لقد كتب عشرات النقاد والأكاديميين وفي الرسائل الجامعية وبالدوريات المتخصصة وبوسائل التواصل الاجتماعي عن المسرح وأهدافه، ومعالجاته، وطروحاته ،ورؤاه ، ومدارسه الكتابية والإخراجية ،وهموم من يقدم منجزه المسرحي وكل الموضوعات الخاصة بالسينوغرافيا والإدارة المسرحية وكل ماله صلة بالمسرح ،ومن الكتب التي عالجت قضية الجمهور والمسرح .. الكتاب الذي أوجه بالاطلاع والاهتمام والقراءة والفحص لأطروحته كتاب ( الجمهور بين المواجهة والمجابهة تاريخ العلاقة بين الجمهور والمسرح ) «الدكتور حميد صابر» الجزء الأول /الصادر عن دار أفكار العراق البصرة/2017 ب113 صفحة..
أكد «المؤلف» بمقدمته: ص 8 ( ان المسرح وسيلة مهمة لفهم المجتمع الإنساني والعلاقات البشرية السائدة من جهة ،والإسهام بعملية تغيير المجتمع من حيث ان المجتمع لا يزيد في واقع الأمر بكل مظاهره عن كونه حالة تفاعل مستمرة وتحول دائم ). بالطبع للجمهور العراقي حضور كبير للمسرح وهذا ما لمسته من الستينيات ثم السبعينيات صعوداً لمجاورة بيتي لبهو البلدية والذي تقدم به العروض المسرحية وحين دخولي الجامعة لدراسة التاريخ بكلية التربية انتهز كل فرصة لحضور عروض معهد الفنون والأكاديمية ومعظم عروض المسرح الوطني ،وكذلك بمدينة الناصرية وسواها .. لقد قدم الدكتور «حميد صابر « في كتابه الشيق بفصله الأول الجمهور: المعنى والمبنى الجمهور لغة حيث كتب ص 15 عدة تعريفات من المعاجم العربية حول الجمهور :الرمل الكثير المتراكم، معظم القوم، أو جماعة القوم ،جمعها جماهير مع تفريعات منها: وجماهير الناس اشرافهم.
وقسمها إلى 1- الجمهور -2- الحشود-3- الجماعة مع تعريفات لمختلف( المنظرين والنقاد والاكاديميين) استعان بهم بكتابه القيّم لِيعزز الكتاب بآراء تُعد من أعمدة المسرح والنقد المسرحي بالعالم . وتناول بفصله الثاني من ص25-42 موضوعات التوجه نحو الجمهور في المسرح الأوربي قديماً وحديثاً أولاً المسرح وسيلة اتصال ثانياً : طبيعة الجمهور والتوجه إليه في المسرح الأوربي قديماً وحديثاً حيث أكد في ص34 : ((….ومصطلح (التطهير ) لأرسطو مازال موضوع نقاش ،وقد ساعد على فهم هذا المصطلح بإلقاء أضواء على دوافع الفعل ونتائجه ، ونستطيع أن نفهم بموجبها أن التطهير هو بمثابة التنفيس عن المشاعر المكبوتة داخل النفس مما يحقق الضغط الذي يهدد النفس البشرية بالانفجار فالتجربة التراجيدية بهذا المعنى هو نوع من أنواع تصرف المشاعر العدوانية عن طريق المشاركة في تحقيق الأفعال رمزياً مما يعطي إحساساً بالراحة وإشباعاً لها.)
فيما تناول الدكتور حميد بفصله الثالث توجهات بعض المخرجين في المسرح الغربي الحديث نحو الجمهور ، وأفكارهم ،ورؤاهم ،وتنظيراتهم حول الجمهور والمسرح جورج فوخس- ماكس راينهاردت –ارفين بسكاتور – برتولد برشت- فيزفولد مايرهولد-فيرمان غيمية –جان فيلار- انتونان ارتو- جيرزي غروتوفسكي ثم المستقبلية وعلاقتها بالجمهور في المسرح وتجارب مسرحية معتمداً على أهم المصادر بالمسرح العالمي والعربي والعراقي.
صباح محسن كاظم
حميد صابر والمسرح
التعليقات مغلقة