بارزاني للأمين العام للأمم المتحدة: سنجري الاستفتاء على استقلال كردستان قريباً

العبادي يطالب القادة الكرد أن لا يحرجوه بطرح مسألة الاستفتاء
السليمانية ـ عباس كاريزي:

بينما ابلغ رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيرس، ان الاقليم سيجري الاستفتاء على استقلال الاقليم في المستقبل القريب، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي ان استقلال إقليم كردستان سيضر بالشعب الكردي، معلناً حرصه على وحدة العراق ورفض طرح تقسيمه الى ثلاثة أجزاء: سني شيعي كردي.
رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني استغل اول زيارة قام بها الامين العام الجديد للامم المتحدة انتونيو غوتيرس الى اربيل ليعلن أن «الاستفتاء على استقلال الاقليم سيجرى في مستقبل قريب «لكي يكون العالم على علم برغبة شعب كردستان وقراره حول مستقبله».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيرس قد وصل الى اربيل مساء الخميس 30 آذار 2017 قادماً من بغداد بزيارة هي الاولى له منذ توليه منصبه، وقالت رئاسة اقليم كردستان، في بيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه أن الأمين العام للأمم المتحدة، شكر خلال الاجتماع بارزاني وشعب كردستان، «لايواء مئات الاف النازحين على الرغم من المشكلات والتحديات، وابدى تقديره لقوات البيشمركة التي صدت اعتداءات الارهابيين بالأسلحة والامكانيات المتواضعة.
وابدى الأمين العام للأمم المتحدة، استعداد المنظمة للتنسيق والتعاون مع الاطراف العراقية واقليم كردستان، «لحل المشكلات وخاصة في مرحلة ما بعد داعش».
من جانبه ثمن بارزاني الدور المحوري لقوات التحالف والأمم المتحدة في مساعدة إقليم كردستان، ووجود تنسيق جيد من النواحي الأمنية والعسكرية بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي التي حققت انتصارات كبيرة.
وحول مستقبل اقليم كردستان، أكد بارزاني أنه «سيتم اجراء الاستفتاء خلال مستقبل قريب، لكي يكون العالم على علم برغبة شعب كردستان وقراره حول مستقبله.
وبينما أكد هيمن هورامي مستشار رئيس الاقليم، إن بارزاني قال صراحة للأمين العام للأمم المتحدة « أننا سنجري الاستفتاء بأقرب وقت ممكن، ويسعدنا أن تكونوا أنتم متفهمين لهذه الرغبة»، عد رئيس الوزراء حيدر العبادي مسألة الاستقلال تطلعاً وتمنياً قال انه يحترمه، وهو حق الإنسان أن يتطلع وأن يتمنى وأن يكون له رغبة بذلك، وأردف «الا ان الأصلح للكرد وجميع العراقيين أن يكونوا معاً»، مضيفاً ان الانفصال في هذه المرحلة وحتى المراحل السابقة تسبب ضرراً حتى للشعب الكردي نفسه.
العبادي تابع في تصريح لقناة روداو القريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن الكرد في محيط لا يقبل ويعارض طرح مسألة الاستفتاء والاستقلال، وأردف «أن الموقف الرسمي لتركيا وإيران وسوريا والمحيط العربي بنحو عام لا يريد هذا الانفصال، اضافة الى اعتراض الولايات المتحدة واوروبا وتمسكهما بوحدة الاراضي العراقية.
وبينما اشار الى وجود ارضية مشتركة لحل الخلافات مع أربيل، عبر جو من الثقة والتفاهم، قال «أنا طلبت من القيادات الكردية ألا تحرج نفسها وتحرجنا في هذا الإطار، فالقيادات الكردية كلها تقول إن الوقت ليس مناسباً للانفصال.
وفي السباق ذاته نفى المتحدث الرسمي باسم حكومة اقليم كردستان سفين دزيي في حديث للصباح الجديد ان يكون اقليم كردستان قد حدد موعداً لأجراء الاستفتاء في الاقليم، مشيراً الى ان ذلك الاجراء يحتاج الى تحضيرات مسبقة واتخاذ قرار سياسي بالتفاهم والتوافق بين جميع القوى والاطراف السياسية.
ونفى دزيي ما نقل عنه في بعض وسائل الاعلام من ان اقليم كردستان سيفاتح تركيا بموضوعة الاستفتاء عقب اجراء الاستفتاء الدستوري منتصف شهر نيسان، وفيما اشار الى ان اجراء الاستفتاء سيكون خلال العام الحالي، وفقاً لموقف رئيس الاقليم ورئيس حكومة الاقليم، الا انه تدارك ان ذلك ينبغي ان تسبقه العديد من الاستعدادات في مقدمتها البدء بحوار مع بغداد، والتحضيرات اللوجسيتة الخاصة بمفوضية الانتخابات في الاقليم.
وفي معرض رده على سؤال للصباح الجديد عن حصول الاقليم على تاييد من اية دولة، قال دزيي ان الكرد لايجب ان ينتظروا ان يمنح لهم الاستقلال على طبق من ذهب من قبل المجتمع الدولي، وتابع ان وضع الكرد موقعهم وتاثيرهم تغير عن السنوات السابقة، اضافة الى التغيير الذي شهدته المعادلات الدولية، مبيناً انه لايتوقع ان يتم رفض الامر من قبل المجتمع الدولي، «الا ان ذلك يجب ان يكون عبر تفاهم وتنسيق مسبق مع بغداد والحكومة العراقية».
واكد دزيي استعداد حكومة الاقليم لارسال وفد الى بغداد لجراء حوار جديد حول جميع المسائل العالقة مع الحكومة الاتحادية، واضاف «انه وبما ان الاقليم ما زال جزءاً من العراق، فضلاً عن وجود كثير من القضايا والتحديات المشتركة تسترعي اجراء حوار بناء «نحن بانتظار تحديد موعد من قبل المركز لزيارة بغداد والبدء بحوار مشترك».
وكانت حركة التغيير قد وصفت تصريحات بارزاني عن اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم خلال العام الحالي، بانها تصب في مصلحة الحملة الانتخابية المبكرة التي دشنها الحزب الديمقراطي الكردستاني.
واضاف عضو مجلس النواب القيادي في حركة التغيير هوشيار عبد الله في حديث سابق للصباح الجديد، ان تلك التصريحات مرتبطة بنحو كامل بالوعود الى قطعها اردوغان لبارزاني ببناء امارة في كردستان تدار من قبل عائلة السيد مسعود بارزاني، مؤكداً ان الحل الوحيد لخدمة مصالح المواطنين في الوقت الراهن هو الذهاب الى حل المشكلات مع بغداد وليس مع انقرة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة