اضطر للهرب إلى خارج العراق وأعدم التنظيم شقيقه
نينوى ـ الصباح الجديد :
كشف الباحث الايزيدي داود مراد الختاري المختص بتدوين قصص الناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم داعش الارهابي عن شخصية المواطن العراقي الموصلي الذي ساعد نادية مراد في الهرب من قبضة التنظيم المتطرف.
وقال الختاري انه التقى مع المواطن عمر نوفل عبد الجبار المقيم حالياً في المانيا، والذي تحدث وقال “في ساعة متأخرة من ليلة ظلماء من يوم 15/ 10 / 2014 طرق احدهم باب دارنا في حي سومر من الجانب الايسر في الموصل، انتابنا خوفُ لاننا كنا نخاف من بطش الدواعش وخلق الحجج لأيذاء الناس”
واضاف “طلبتُ من العائلة (امي، أبي، زوجتي وابني مصطفى) أن أفتح الباب وأتحدث مع هؤلاء الكلاب الدواعش الذين لا يخجلون من أنفسهم ويطرقون أبواب الناس في هكذا ساعة متأخرة من الليل وتوجهت للباب وحينما فتحته رأيت فتاة منقبة بنقاب اسود اللون”.
واشار عبد الجبار الى انه سأل الفتاة “من أنتِ يا أختاه؟ ومن الذي أوصلكِ الى دارنا؟ فاجابتني أنا فتاة ايزيدية هاربة من براثن الدواعش وأستجير بكم، ولقد هربتُ وابتعدت عن انظارهم وعن طريق المصادفة طرقت بابكم، أرجو ان تفتح لي الباب للدخول لان سياراتهم تجوب في الشوارع وسيلقون القبض عليّ”.
وتابع “قلت لها على الفور أدخلي يا أختاه بسرعة ، تلك هي سيارة دورية للدواعش آتية، فدخلت بسرعة وأغلقت الباب وقلت لها انا خائف من شخص ما او سائق اوصلك الى هنا ثم يبلغ عنك، فردت عليّ، لا … لقد جئت هاربة ولا يعلم أحد بمجيئي الى هذا الحي”.
وبحسب عبد الجبار فان “نادية دخلت للبيت والقت التحية على افرادها وتم الترحيب بها، واذكر إن أبي قال لها (أهلاً بكِ يا ابنتي، واعلمي انكِ في داركِ وبأمان) فيما دعتها والدتي الى تناول العشاء، وعقب ذلك نامت نادية مع شقيقاتي وفي الصباح جلست مع العائلة وتحدثت عن معاناتها مع الدواعش وكيفية هربها”.
ومضى بالقول “رأيتُ ان ملامحها تشير الى انها متعبة ومريضة، وسألتها عن ذلك فقالت نعم أنا مريضة وأتألم جداً لكن سأتحمل عسى الله ان ينقذني من هذه المصيبة، فقلت لها سنأخذك الى المستشفى، لكنها رفضت وقالت (دعني بألامي)، فطمانتها بالقول لا تخافي يا اختاه فلن يعلم أحد بأمرك وستحملين هوية شقيقتي، فوافقت على مراجعة المستشفى وبرفقتها والدتي، حيث كانت مريضة جداً وتشكو من الآلام أخذتها والدتي الى مستشفى صدام بهوية احدى شقيقاتي وتم معالجتها”.
ولفت عبد الجبار الى انه “في اليوم الثالث أخذتها الى دار شقيقتي (سنابل) في حي المنصور (التي استشهدت مع ستة من أطفالها يوم 10 – 3- 2017) وفعلا تم تفتيش الدور القريبة منا في اليوم نفسه بحثاً عنها، حيث مكثت نادية مراد ثلاثة أيام في دار شقيقتي الشهيدة، ثم اتصلنا بشقيق نادية واسمه (حزني) وهو بدوره اتصل بالسيد أدريس حسو مراد واتصل بنا في الموصل”.
واستطرد بالقول “بعدها رأيت شخصاً يبيع الهويات الفارغة ويختمها، فكتبتُ أسم أمرأة كردية من سكنة كركوك ومقابل أسم زوجها كتبت اسمي، ولصقت صورة نادية عليها، لانه في حال سؤالنا في السيطرات (لماذا أنتم ذاهبين الى كركوك) سأقول لهم بانها زوجتي وسأخذها الى دار أبيها في كركوك، فاستأجرت سيارة تكسي نوع (جارجر) صفراء اللون، وسلكنا طريق كركوك، ولم تعترض السيطرة على عبورنا لانها تمتلك تلك الهوية”.
وكانت نادية مراد قد قامت بزيارات مهمة الى مجلس الامن الدولي ودول اوروبا وافريقيا والتقت بالعديد من ابرز الرؤساء والزعماء، كما ظهرت في عدة قنوات عالمية وعربية وتحدثت بجرأة عن محنة الاقليات والايزيديات خصوصاً، علماً ان داعش كان قد أختطف نادية واكثر من 150 امرأة إيزيدية أخرى في آب/ اغسطس 2014 من بلدة كوجو (15 كلم جنوب شرق سنجار) واقتادهن إلى الموصل.
وقالت نادية مراد بعد نجاحها بالفرار من الارهابيين إنه تم استعبادها وبيعها وتأجيرها واغتصابها لعشرات المرات في الموصل وتلعفر والحمدانية لمدة ثلاثة أشهر.
وكانت مجلة تايم الاميركية قد اختارت نادية مراد ضمن قائمة 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2016، كما تم تعيينها كسفيرة للامم المتحدة للنوايا الحسنة في كانون الاول / سبتمبر من العام الماضي.
… يُتبع