داعش يستعد لتزوير هويات الأبرياء تمهيداً للهرب من أيمن الموصل

التنظيم يعدم العشرات بضمنهم عائلات بأكملها
نينوى ـ خدر خلات:

فيما يستعد تنظيم داعش لتزوير هويات الاهالي تمهيداً للهرب من الجانب الايمن لمدينة الموصل، ارتكبت عناصره مجازر جديدة واعدمت العشرات من الهاربين من جحيمه بضمنهم العائلات كاملة.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “تنظيم داعش الارهابي يستغل حاجة الاهالي المحاصرين في الاحياء الخاضعة لسيطرته في الجانب الايمن من مدينة الموصل، الى الطعام والغذاء ويقوم بتوزيع كميات محدودة من مادة القمح عليهم مقابل شروط”.
واضاف “التنظيم يطلب من الاهالي جلب هوية الاحوال المدنية والجنسية العراقية شريطة ان تكونا اصليتين، ويقوم بنسخ المعلومات بالكامل مثل رقم السجل والصفحة وغيرها من المعلومات التفصيلية الخاصة باصحابها، ويحتفظ بتلك المعلومات والبيانات الشخصية”.
واشار المصدر الى ان “عدداً من الاهالي رفضوا وضع مستمسكاتهم بيد عناصر التنظيم، على وفق روايات وصلتنا من عدد من النازحين الذين تمكنوا من الفرار في وقت لاحق، علماً ان داعش قام بتوزيع مادة القمح مقابل المستمسكات الرسمية في حيي الرفاعي و 17 تموز، وربما سيقوم بالامر نفسه في أحياء أخرى”.
وتابع “التنظيم الارهابي يسعى لاصدار هويات مزورة بمعلومات حقيقية لبعض عناصره وخاصة القيادات منهم، مع تزوير هويات لأفراد عائلاتهم، بهدف الاندساس بين الاهالي والافلات من العقوبات التي تنتظرهم عند وصول القوات الامنية المشتركة الى تلك الاحياء السكنية”.
ونوه المصدر الى ان “العدو لن يتوانى عن سلوك أي طريق بهدف الفرار والخلاص من قبضة القانون، والاعيبه لن تمر على الاجهزة الامنية، وذلك بفضل الابلاغات التي يوصلها الاهالي للاجهزة الامنية، والتي تمثل ركيزة اساسية تساعد في القاء القبض على الدواعش ومناصريهم وتأشير عائلاتهم”.
وتابع “بالرغم من ان قواعد البيانات الاساسية التي هي بحوزة الاجهزة الامنية تضم كماً هائلا من المعلومات عن اسماء الدواعش وجرائمهم وبعضها تضم صورهم ايضاً، لكن هنالك اساليب متوفرة تساعد في كشف من يحمل هوية مزورة مهما كانت درجة اتقان اصدارها”.
ودعا المصدر “الاهالي الباقين في الاحياء غير المحررة بايمن الموصل الى عدم تسليم مستمسكاتهم الشخصية لعناصر داعش، والتمسك بالصبر الى حين تحريرهم من قبل القوات الامنية التي باتت تحرز تقدماً ملموساً في شتى المحاور”.
ويشار الى ان سكان الاحياء البقية تحت سيطرة تنظيم داعش يعانون من اوضاع معاشية صعبة جداً، خاصة في مسألة الشح الخطير بالمواد الغذائية الاساسية وحليب الاطفال وانعدام مياه الشرب وفقدان الادوية المطلوبة، ويرافق ذلك خوف وهلع شديدان بسبب الاشتباكات والقصف الجوي العنيف على مواقع داعش.

داعش يرتكب مجازر جديدة
برغم ان التنظيم المتطرف يلفظ انفاسه الاخيرة في الجانب الايمن من مدينة الموصل، الا انه مصرّ على ارتكاب المزيد من الجرائم البشعة بحق الاهالي.
وبحسب الناشط الحقوقي والمدني “لقمان عمر الطائي” فان التنظيم اقدم على اعدام العشرات من الاهالي في حي 17 تموز، الذين وفدوا من احياء أخرى بهدف العبور باتجاه القوات الامنية الزاحفة من محور بادوش غربي الموصل”.
واضاف في تصريحه الى “الصباح الجديد” ان “روايات عدد من الاهالي الذين نجحوا في العبور تشير الى ان عناصر داعش اعدموا العشرات من الاهالي بضمنهم العائلات باكملها، رمياً بالرصاص مع اطلاق شتائم وتخوين ضد الاهالي الابرياء”.
ونوه الطائي الى ان “هذه الجرائم التي يرتكبها عناصر داعش ضد المدنيين هي الرأس الظاهر من جبل الجليد، حيث هنالك جرائم عديدة لم يتلقفها الاعلام لحد الآن، والتي تفضح وحشية هذا التنظيم”.
ومضى بالقول “كما ان عناصر داعش قاموا باعدام 5 من الشبان المراهقين بعد ان رموهم من فوق احدى البنايات بعد تلفيق اتهامات باللواطة لهم، كما قاموا برجمهم حتى الموت، لان اغلب البنايات في الاحياء الخاضعة لسيطرتهم ليست شاهقة بما يكفي لقتل من يسقط من اعلاها”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة