دقيقة مع قناة الميادين

فوجئت بالهجوم اللاذع الذي شنته قناة الميادين اللبنانية على « المعارضة العراقية السابقة» لنظام صدام حسين حيث وجهت حزمة من الاسئلة للاعلامي والنائب السابق حسن العلوي تتعلق برسالة عزت الدوري لايران والمعارضة ومؤتمراتها وعلاقتها الوطنية الداخلية واهم مؤتمراتها فاستثمرت « زعل» ابي اكثم العلوي على الحكومة ورجال السلطة العراقية الحالية وراحت تطعن في النظام الوطني وتسيء اليه في وقت يحتاج النظام والحكومة والعراقيون جميعاً وقفة تضامنية من قبل الاحزاب والصحافة ومنظمات المجتمع المدني والفضائيات ووسائل الاعلام العربية التقدمية!.
مازلت اتذكر «سخرية» المذيع وهو يتلقى غضب الاخ العلوي على اشقائه في المعارضة العراقية السابقة وتزداد سخريته وضحكته التلفزيونية اتساعاً حين يمعن النائب العلوي في التوصيف السلبي للعمائم العراقية التي شاركت في آخر مؤتمر للمعارضة العراقية في لندن عام 2002 حيث سماها « العمائم البديلة» ومازلت احتفظ بكلام لابي اكثم وهو شيخ المؤرخين والكتاب والصحفيين يصف فيه تلك العمائم بما يزيل عنها شبهة «البديلة» الى العمائم الثورية القادرة على تمثيل شعبها والدفاع عن حقوقه المدنية حيث قال لي في سوريا وكنا نحضر كتاب « العراق الاميركي» انه حضر مؤتمر لندن وقد سأله صحفي قبرصي عن هذه العمائم الدينية التي تحضر مؤتمرًا سياسيًا فاجابه العلوي بما يقرب اليه صورة العمامة السياسية منها الى العمامة التي لاتتدخل في السياسة قائلا.. انها عمائم مكاريوس!.
في قناعتي ماكان ينبغي على القناة الامعان في الاساءة لتاريخ المعارضة العراقية التي مثلت الشعب العراقي باديانه ومكوناته واتجاهاته واحزابه الوطنية والاسلامية وقد خاضت صراعا كبيرًا ومهمًا وعنيفاً وشرساً مع اعتى نظام دموي عرفته البشرية في تاريخها وان تحترم رموزها وقياداتها التي قضى نصفها قتيلا بالسيارات المفخخة كالامام محمد باقر الحكيم و الداعية المفكر عزالدين سليم وتقدم ابناءها واتباعها على مصرع التحرير في الجانب الايمن من الموصل في اطار معركة ان نكون او لانكون ضد داعش ناهيك عن عشرات الالاف الذين ذهبوا ضحايا العنف القاعدي والارهاب العربي!.
ماحدث ان الميادين اشادت بعزت الدوري وقدحت بتاريخ المعارضة العراقية التي كان المفكر العلوي جزءا منها ومن حراكها الفكري والسياسي في دمشق حيث كان يقيم في اسبانيا حيث كان يقاتل اجهزة المخابرات العراقية التي طاردته وكادت أن تقطف رأسه وأخيراً في دمشق حيث وضع اهم لوائح الحقوق المدنية للحريات الوطنية من «قتلى في طور الانتظار» مرورا بـ «العراق دولة المنظمة السرية» و»العراق الاميركي» و»عمر والتشيع» واخيرًا وليس آخراً «الجواهري الشاعر والمعجم الشعري» ولن يكون كتاب «احزان الملوك» آخر كتبه.
عمار البغدادي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة