قالت إن حل أزمات ومشكلات الإقليم يكمن بالعودة الى التفاهم مع بغداد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اكدت حركة التغيير ان التصريحات التي ادلى بها رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني عن اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم خلال العام الحالي، تصب في مصلحة الحملة الانتخابية المبكرة التي دشنها الحزب الديمقراطي الكردستاني.
واضاف عضو مجلس النواب القيادي في حركة التغيير هوشيار عبد الله في حديث للصباح الجديد، ان تلك التصريحات تعكس من جانب آخر الفشل الذريع الذي مني به الحزب الديمقراطي، في ادارة الحكومة بعد الوعود الكبيرة التي قطعها للمواطنين خلال الانتخابات السابقة والتي افضت الى لاشيء، وكانت نتائجها عكسية تسببت بقطع ارزاق المواطنين وحرمانهم من الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء ومتطلبات المعيشة الاخرى، ما حدا بالحزب الديمقراطي الى استعمال آخر ورقة لديه وهي دغدغة مشاعر المواطنين بتقديم الوعود الرنانة ببناء الدولة الكردية.
واوضح عبد الله ان تلك الوعود مرتبطة بنحو كامل بالوعود الى قطعها اردوغان لبارزاني ببناء امارة في كردستان تدار من قبل عائلة السيد مسعود بارزاني تكون تابعة لانقرة، مؤكداً ان هذا الحلم حق مشروع لشعب كردستان ولايحق للبارزاني وحزبه ان لا يجهض هذا الحق بهذا النحو.
وبينما دعا النائب عن حركة التغيير الى ان يكون للاقليم الجرأة للاقرار بفشل ادارة الحكم والعمل بنحو جدي لاعادة بناء اسس الدولة الكردية التي دمرها البارزاني وحزبه، اكد ان الحل الوحيد خدمة لمصالح المواطنين هو الذهاب الى حل المشكلات مع بغداد وليس مع انقرة، مبيناً ان بارزاني وحزبه دمر أي اسس واهدر الموارد وانتهك الحريات العامة والخاصة عبر حملات الاعتقالات السياسية لنشطاء ومعارضين لحكمه، مؤكدًا ان كل تلك التصريحات ضحك على الذقون وليس لها صلة على ارض الواقع.
من جانبها اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان الحديث عن اجراء الاستفتاء على مصير الاقليم من دون اعادة تفعيل برلمان كردستان امر غير واقعي
وقال شيروان زرار المتحدث باسم مفوضية انتخابات الاقليم في تصريح لقناة (ان ار تي) «ان مسألة اجراء الانتخابات تقع ضمن صلاحيات رئيس الاقليم، واردف «الا ان المطالبة باجراء الاستفتاء هي من صلاحية برلمان الاقليم وليس رئاسة الاقليم.
بدوره عدّ الامين العام للاتحاد الاسلامي صلاح الدين بهاء الدين الحديث عن الدولة الكردية واستقلال كردستان في الوقت الراهن لاقيمة له وغير مجد من دون ان يسبقه اجراء المصالحة الداخلية وانهاء الخلافات بين القوى الكردية.
واضاف بهاء الدين في كلمة القاها خلال اجتماع لحزبه ان الكلام الدائر الان عن الاستقلال وبناء الدولة الكردية من دون ان تسبقه تهيئة ارضية مناسبة واجراء المصالحة الوطنية لاقيمة له وهو غير مجدٍ ولن يمهد الطريق امام الحصول على الاعتراف المطلوب بتلك الدولة.
وتابع الامين العام للاتحاد الاسلامي ينبغي ان تتفق الاطراف والقوى الكردستانية على ترتيب البيت الكردي واتخاذ الاستعدادات المطلوبة اقليمياً ودولياً لاجراء الاسفتاء على استقلال الاقليم.
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان البارزاني قد اعلن ان الاستفتاء على استقلال الاقليم سيجرى هذا العام، مبدياً استعداد إقليم كردستان لافتتاح قاعدة عسكرية أميركية في الإقليم.
وقال بارزاني في مقابلة مع صحفية فيلادلفيا إنكوايرر الاميركية إن «اجراء الاستفتاء مهم كي يعلم المجتمع الدولي أي خيار سيوافق عليه شعب إقليم كردستان، الاستقلال أم البقاء في إطار العراق الموحد»، مشيراً الى ان أربيل تريد حل مشكلاتها مع بغداد عبر الحوار وأن «تنفصلا عن بعضهما بالتفاهم «، مشيراً إلى أن المباحثات في هذا الجانب لم تأتِ بنتائج مرجوة.
وتابع أن «النتيجة لا تعني أننا سنعلن الاستقلال مباشرةً، لكن الاستفتاء سيظهر رغبة الشعب الى المجتمع الدولي».
ومضى بالقول: «اذا كانت الولايات المتحدة تريد عراقاً موحداً، فإن هذه الدولة لم تعد موجودة على أرض الواقع، واذا ما كانت تريد الاستقرار فعليها أن تتعامل مع قضية كردستان الأساسية».
وحول مناقشة استقلال إقليم كردستان مع تركيا، قال إنه «لم يتم التباحث حول هذا الشأن بنحو رسمي، إلا أننا نعتقد أن المسؤولين الأتراك مستعدون للاستماع الى هذا الأمر».
وفي جانب آخر من المقابلة، تحدث البارزاني عن انشاء قاعدة عسكرية في إقليم كردستان، بالقول: «اذا كانت الولايات المتحدة تحتاج الى قاعدة عسكرية في كردستان، فإن القيادة الكردية ترحب بذلك».