ما سر تعلق الإرهابيين وزيادة عملياتهم في فرنسا بالتحديد؟

مع إصدار قرارات وتشريع قوانين جديدة تخص قضايا الإرهاب
ترجمة: سناء علي

في مقالة تم نشرها على الصفحات الاولى للصحيفة اشار المحلل السياسي والكاتب « جوناثان بيل « ان « الهجمات الارهابية التي تعرضت لها باريس وادخلت فرنسا في حالة من الرعب وعدم الاستقرار، كونها اكثر الهجمات دموية في تاريخ أوروبا منذ أربعين عاماً.»
كما اضاف « ماتزال للان التحقيقات والاعتقالات الامنية مستمرة , التي تقوم بها السلطات الفرنسية حول هذه الاعتداءات التي تبناها تنظيم داعش الارهابي واوقعت العشرات من الضحايا، وهوما اجبر الحكومة الى أعلان حالة الطوارئ في البلاد، وإغلاق الحدود واصدار قرارات وقوانين جديدة تخص قضايا الارهاب.»
كما أكد بيل ان « بعض التقارير قد اكدت ان تزايد الضربات الإرهابية في فرنسا، يعود إلى هشاشة الإجراءات وضعف الاجهزة الامنية والاستخبارية، التي عجزت عن التصدي لمخططات تنظيم داعش الارهابي، الذي نجح في كسب وتجنيد المقاتلين، حيث كشفت بعض المعلومات عن وجود ما يقارب من 6 آلاف أوروبي يحاربون في صفوف «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط.»
كما اوضح بيل ان « الخبر العاجل الذي صدر بعد ساعات قليلة من الاعتداءات جاء من تنظيم (داعش) الذي أعلن من خلاله تبنيه لمجمل العمليات الانتحارية التي شهدتها باريس بالقول «قام ثمانية إخوة ملتحفين أحزمة ناسفة وبنادق رشاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا منها ملعب (دي فرانس) في أثناء مباراة فريقي ألمانيا وفرنسا الصليبيتين، ومركز (باتاكلون) للمؤتمرات، وأهدافا أخرى»، مؤكدا ان فرنسا ستكون «على رأس قائمة أهداف الدولة الإسلامية (داعش) ما داموا قد تصدروا ركب الحملة الصليبية وتجرأوا على سب نبينا، وتفاخروا بحرب الإسلام في فرنسا، وضرب المسلمين في أرض الخلافة بطائراتهم».
كما اكد بيل ايضا ان « الرئيس الفرنسي استبق الجميع باتهام تنظيم داعش بالوقوف خلف الهجمات بالقول إن «ما حصل هو عمل حربي، ارتكبه داعش ودبر من الخارج بتواطؤ داخلي على التحقيق اثباتها»، الا ان تحقيقات إضافية قد تربط المزيد من التنظيمات او الجهات الأخرى… ربما تلك التي سهلت ومولت ودعمت هذا الهجوم، (خصوصا تنظيم القاعدة)، حتى يخرج هذا الهجوم بهذا العنف والتخطيط العالي الذي أوقع اضعاف ما اوقعته الاعتداءات السابقة في صفوف المدنيين في فرنسا.»
واوضح بيل انها « المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي تعلن فرنسا فيها حالة الطوارئ في البلاد , كما ان المهاجمين لم يحملوا الأسلحة الالية فحسب، بل دخلت (الاحزمة الناسفة) في تكتيك الهجمات ضد الأهداف المدنية في باريس، حيث كان المهاجمون الثمانية يرتدون «احزمة ناسفة»، سبعة منهم فجروا أنفسهم، فيما تمكنت قوات الامن الفرنسية من قتل المهاجم الثامن، وقد قتل العشرات بإطلاق المسلحين النار بنحو عشوائي، فضلا عن تفجير أنفسهم.»
ومع ان سيناريو اخر حسب وجهة نظر بيل قد فرض تنفيذ العملية من قبل «جماعة محلية من الشباب المسلمين المهمشين والمحرومين والغاضبين تعيش في فرنسا»، هم من شن الهجوم «بطريقة فردية، أو ما يطلق عليه (الذئب المتوحد)، ومن هؤلاء محمد مراح عام 2012، ومهدي ميموش، الذي قتل أربعة في متحف يهودي في بروكسل»… الا انها استدركت ان «هجوم ليلة الجمعة لا يشير إلى أنه من تنظيم أفراد هواة».
وعلى العموم. يرى بيل ما حدث من اعتداءات في باريس، يدرج ضمن الاحداث الضخمة التي سيترتب عليها الكثير من الاحداث والتغيرات والمواقف السياسية اللاحقة، اوروبا والازمة في الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب في اسيا وشمال افريقيا وغيرها… كلها أمور سيتم مناقشتها وإعادة صياغتها ضمن اعتداءات باريس الأخيرة.»
كما استطرد بالقول أن « فيليب بوايا المدير العام لشؤون حقوق الإنسان وسيادة القانون للأمانة العامة لمجلس أوروبا فان هناك نحو 25 ألف مسلح أجنبي من أكثر من 100 بلد يحاربون في صفوف الجماعات الإرهابية، و6 آلاف بينهم أوروبيون.»
بيل يرى في تقريره انه « وعلى الرغم من اعلان فرنسا عن إحباط العديد من المخططات الارهابية. فان هجمات باريس شكلت مباغتة لأجهزة الامن والاستخبارات الفرنسية والاوروبية من حيث سعتها ونوعية الاسلحة التي استعملت فيها واسلوب تنظيمها وتنفيذها وعدد الارهابيين الذين شاركوا بها، مما اوقع خسائر جسيمة بالأرواح تجاوزت المائتين قتيلا» وجريحا» من المدنيين.»
كما ادى العثور على ثلاثة احزمة ناسفة يمكن استعمالها لنقل متفجرات اضافة الى اثار لمادة بيروكسيد الاسيتون (تي ايه تي بي) الكيميائية داخل شقة تم استئجارها بهوية مزورة في بروكسل، لتاكيد فرضية ان الاعتداءات جرى الاعداد لها في العاصمة البلجيكية. وتم حتى الان توجيه الاتهام الى عشرة اشخاص في بلجيكا تسعة منهم اوقفوا احترازيا ويشتبه في ان بعضهم ساعدوا عددا من الارهابيين فرارهم من السلطات. بينما اوقف بلجيكي يدعى احمد دهماني في تركيا بعد الاشتباه بانه شارك في تحديد الاهداف.»
بيل اشار في نهاية تقريره انه ما يزال يتعين على السلطات تحديد هوية انتحاريين او ثلاثة هاجموا «ستاد دو فرانس» اتوا من سوريا مع مهاجرين ويحملون جوازات سفر مزورة». ويعمل المحققون حاليا على تحديد هوية رجل ثالث قتل في 18 تشرين الثاني في سان دونيه وشارك على الارجح في الاعتداءات. وتقول السلطات ان سبعة في الاقل من المنفذين مروا عبر سوريا.»

* عن صحيفة الـ «واشنطن بوست الأميركية»

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة