النائبة سروة عبد الواحد: إن الهدف الأساس لنا هو العمل على الحد من التطرّف الفكري

في ندوة تحت عنوان «دور وسائل الإعلام في مكافحة التطرّف»
بغداد ـ حذام يوسف طاهر:

«إن التطرف الفكري، لا يمكن حصره بفئة معينة او منطقة معينة، فمن الملاحظ أن الشريحة الواضحة للعيان من المتطرفين هم المنتمون الى المجموعات الارهابية ؟، ولكن التطرف يتمدد داخل فئات متعددة من المجتمع قد لا تكون ظاهرة للعيان، وبما ان التطرف والارهاب كلمات صعبة ومتشعبة في أقل تقدير يجب أن يكون لدينا نوع من الاتفاق بما نعنيه بالعنف والتطرف، وهل أسبابهما إقتصادية، أم إجتماعية، أم سياسية، أم كلها مجتمعة ؟ «، هذا بعض ما جاء في الكلمة التي ألقتها النائبة سروة عبد الواحد، في الندوة التي أقيمت برعاية لجنة الثقافة النيابية، بالتعاون مع مجموعة شباب بلا تطرف، في قاعة عشتار بفندق بابل، الندوة التي حضرها جمع من الاعلاميين، أدارها الإعلامي ضياء الناصري، مرحبا بالحضور والمشاركين في عنوان الندوة ( دور وسائل الإعلام في مكافحة التطرف )، عبر محاور النقاش والتي كانت حول التطرف الديني، التطرف المذهبي، التطرف القومي، البداية كانت مع كلمة النائبة سروة عبد الواحد والتي شرحت بها الفكرة من إقامة هذه الندوة، وهي التركيز على الشباب لأنهم مستهدفون حسب ما ترى، وبينت « إن هذه الجلسة هي الاولى، التي نبدأ بها سلسلة من الندوات ستتوزع على عدد من المحافظات، لمعرفة ماذا تريد المؤسسات الإعلامية .. «، وتواصل النائبة كلمتها لتؤكد إن الهدف الأساس لنا هو العمل على الحد من التطرف الفكري، والعنف الذي ساد المجتمع العراقي، والواجب أن لا نبقى متفرجين على الوضع المرير في العراق، والمرشح أن يكون أسوأ إذا إستمر الوضع من دون إيجاد السبل والوسائل لإنهائه، « فقد كانت لدينا آمال وطموحات في 2003، ولكن لم يتحقق منها شيء، فالمشكلات متعددة ومرتبطة ببعضها، وكانت المشكلة الأكبر هي مشكلة التطرف الفكري والعنف المرتبط به، فالتطرف الفكري ليس ظاهرة محدودة، بل أصبح فكرا متفشيا لدى أغلب فئات المجتمع، ومقبولا عند الكثير !، إذ تم التعايش معه بنحو طبيعي، حتى إن غير المتطرفين والذين لا يمارسون العنف استسلموا لفكرة التطرف وباتوا يتعايشون معها ، ولذلك نحن نرى أن علينا مسؤولية وطنية وإجتماعية، وإنسانية للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة . « .
وبما إن تأثير الإعلام أصبح قويا ومباشرا على المواطن، إذن لابد من إعادة النظر في مضامين العمل الصحفي والإعلامي، واستبدالها بمضامين تركز على معالجة إنتشار ظاهرة الارهاب والعنف، وتحقيقا لهدف الندوة فقد كانت اغلب المشاركات والآراء التي ادلى بها الاعلاميون، تصب في موضوع التصدي لوسائل الاعلام التي تمارس أدوارا تحريضية مدمرة، تهدف الى التأثير في عقول الشباب وتهديد أمن المجتمعات والشعوب .
كان من بين المشاركين في الندوة الدكتور علي عبد الله من مستشارية الأمن الوطني، الذي تحدث عن استراتيجية وطنية شاملة في العراق، قام بها فريق وطني منتخب لعلاج التطرف، عبر توظيف موارد الدولة لمواجهة التطرف، فالعالم بدأ يدرك خطورة المد الديني المتطرف، الناتج عن اسباب سياسية، مثل سياسات بعض دول الجوار، وهناك ايضا الجانب الديني، عبر خطاب ديني على اسس سياسية، إضافة الى عامل مهم وهو الإنهيار الامني، ومحدودية المناهج التربوية في مواجهة التطرف .
الاعلامي سالم مشكور عن هيئة الاعلام والاتصالات تحدث حول ما تقوم به الهيئة من برامج لمواجهة التطرف، مركزا على تأثير البيئة الاجتماعية في انتاج التطرف، وذكر مثالا عن لبنان ، والفرق مابين ابن الجنوب وابن بعلبك الحاد المتطرف، مؤكدا على ان البيئة الاجتماعية تخلق من الفرد انسانا مسالما او (خشنا)، معرجا بنحو سريع على مشروع بسماية بقوله « المواطن العراقي هناك يختلف بنحو كبير عن المواطن الساكن في المناطق الشعبية، بسبب البيئة النظيفة والهادئة التي تنعكس على سلوك الجماعات .. « .
كما تحدثت ممثلة صحيفة الصباح الجديد الاعلامية حذام يوسف، بكلمة أكدت بها على ان التطرف ليس بسبب الجهل او البيئة الاجتماعية، فهناك الكثير من العراقيين، يعيشون في بيئة خارج المناطق الشعبية ، بل خارج العراق، ويتمتعون بخدمات كثيرة تقدمها لهم الدول الحاضنة لهم، ومع ذلك نجد في طروحاتهم على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي كما هائلا من التطرف والتعصب لجهة من دون جهة أخرى !، مؤكدة ان عدد كبير من المثقفين والأدباء سقطوا في متاهة التطرف، ودعت وسائل الاعلام أن تكون هي البوابة الاولى للقضاء على التطرف من خلال استقلاليتها وعد انجرارها خلف الداعمين لها .
تخللت الندوة مداخلات من قبل الحضور الذي إزدحمت به قاعة عشتار في فندق بابل، منهم الاستاذ عبد الحليم الرهيمي الذي ركز على أهمية ملاحقة منابع التطرف، والحذر من تفسير الخطابات وفق مزاجية المتلقي !، او نقل الخطابات وتهويلها بطريقة تستفز الاخر، كما شاركت الاعلامية رفل مهدي من قناة الحرة عبر تأكيدها على توجه الخطاب الاعلامي مؤخرا نحو الاعتدال، وتخشى اليوم من مرحلة ما بعد التحرير، وكيف سنواجه التطرف في هذه المناطق، لتقترح في ختام حديثها ان تكون هناك حصة تثقيفية في المدارس توجه الطلبة للخطاب الانساني المعتدل مع الاخر .
في ختام الندوة أكد الحضور على أهمية تأسيس برنامج للعمل المشترك بين وسائل الاعلام، لوضع ضوابط وتشريعات، تساعد في تعميق المشتركات داخل المجتمع العراقي، وتجسيدها بنحو عملي، من خلال دعوة الوزارات المعنية كوزارة التربية والتعليم، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، إضافة الى، وزارة الاوقاف، وتلك هي مهمة نبيلة تقع على عاتقنا جميعا، لندعو الى تثبيتها كثقافة عامة .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة