اضطر للهرب إلى خارج العراق وأعدم التنظيم شقيقه
نينوى ـ الصباح الجديد:
كشف الباحث الايزيدي داود مراد الختاري المختص بتدوين قصص الناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم داعش الارهابي عن شخصية المواطن العراقي الموصلي الذي ساعد نادية مراد في الهرب من قبضة التنظيم المتطرف.
وقال الختاري انه التقى مع المواطن عمر نوفل عبد الجبار المقيم حالياً في المانيا، والذي روى قصة هرب الناجية الايزيدية نادية مراد من قبضة داعش وطرقها لباب دارهم بحي سومر بالجانب الايسر من مدينة الموصل في ليلة مظلمة وايوائها لديهم برغم خطورة هذا الامر في حال معرفة تنظيم داعش الارهابي به.
وكان عبد الجبار قد اصطحب نادية مراد بهوية مزورة وبوصفها زوجته للعبور بها الى كركوك, وقال “عندما وصلنا الى كركوك سألتها، هل لكِ معارف في الأقليم؟ فقالت: لا… لكن من الأفضل ان نذهب الى السليمانية ومن هناك سأتصل بشقيقي (حزني)، فاقترحتُ عليها انه من الافضل ان نتصل بشقيقكِ الآن وليس عند وصولنا الى السليمانية لكننا لم نفلح”.
وتابع “وصلنا السليمانية ليلاً، وعند الاتصال طلب منا (حزني) التوجه نحو أربيل، فتوجهنا نحوها، وفي الصباح انطلقنا، ولكن عند السيطرة الرئيسة منعونا من الدخول، فاتصل حزني بالسيدين خيري بوزاني (مدير عام الشؤون الايزدية بوزارة الاوقاف بحكومة الاقليم) وادريس حسو مراد (شخصية ايزيدية معروفة)، وتم استحصال موافقة دائرة الاسايش على دخولنا لاربيل يوم 23/10/2014”.
واشار عبد الجبار الى انه “بعد مرور أربعة أيام قررت أن أعود إلى بيتي في الموصل، لاني كنت أظن انه لا أحد يعلم بقصتي مع هذه الفتاة الهاربة، وعدت للموصل في يوم 28\10\2014 لكن بعدها بيومين فقط داهم الدواعش دارنا بحي سومر لانهم كانوا قد علموا بأني من هرّب نادية مراد من الموصل، لذا هربت عبر سطح المنزل الى دار جارنا ومن ثم الى منطقة أخرى”.
ومضى بالقول “هربتُ الى تركيا يوم 2/11/2014عبر رجال التهريب، وقام داعش بابلاغ السيطرات ونشروا اسمي وصورتي داخل سيطرات الموصل، ومن ثم غادرتُ تركيا الى بلغاريا، ومن بعدها وصلت الى المانيا يوم 15-3- 2015، علماً انني تركتُ زوجتي وأطفالي (مصطفى ويحيى) منذ ذلك اليوم الى الآن”.
وقد فقد عمر شقيقه (علي) شهيداً (أعدمه الدواعش يوم 11-9-2016) واستشهدت شقيقته مع اطفالها الستة نتيجة قصف الطائرات لدارهم في اثناء تحرير الجانب الايمن في الموصل (سنابل 1987 ، احمد 2003، زيد2006 ، أسيل 2007، رسل 2008 ، عبد الرحمن 2014، عمر 2016 ، وتم مصادرة اموال عمر المنقولة وغير المنقولة من سيارة وعفش الدار وذهب زوجته.
وكان الختاري قد اجرى اللقاء مع المواطن الموصلي الشهم عمر نوفل عبد الجبار في مقاطعة ساكسن في المانيا.
وكانت نادية مراد قد قامت بزيارات مهمة الى مجلس الأمن الدولي ودول اوروبا وافريقيا والتقت بالعديد من ابرز الرؤساء والزعماء، كما ظهرت في عدة قنوات عالمية وعربية وتحدثت بجرأة عن محنة الاقليات والايزيديات خصوصاً، علماً ان داعش كان قد أختطف نادية واكثر من 150 امرأة إيزيدية أخرى في آب/ اغسطس 2014 من بلدة كوجو (15 كلم جنوب شرق سنجار) واقتادهن إلى الموصل.
وقالت نادية مراد بعد نجاحها بالفرار من الارهابيين إنه تم استعبادها وبيعها وتأجيرها واغتصابها لعشرات المرات في الموصل وتلعفر والحمدانية لمدة ثلاثة أشهر.
وكانت مجلة تايم الاميركية قد اختارت نادية مراد ضمن قائمة 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2016، كما تم تعيينها كسفيرة للامم المتحدة للنوايا الحسنة في كانون الاول / سبتمبر من العام الماضي.