دموع حلم عربي!

المعاناة والتجارب المريرة التي يمر بها الفرد يدفع ثمنها باهظا» من احلامه وآماله وطموحه وشبابه نتيجة احداث لا دخل له فيها سوى وجوده على بقعة من هذه الارض اراده الله ان يكون بقطرها.
كل منا يحلم بالسعادة برغم صعوبة الحصول عليها في بلادنا نتيجة الظروف القاسية وظلم الحروب وصانعيها ، وجع الفقراء والبائسين ، ومواجهة واقع أغرب من الخيال ، كأن مجتمعاتنا كتب عليها ان تعيش وسط الظلام ، فأبطالها مقموعون ،وكتابها مهمشون وأصحاب الفكر مهددون لقولهم الحقيقة الٌمُرّة وعدم تقبلهم للباطل ، تاريخنا ملىء بالمآسي حتى احلامنا فقدناها جرّاء ماض ارهقنا وحاضر آلمُنا لنجد بأن مستقبلنا أيضا» ضبابي.
كم هو احساسنا مؤلم عندما نعيش تاريخا طويلا من الاحداث، من الصعب ان يتغير مع مرور الزمن ، حلمنا للسعادة تلاشى لذكرى حروب مريرة من الصعب ان تنتهي ، فبدلا» من ان تصهرنا وتعطينا شخصية مميزة ،البستنا شخصية عبثية متمردة على واقع مؤلم وسط مجتمع مهمش ملىء بالفساد والجهل ، تبعية ، محروم من الحرية يعكس صورة فوضوية، شريرة قاسية ، تبحث عن طريق الخلاص من خلال التأمل في الدوائر الانسانية.
جال بخاطري صورعن الحرب المأساوية حين كنا نختبئ بالملاجىء ليلا» لنعود صباحا» لحياتنا الطبيعية ، نؤمن رغيف الخبز لاولادنا ، نصطحبهم الى المدارس ونتوجه الى اعمالنا ، فيبدأ بعدها القصف مجددا» ،نعود ادراجنا لنلملم فلذات اكبادنا ونعود للملاجىء التي تحمينا من دوي المدافع من جديد ، أذكر حينها كان عملي متواجدا قرب شاطىء البحر الساحر ، ولكن منظره كان غائبا عن عيني طيلة فترة الاحداث لكثرة الضغوط التي ألمت بنا وحرمتنا سحره وجماله . مرت الأحداث لكن معاناتنا ما زالت تحت ضغوط الحرمان كأغلب الدول العربية من ساعات التقنين للكهرباء والمياه وضعف النت ، والركض وراء لقمة العيش كأنه كتب علينا ان نعيش حروف الوجع على صفحات الحياة .
هل نعتب على الوطن غير المؤهل لاحتواء ابنائه والاهتمام بهم ، متناسيا بذلك وجع الفقراء، وظروف المواطن المرهقة لعدم قدرته على التلاؤم مع الواقع الذي يدور حوله مما يشعره بالتيه والضعف والهوان، مكسور ، محروم من حقوقه المدنية ، وقضاياه المهمشة، يعيش مكبّل اليدين ، بطموحات محدودة ، نتساءل عن سبب الاستخفاف بالفرد وعدم شعوره بالامن والعيش باطمئنان وسط واقع مرير ألّم ببلادنا العربية ، مما جعلنا نعيش بغربة النفس والروح ، نتعثر بأرواحنا المفتقدة للحرية ،نفضل الصمت ،نتراجع ونصاب بخيبة الأمل.

*كاتبة لبنانية
ايمان عبد الملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة