التنظيم يصادر هويات الأهالي المحاصرين
نينوى ـ خدر خلات:
يستعد تنظيم داعش الارهابي لمعركة مهمة في اقصى الاحياء الغربية بايمن مدينة الموصل، وفيما لجأ التنظيم لمصادرة مستمسكات الاهالي المحاصرين، كشف ناجٍ من احد الاحياء الغربية عن معاناة الاهالي واجراءات التنظيم الوحشية ضدهم.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “تنظيم داعش الارهابي يستعد لمعركة قد تكون فاصلة وحاسمة في اقصى الاحياء الغربية بالجانب الايمن من مدينة الموصل”.
واضاف “تم رصد استعدادات مكثفة من قبل العدو من خلال ادامة ساتر الصد الذي يحيط بحيي الرفاعي و 17 تموز، علماً ان التنظيم كان قد قام بتغيير اسم حي 17 تموز الى اسم حي الفتح، لان بداية سيطرته على مدينة الموصل انطلقت منه، وقبل ايام قليلة اعلن التنظيم في خطبة الجمعة الاخيرة تغيير اسم الحي مجدداً الى حي الثبات، وزعم احد خطبائه ان معركة الثبات ستكون فاصلة وان التنظيم سيعود ويفرض سيطرته على بقية ارجاء المدينة مجدداً انطلاقاً من حي الثبات”.
واشار المصدر الى ان “ادامة ساتر الصد، ونقل عشرات الآليات العائدة للاهالي لسد الشوارع الفرعية والرئيسة وعمل فتحات جديدة في جدران البيوت والغرف، مع نشر مكثف للقناصين وزراعة العبوات وغيرها، هي الاجراءات التي ضاعفها التنظيم في مسعى منه لعرقلة تقدم القوات الامنية المشتركة، واغلب هذه الاجراءات باتت مكشوفة ويمكن للقوات الامنية التعامل معها بأقل الخسائر”.
وتابع “كما تم رصد قيام داعش بنشر ما يسمى اشبال الخلافة، وعلى وفق الانصات على اتصالاتهم فهذا آخر فوج من هذه الافواج التي ابيدت بالكامل خلال معارك مدينة الموصل، علماً ان عناصر افواج الخلافة انتشروا بملابس مدنية ويحملون اسلحة رشاشة خفيفة، وتتراوح اعمارهم بين 13 الى 17 سنة، بضمنهم ابناء عائلات داعشية من العرب والاجانب”.
وبحسب المصدر ذاته فان “العدو يقوم بمصادرة هويات ومستمسكات الاهالي في الاحياء التي ما زال يسيطر عليها، في سبيل منعهم من الهرب باتجاه القوات الامنية، ويهدد من يخالف تعليماته بعقوبات شديدة قد تصل الى الاعدام الفوري”.
هارب من ايمن المدينة يكشف معاناة الاهالي وجرائم داعش
كشف مواطن موصلي، بعد ان تمكن من الهرب من منطقة الفاروق، جانباً من معاناة الاهالي واجراءات التنظيم الوحشية، والخسائر الفظيعة في صفوف الاهالي المدنيين، والتي من المرجح ان داعش قام باعدام اغلبهم.
وقال ابو رؤى العبيدي، احد اعضاء مرصد موصليون المختص بمراقبة وتحليل اجراءات التنظيم بالموصل، الى “الصباح الجديد” ان “احد سكنة منطقة الفاروق تمكن من الهرب ليلة امس تحت نيران داعش واستطاع الوصول الى الشرطة الاتحادية والتحول الى الجانب الايسر”.
واضاف “الشخص رفض الافصاح عن اسمه لكنه، قال ان الاعدامات بحق المدنيين مستمرة في المناطق القديمة والجثث تملأ الشوارع والازقة وهي ملقاة على قارعة الطرق، ويمر من جنبها الدواعش بلا أي اهتمام، وهي بالعشرات اطفالا ورجالا ونساءً”.
ونقل العبيدي عن المواطن الهارب قوله ان “داعش يجبر المدنيين على الخروج الى مناطق ابعد، ويعدم من يرفض هو وعائلته من دون أي تردد”.
وتابع “القصف مستمر، وان القتلى يسقطون اما بالاعدام المباشر او بالهاونات، وما تزال جثثهم في الارض مرمية وسترون الاهوال والكوارث عند دخول القوات الامنية للمنطقة”.
مبيناً ان “المدنيين يحاولون الهرب كل يوم نتيجة الظلم والجوع والمرض، وهم يعلمون ان الموت مصيرهم لكن هناك بصيص امل بالنجاة وهو ما يدفعهم للفرار كلما تسنح لهم الفرص بذلك”.