أمل الرعب ..!

عامر القيسي

هناك مدن للرعب وافكار للرعب وافلام للرعب، ونبتكر نحن املا للرعب.. فمع تضاؤل الآمال بالانقاذ من حاضر مضمخ بالدماء ومستقبل مجهول العواقب والاتجاهات ، يبقى بصيص للامل يطل علينا من نافذة ضيقة وسط اغلاق شبه تام للابواب ..

انه أمل الرعب ..

الرعب من القادم من الايام.. وهو رعب مبني على معطيات واقعية، بل بتوقعات وتحذيرات سياسيي النخبةبما فيهم رئيس الوزراء نوري المالكي الذي حذّر مرات عديدة من تصاعد العنف والارهاب ،وان البلاد ذاهبة للمجهول ، وهو ما أكده معارضوه في اكثر من مرّة ايضا عندما حذّروا وما زالوا يحذرون من حروب اهلية قادمة لاقرار لها ولا مخرج..

والجو الشعبي العام متشائم الى حدود قصوى وليس بامكان اي مواطن ان يجيبك على سؤال واضح وبسيط وصريح ..

ماذا يحصل في البلاد والى اين نتجه؟

واستميح عذرا احد الاصدقاء على موقع التواصل الاجتماعي ان استعير تعليقا له على حال البلاد بالقول من يعرف أسم هذا البلد؟ بلد رئيسه غائب وعليل..ورئيس حكومته منشغل بمعارك الولاية الثالثة وسط وضع أمني منهار في عدة مدن.برلمان المحاصصة فيه لا يستطيع للآن من تنصيب رئيس له، وأحزاب غائبة عن الوجود السياسي تاركة الأمر للميليشيات من كل الاطراف وهي من تقرر مصيره. ..”.

الى اي مدى يبتعد الواقع او يتطابق مع هذه الاسئلة أو التوصيفات؟

لدينا غابة من البنادق ومحافظات محكومة من أكثر من جهة حكومية وغير حكومية، من تنظيمات ارهابية وميليشيات، لدينا تدخلات عسكرية رسمية (باعترافات رسمية) من ايران وسوريا الى جانب الحكومة وتدخلات عسكرية الى جانب كل حملة البنادق من الدواعش الى المجالس العسكرية، لدينا حضور اميركي عسكري ، لدينا حدود مفتوحة على مصاريع ابوابها، لدينا غياب شبه تام للسلطة التنفيذية وغياب تام للسلطة التشريعية ، لدينا اكثر من مليون نازح.. لدينا كل ما يقود الى الاستنتاج الى ان البلاد التي اسمها العراق مقبلة على كارثة حقيقية ..

في اعوام 2005-2007 توقف نزيف الدم بسببنا نحن، بسبب ممانعاتنا الشعبية التي تصدّت لامراء الحروب الطائفية، ورفض علي الشعبي ان يقتل عمر الشعبي والعكس صحيح، واليوم نمارس الفعل عندما تستقبل عائلات شيعية اخرى سنيّة لتحميها من القتل والنزوح والعكس صحيح أيضا.. والسؤال الذي يقض مضاجع امل الرعب لدينا هو:

الى متى تستطيع ممانعاتنا الوطنية الشعبية ان تتحمل كل هذا التجييش الطائفي ، وتحافظ على ماتبقى من الوطن والشعب معا؟

الى متى نستطيع نحن، الذين لم نخض بعد في مستنقع الدم هذا، ان نقاوم سياسات طوأفة المجتمع، بل طوأفتنا نحن ، والانطلاق نحو الحرب الاهلية الصريحة ؟

سؤال واسئلة امام المالكي والصدر والحكيم وعلاوي وبارزاني..

سؤال واسئلة امام التحالف الوطني والوطنية والكردستاني ..

ومن بين ركام هذا الواقع واسئلته الاكثر واقعية ، يبرز لنا دائما امل نتعلق به، لكنه أمل الرعب.. ومع ذلك يبقى أملا حتى يدرك قادة هذه البلاد ان التأريخ سيكتب عنهم ذات يوم، اما انقاذهم للبلاد أو تواقيع العار على تقسيم بلد يعيش شعبه على خيالات منقذ اسمه  أمل الرعب” !!

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة