانتهاء من معارك تحرير الموصل، واضاف زنكنة ان الحزب الديمقراطي الكردستاني متفق مع اجندة الحكومة التركية ومخططها وان تبني وطرح مسألة الاستفتاء في الوقت الراهن تهدف الى الهاء الرأي العام عن المخطط التركي الذي يرمي الى استعادة ولاية الموصل من العراق.
واضاف زنكنة ان الحكومة التركية تحاول من خلال هجماتها هذه تصدير الأزمة العسكرية والسياسية والثقافية والاقتصادية الداخلية وفشل حزب العدالة والتنمية الحاكم داخليًا إلى خارج تركيا، لذا تشن الهجمات على كردستان العراق وسوريا لتحافظ على سلطتها الدكتاتورية. تزامناً مع قصف العدوان التركي لجبال سنجار وقرجوغ وقرى مدينة ديرك في كردستان سوريا كثف الجيش التركي تحركاته وتعزيزاته العسكرية على طول حدود ناحية شيه في مقاطعة عفرين، وعلى طول الحدود مع نواحي بلبلة، شيه وجندريسه، إضافة لإنشاء معبر عسكري سري، وصنع جسور إسمنتية لسهولة التوغل بين الأراضي الوعرة إلى المناطق التي احتلها. كما زود النقاط الحدودية بالعديد من الآليات العسكرية الجديدة وزاد من عدد دورياته على الحدود، إضافة إلى إطلاق الرصاص على القرى الحدودية المحاذية لمقاطعة عفرين.